من جهاد النكاح إلى بالذبح جئناكم
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
هذا الشاب الصغير كان يعاني سطوة المجموعة التي تحكمت في كل شيء في حياته، وما الخوف من الظلام والكوابيس إلا نتيجة حتمية لتجربة الدخول في حفرة القبر "اللحد" ولبس الكفن بحجة تعريفه بعذاب القبر، فلولا يقظة الأم ومتابعة الأب لكان ذلك الشاب أحد ضحايا هذا الفكر المتطرف الذي ترك كل جمال الدين الإسلامي وجوائزه وانصرف لعذاب القبر.اليوم ما نشاهده عن نوعية الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية "داعش" وأخواته من تفرعات القاعدة يحتاج إلى وقفة ودراسة تحليلية تحدد الأسباب التي دعت الشباب للانضمام إلى تلك المجاميع الإرهابية، خصوصاً أن بعضهم لم يعرف عنه التدين، فمن غير المعقول أن تنجح دعوة الجهاد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وتلقى هذا التأثير والقبول بين الشباب، فالقضية حتما لها جذور أكبر من ذلك بكثير.سؤال لكل ذي عقل!! الجرائم النكراء التي راح ضحيتها الأم والأب والأخ وقبلها الخال وابن العم والصديق والتفجير بحزام ناسف بالمصلين الساجدين لله وفي الأماكن العامة، هل كانت لتكون من خلال تغريدة أو مقطع فيديو؟! الإجابة حتماً: لا، لو لم يكن بعض من رجال الدين المحركين والداعمين لهذه الجرائم لما كان هذا الاندفاع، فهم الخطر الحقيقي، وهم رأس الفساد، وما حملات دعم الجهاد بالمال والرجال وتجهيز جيش المجاهدين وشراء السلاح إلا دليل على تمكنهم وتغلغلهم في المجتمع وبغطاء تنظيم دولي.تلك التنظيمات الإرهابية نجحت في نشر ثقافة "بالذبح جئناكم، واحجزوا لي عشرة أتلذذ بذبحهم، وجهاد النكاح، ورضاعة الكبير"، فبالرغم من بشاعة الفكرة والمشهد ورفض غالبية المجتمع لهم فإني لا أظن أن نهايتهم قريبة إن لم تتم تعرية مشايخ الدين وكشفهم كخوارج العصر وأتباع لشيخ التكفير والذبح.ودمتم سالمين.