6/6 : البحرين هاتف المحبة

نشر في 01-07-2016
آخر تحديث 01-07-2016 | 00:20
 يوسف الجاسم قف بالكويت وحيِّها في الساحلِ

هي مربضٌ لضراغمٍ وبواسلِ

حي الشواطي والمنازل والرُّبى

أكرم بهم من فتية ومنازلِ

بهذه الكلمات الندية المعبرة عن التوأمة البحرينية الكويتية، صاغ شاعر البحرين وأديبها الكبير المرحوم الشيخ أحمد بن محمد الخليفة عشقه وولعه بالكويت، التي تهفو أفئدة أبنائها إلى مهد الحضارات أرض "دلمون وأوال" ومنبع الطيبة، ومسكن اليامال *وْهيَرات الحصابي، *وملفىٰ الخير حين تضيق بالساعين السبل.

أرض البحرين الخصبة والولّادة، وشعبها الناضج وحكمها الرصين، كانت ولا تزال توأمنا في الكويت، لوناً وطعماً ورائحة، وهي قطعة منّا، مثلما نحن قطعة منها، (ولا تهون بقية شقيقاتنا في الخليج)، فحبلها السري معقود في بطن الكويت، وأوال تبقى ساكنة في ضمير شعب الكويت في السَرَّاء وعند الضرّاء.

البحرين هي القريبة على بعد الماء الفاصل، نلمحها مع إشراقة كل صباح تتهادى بأثواب نشلها البهيّة، وتدمع لها عيننا إن مَس أنفها سوء،

وتجزع لها قلوبنا كلما ضّجت على أرضها الأحداث أو ادلهمّت من حولها الخطوب، ومهما أضمرت قوى الشر للبحرين سوءاً، فإنها تكتشف على الفور كم تلك البحرين ساكنة كالقلب بين ضلوع شقيقاتها الخليجيات، وخاصة أحبتها في الكويت، الذين جمعتهم بها قسوة الماضي وشقاء وضنك معيشته، مثلما يجمعهما رخاء وبهاء حاضر اليوم.

"دلمون الشمّاء" عصيّة على من يعاديها ويطمع باحتوائها، ويظن بانكسارها، لأنها كما الضلع القوي الحجارة، الصامد أمام أي نجم قد يكون على الضلع حدّار، كما قال شاعرنا الكبير حمود الناصر البدر رحمه الله.

يا أعداء البحرين؛ وفّروا تهديداتكم لها، ولملموا أكفانكم، التي تتدرّعون بها علّكم ترهبون شعبها الصابر العنيد وقيادته الواعية، التي لا تتهاون أو تساوم على أمن بلدها واستقراره.

في كل مرة ستخيب مساعيكم الشريرة، وتتلاشى أحلامكم منكسرة على شطآنها الوادعة والممتدة عَبر آلاف السنين، لتبتلع كل فسوق العدوان، لأن الله خلقها للمحبة والسلام.

يا سُمْر الجباه وعجينة الرفق في سواقي (عذاري)، نحن معكم في كل لحظة تتهادى فيها إلينا نسائم نخيلكم الباسقات، وتسري مع سكون الليل إلى أرواحنا نِهمات العلاّن وبوطُبَنْيَه حين يجرّون مجاديفهم، ونبتهج بأصداء شدو محمد بن فارس ومحمد زويّد وهمسات علي عبدالله خليفة، وإبداعات إبراهيم العريّض وعبدالرحمن رفيع وعبقرية راشد العريفي ودندنات الجميري متغزلاً بالنشل الخضر تكتسي فيه نخلات (عوالي)، و تزينه البحرين ولا يزينها.

يا أهل المحرق والمنامة، أنتم هاتف المحبة بيننا، الذين أنشدكم صادقاً شاعرنا عبدالله السنان بالقول:

إني أُحِب بني (أوال) إنهم

سلكوا طريق المكرمات الشيّقا

أهلوهمُ نحن وهم أهلٌ لنا

صنوان في بلدين لن يتفرقا

هم سادةٌ لا ينتقون سوى العلا

نعم الأكارم بل ونعم المنتقىٰ

وعلى صعيد المجد سوف يضمّنا

وطن العروبة والعلا فإلى اللقا

حفظ الله البحرين وبارك أرضها وأهلها على مر السنين.

--------

*ملحوظات:

الهْيَرات: مغاصات اللؤلؤ

الحصابي: جمع حصباة

وهي اللؤلؤة العملاقة / ملفى الخير: ملجأ الخير

نِهمات: جمع النهمة وهي غناء البحارة

back to top