بعد ساعات من سيطرة «جيش سورية الجديد» على قاعدتها العسكرية الاستراتيجية على حدود العراق، أحكم تنظيم «داعش» في وقت مبكر أمس قبضته على قرية الحمدان، بعد أن استعاد مطارها في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وفق ما أفاد ناشطو حملة «دير الزور تذبح بصمت».

وأكدت وكالة «أعماق» المقربة من «داعش» مقتل 40 عنصراً من «جيش سورية الجديد» المدعوم أميركياً وأسر 15 خلال هجوم مضاد للتنظيم على مطار الحمدان، وفرار الباقين من كامل منطقة الحزام قرب البوكمال.

Ad

وأشارت الوكالة إلى أن مقاتلي «داعش» يتابعون ملاحقة عناصر هذا الفصيل، الذي تأسس في نوفمبر 2015 ويضم مئات المقاتلين من دير الزور وحمص، وتلقوا تدريبات بالأردن، في المناطق الصحراوية.

خطوط الإمداد

في المقابل، قال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكولونيل كريس غارفر، عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد، «نحن نعمل على قطع آخر خط إمداد رئيسي بين العراق وسورية»، الذي يمر من مدينة البوكمال الحدودية عبر وادي الفرات، مؤكداً أن المعارك لاستعادة المنطقة الحدودية من الإرهابيين «جارية في الوقت الراهن بالتنسيق من هيئة أركان التحالف».

وكان المتحدث باسم «جيش سورية الجديد» مزاحم السلوم قال الثلاثاء، إن هدف الهجوم في البوكمال هو «قطع خطوط داعش العسكرية بين سورية والعراق بشكل رئيسي، وفي مرحلة ثانية السيطرة على البوكمال».

وشدد مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته، على أن العملية في البوكمال «متواصلة ولم تتوقف» رغم الانتكاسة.

عمليات حماة

إلى ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وثق أمس، مقتل 7031 مدنياً ومقاتلاً وجهادياً من جراء آلاف الضربات الروسية منذ 30 سبتمبر الماضي، في حين أعلن «جيش العزة»، أحد أكبر الفصائل العاملة شمال سورية، تمكنه مساء أمس الأول من تصفية «منير ديب قائد عمليات قوات الرئيس بشار الأسد في القطاع الغربي ومجموعة من الضباط والجنود بعد استهدافهم بصاروخ «تاو» في حاجز الضهرة، القريب من بلدة تل ملح في ريف حماة الغربي.

وفي حلب، استعاد «جيش الفتح» بقيادة «جبهة النصرة» مساء أمس الأول كل النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام في منطقة الملاح شمال المدينة وقرية عرب سلومة، بعد هجوم عنيف شاركت فيه ميليشيات إيرانية وعراقية موالية للنظام. وانضمت عشرات الفصائل الصغيرة في حلب أمس إلى «جيش الفتح» لتوحيد المجهود العسكري.

وفي دمشق، أعلن المكتب الطبي في حي جوبر مقتل أربعة أشخاص وإصابة 6 آخرين بحالات اختناق من جراء تعرضهم لقذائف أمس الأول تحمل غازات سامة، كان لها تأثير مباشر على الجهاز العصبي لبعض الضحايا.

تحت الطاولة

سياسياً، اعتبر الرئيس بشار الأسد أن «معظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله»، معتبراً أن «التناقض بين تصريحات المسؤولين الأستراليين والموقف الرسمي تجاه ‏سورية تعبير عن المعايير المزدوجة للغرب بشكل عام».

وفي مقابلة مع قناة «اس بي اس» الأسترالية قال الأسد: «يهاجموننا سياسياً ومن ثم يرسلون لنا مسؤوليهم للتعامل معنا من تحت الطاولة، خصوصا مسؤوليهم الأمنيين، بما في ذلك حكومتكم»، مشدداً على أن «جميعهم يفعل هذا، فهم لا يريدون إزعاج الولايات المتحدة».

استئناف المفاوضات

بدوره، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس أنه لايزال يأمل في عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف في يوليو لكنه لم يحدد موعداً محدداً، مبيناً أن «جهوداً دبلوماسية كثيفة تبذل في الكواليس».

وبعد اجتماع مغلق مع مجلس الأمن، قال ديميستورا: «حين سندعو إلى المفاوضات سيكون هناك إمكان للتقدم نحو انتقال سياسي بحلول أغسطس»، مشدداً على وجوب «أن يأتي أطراف النزاع وهم يشعرون أن الأمر ملح ويعملون على بعض الأفكار، لتجاوز التباينات بينهم حول مفهومهم للانتقال السياسي».

واعتبر ديميستورا أن شهر أغسطس ينبغي أن يكون «الفترة التي نرى فيها بروز شيء ملموس بهدف إجراء عملية تقييم في سبتمبر»، مذكراً بأنه سيكون الأخير للأمين العام بان كي مون، والرئيس الأميركي باراك أوباما، وسيشهد أيضاً اجتماعاً أخيراً على هامش مجموعة العشرين في الصين بين أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

(دمشق، موسكو،

باريس، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)