كانت القرون الوسطى مرتعاً لأساطير مخيفة في الشرق والغرب على حد سواء، وفي تلك الأونة ظهرت جماعات القتل والإرهاب الغامضة، التي لا يزال بعضها عصياً على كشف جميع أسراره، ومن أشهرها جماعة الحشاشين، فقد ظهرت كطائفة سرية، تتبع الشيعة الإسماعيلية، وامتد نفوذها بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر في مناطق العراق وإيران، وأقامت القلاع في الشام، ونفذت عملياتها وارتكبت عمليات اغتيال ضد الحكام والولاة والخلفاء، بل واستطاعت قتل أحد أشهر ملوك القدس الصليبيين.
عمليات انتحارية
يمكن القول إن الجماعة التي أجاد رجالها استخدام الخنجر، لأنهم يفضلون قتل ضحاياهم في صمت والتخفي كالأشباح، كانت أول من طوّر مفهوم العمليات الإرهابية الانتحارية. تمتع معظم ضحاياهم بحراسة مشددة، وكانت فرص الفرار معدومة فعلياً، وبالتالي من يقدم على ارتكاب الجريمة (كانت الجماعة تطلق عليه فدائياً) يدرك أنه لن يعود منها. لكن عملية «غسل الدماغ» التي برع فيها الحشاشون باستخدام وسائل في غاية البراعة وأدوات التضليل، كانت تقنع القاتل بأن تنفيذ جريمته هي الوسيلة الوحيدة لدخول الجنة، أو بالأحرى العودة إليها!كان حسن الصباح {مجاورا} للأزهر، ويدرس، على غرار آلاف الطلاب الفقراء الذين جاؤوا لتعلم المذهب الشيعي في عصر ازدهار الدولة الفاطمية في مصر، وقد رافق خلال زيارته شاعر الرباعيات عمر الخيام ونظام الملك الذي صار وزيراً مرموقاً في ما بعد، وكان الأصدقاء الثلاثة رفقاء سكن بمنطقة المجاورين في القاهرة، لكن مصائر الثلاثة تباينت أشد التباين في ما بعد، فقد عاد حسن الصباح إلى بلاده، وأخذ يركز دعوته في الشمال الفارسي وبالتحديد على الهضبة المعروفة بقلعة {آلموت} التي تبعد نحو 100 كم عن طهران، وبدأ بتكوين جماعة خاصة للدعوة إلى مذهب الإسماعيليين لكن بطريقة مختلفة، فابتكر خطة وأسلوباً للسيطرة على أتباعه، ولأن قطع وعدٍ للناس بالجنة والسعادة الأبدية لم يعد كافياً، قرر خلق تلك الجنة على الأرض. فعلاً، أنشأ جنته في واد جميل يقع بين جبلين شاهقين، شيد داخلهما حدائق مليئة بفواكه لذيذة وقصور مزينة بالذهب والجواهر المزيفة، وأنشأ قنوات مليئة بالعسل واللبن والخمر، ووضع داخلها جواري فاتنات ومحترفات في العزف والغناء والرقص، ودُربن على أغاني الغزل والسعادة، ولم يكن يسمح لهن بالخروج من تلك القصور. كذلك ابتكر الصباح هندسة ذكية للمكان لإخفاء تلك الجنة عن العيون فلا يمكن لأحد دخولها إلا عبر ممر سري.وبدأ حسن الصباح اجتذاب الأطفال والفتيان، خصوصاً من القرى وضواحي المدن، وكان يختار كل من رأى فيه قابلية لأن يكون مجرماً وقاتلا، وراح يدربهم على السمع والطاعة العمياء والإيمان بكل ما يلقى أمامهم من خطب، إلى جانب تعليمهم اللغات في قلاعهم الحصينة كاللاتينية والإغريقية والرومية والعربية.كذلك لجأ الحشاشون إلى استخدام رموز سرية وقواعد خاصة بمراسلاتهم، في حروبهم وتنظيماتهم، وجعلوا أمر معرفتها مقتصراً عليهم، وكانوا يشيرون بها إلى أسماء خصومهم... وعندما يشتد ساعد هؤلاء الأطفال يدربونهم على الأسلحة المعروفة، لا سيما الخناجر، ويعلمونهم الاختفاء والسرية، وأن يقتل الفدائي نفسه في النهاية قبل أن يبوح بكلمة من أسرارهم.استخدم الصباح الحشيش والأفيون للسيطرة الكاملة على أتباعه وضمان طاعتهم العمياء لأوامره وإيمانهم بقدرته الكاملة على النفع والضرر لهم. وخلال مجلس كان يعقده كل يوم للحديث عن مباهج الجنة، كان يضع مخدراً في شراب الفتيان ليفقدوا وعيهم، وحين يفيقون يجدون أنفسهم بكل حواسهم في الجنة وبكل التفاصيل التي ذكرها لهم معلمهم حسن الصباح، فيتعلقون بذلك المكان ولا يتخيلون أنفسهم بعيدين عنه. وبعد مرور بضعة أيام، يتم تخديرهم ونقلهم إلى المكان نفسه الذي حملوا إليه أول مرة، فيتحدثون أمام الحاضرين الجدد عما شاهدوه في الجنة!تشير مراجع تاريخية أخرى إلى أن الصباح كان يقنع أتباعه الذين يقع عليهم الاختيار لتنفيذ عملياته الخطيرة بأنهم ماتوا فعلاً ودخلوا الجنة، وفي تلك الجنة الزائفة يجد هؤلاء الفتيان كل ما لذ وطاب من أطعمة ونساء وغير ذلك من متع كانت محرمة، ويعيشون أياما يتقلبون في تلك الجنة كيفما يشاؤون، وعندما تحين ساعة الصفر يتم إخراج من يقع عليه الاختيار، ولا يكون أمامه من بديل سوى تنفيذ أوامر سيده إذا ما أراد العودة إليها.أستاذ الإرهاب الأول
جذبت تلك الطريقة الشيطانية المريدين والأتباع إلى الجماعة، ولم يكتف حسن الصباح بابتداع طرائق غريبة في غسل دماغ أتباعه وتغييب وعيهم، بل برع في بناء هياكل تنظيمية للجماعة والتخطيط المحكم لتنفيذ عملياته، فكان أحد أبرز المنظرين والمخططين للإرهاب بمفهومه التنظيمي ومصطلحاته وايديولوجيته، وواضع شكل الخلايا الإرهابية بصورتها المتعارف عليها حالياً، من خلال تشكيله خلايا يتزعم كل منها شخص مستقل يدعى أمير الجماعة، وقد اهتم بشكل المكلفين بالاستقطاب، وكان يختارهم بعناية فائقة، ويلقنهم تقنيات التأثير النفسي واستراتيجيات الإقناع والسيطرة من خلال المعرفة الوثيقة بنفسية كل منهم، والتلاعب برغباته وغرائز الأتباع وتقديم ما يريدون بجرعات محددة، وهي المناهج ذاتها التي اتبعتها آلاف التنظيمات والجماعات الإرهابية لاحقاً، لكن ربما كان أخطر ما ابتدعه حسن الصباح هو تأسيس مفهوم الانتحاري الموجه والذي أطلق عليه اسم الفدائي الباحث عن الجنة، وقد تحول هذا المفهوم إلى أساس فكري لعشرات التنظيمات الإرهابية التي لا تزال تطبق شعار الحشاشين... اقتل كي تفوز بالجنة!!وتعتبر تعاليم الحشاشين وطرائقهم المرجع الأساس للجمعيات السرية التي نشأت في أوروبا والمنطقة العربية، كالجماعات الجهادية والتكفيرية الحالية، وجماعة فرسان الهيكل وجمعية يسوع وجماعة الدومنيكان الشرسين وجماعة البنائين. واتخذت جماعة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام، مَّا أكسبها عداءً شديداً مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لها كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا أن تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب، وكانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات، وفعلاً اغتالوا شخصيات بارزة في ذلك الوقت.اغتيال الكبار
ومن أشهر الاغتيالات التي قام بها الحشاشون، اغتيال الوزير نظام الملك في أحد أيام الجمعة بالمسجد، لتوجيه ضربة قاسية إلى دولة السلاجقة المسيطرة على الأراضي حول قلاع الحشاشين، فقد زادت العداوة بين حسن الصباح وبين نظام الملك عندما أصبح الأخير وزيراً للسلطان السلجوقي {ألب أرسلان} وابنه {ملكشاه}، فقرر الصباح التخلص بلا رحمة من قلب السلاجقة النابض {نظام الملك}، ورفيق دراسته السابق.كذلك اغتال الحشاشون الوزير الأفضل بن بدر الدين الجمالي، الذي عزل إمامهم النزار وقتله وعمل على تولية المستعلي بدلاً منه في مصر الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، وهو ابن المستعلي رأس الدولة الإسماعيلية الغربية، شهاب الدين بن العجمي وزير الملك الصالح الزنكي، ثم حاولوا قتل الخليفة العباسي المسترشد بالله. كذلك ينسب إليهم قتل الأمير مودود حاكم الموصل، الذي شن حملة على الممالك المسيحية على رأسها إمارة الرها، واغتيال جناح الدولة حاكم حمص، وهو يؤدي صلاة الجمعة ومفتي أصفهان، بالإضافة إلى والي بيهق. ومن جرائمهم أيضا اغتيال القائد فارس الدين ميمون الذي تصدى للصليبيين في طبريا سنة 1113م، وهو يدخل المسجد لأداء صلاة الجمعة، ما شكل نصراً للصليبيين بتخلصهم من عدو لدود بلا جهد.كذلك اغتال الحشاشون المركيز {كونراد دي مونفيرا} ملك بيت المقدس الصليبي، وكان أول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، وتشير المصادر إلى أن قاتليه تخفوا في زي رهبان حتى وصلوا إلى خيمته، وتذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات {ريتشارد قلب الأسد} الذي وصلت العداوة بينه وبين دي مونفيرا ذروتها في تلك الفترة، وانقسم العالم المسيحي بينهما، فأدى مقتل {كونراد} إلى توحد العالم المسيحي تحت لواء {ريتشارد قلب الأسد}، وربما تكشف تلك الوقائع ذلك الارتباط الغامض بين الحشاشين والصليبيين، الذي سيفتضح بعد ذلك... ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن السلطان {صلاح الدين} حرض على قتل {كونراد} كهدية يقدمها سنان زعيم الحشاسين لصلاح الدين بعد المصالحة بين الطرفين، وهو ما ذهب إليه مؤرخو الإسماعيلية.مع أن محاولات الحشاشين لاغتيال السلطان {صلاح الدين الأيوبي} قد فشلت في تحقيق غايتها، إلا أنها تظل واحدة من أهم صفحات تاريخ الحشاشين، فقد حاول هؤلاء اغتيال صلاح الدين مرتين. استعان {كمشتكين} حاكم حلب المعادي لـ {صلاح الدين} بالحشاشين أثناء حصاره لها عام 1174 م، فأرسل له سنان شيخ الحشاشين من يغتاله، وقد وصل القتلة إلى خيمته، ونجحوا بالفعل في قتل {خمارتكين}، أحد أمرائه ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب بأذى.أما المحاولة الثانية لاغتيال صلاح الدين فكانت بعد سنتين أثناء حصاره قلعة {عزاز} فتخفى بعض الحشاشين في لباس الجنود حتى وصل أحدهم إلى صلاح الدين وضربه على رأسه، ولكن الأخير كان يرتدي خوزته فلم يصب بأذى، فأعاد الحشاش ضربه على وجهه، ما أدى إلى إصابة السلطان بجرح غائر قبل أن يتمكن قادة جيشه من الإحاطة بالحشاشين والقضاء عليهم.وكان من نتائج تلك المحاولة أن جهز صلاح الدين جيشاً لحصار قلاع الحشاشين، ولكنه رجع من دون غزو. ويشير بعض المصادر إلى أن صلاح الدين عاد إلى خيمته فوجد خنجراً مغروساً في وسادة سريره وفيه بطاقة من سنان كدلالة على قدرة الحشاشين على الوصول إليه في أي مكان. ويذهب مؤرخو الحشاشين إلى أن {صلاح الدين} و}سنان} صارا صديقين حميمين بعد محاولتي الاغتيال، حجتهم في ذلك تخلُّص الحشاشين من عدو {صلاح الدين} {دي مونفيرا}، في المقابل وضع صلاح الدين في نص معاهدته مع الصليبيين بنداً خاصاً وهو عدم التعرض لقلاع الحشاشين.. ويذهب مؤرخو الحشاشين إلى استحالة تعرض سنان لصلاح الدين، لأن سنان عندما قرأ في علم الأفلاك، اكتشف أنه وصلاح الدين يموتان في العام نفسه، فكان سبباً كافياً لعدم التعرض لصلاح الدين بالإيذاء، وأن المقصود من إرسال الفدائيين كان مجرد تهديده للإذعان لهم... والغريب أن النبوءة تحققت ومات الاثنان بالفعل في العام نفسه!وكانت نهاية الحشاشين الحقيقية على يد المغول الذين هاجموا قلعة {آلموت} وحرقوها وأعملوا القتل في أهلها ولم ينج منهم سوى الأطفال ونفر قليل جداً، كذلك هدموا وأحرقوا مئة قلعة أخرى، وأُسر أمير الجبل وزعيم الحشاشين آنذاك {ركن الدين بن خورشاه}، وقتل وأفراد أسرته بمن فيهم الأطفال، وبنيت على أطلال قلعة {ألموت} الرهيبة، قلعة دمشق، ثم استكمل الظاهر بيبرس، الذي يقال إنه استخدمهم لفترة ضد أعدائه، لكنه عندما استشعر خطرهم وغدرهم، جهز معركة للقضاء عليهم سنة 1270، فبدأ فرض الجزية عليهم، وراح يعيّن من يريد على رأس الطائفة، ثم أمر بعد ذلك بتسليم القلاع لدولته، وبذلك انتهى النفوذ المادي للحشاشين، وإن لم ينته النفوذ الفكري والروحي والفكر الإرهابي الشيطاني الذي بثته تلك الجماعة التي حظيت باهتمام المفكرين والأدباء في الشرق والغرب. وقدم المستشرق البارز برنارد لويس دراسة وافية عنهم، واستلهم أدباء سيرتهم الغامضة في أعمال روائية ومسرحية وحتى سينمائية.الخناقون العرب
تشكل الأفكار الإرهابية الدموية التأثير الأخطر للحشاشين. على طريقها سارت عشرات من الجماعات الإرهابية والتخريبية، وننتقي واحدة من تلك الجماعات الأكثر دموية في التاريخ العربي، التي ظهرت بعد نحو ستة قرون من تدمير قلاع الحشاشين، ونعني هنا جماعة الخناقين التي بدأت في العراق، وكانت لأعضائها دروب خاصة بهم لا يسكنها غيرهم وكانوا يقتلون لمكاسب مادية محدودة، كذلك ظهرت طائفة في الهند أطلقت على نفسها {جمعية الخناقين}، وتميزت بمكر أفرادها في ارتكاب جرائم وإزهاق النفوس، وبرعوا في التخفي وإخفاء آثار جرائمهم وإزالة معالمها إلى حد أن أمرهم لم يكتشف، إلا بعدما فتكوا بحياة الآلاف من أهل الهند.وكانت جماعة الخناقين، سواء من العرب أو من الهنود، تقتل عن طريق الخنق بقطعة من القماش، وتستخدم أساليب الحشاشين في التنكر واستطلاع الأخبار وجمع المعلومات، لكنها على عكس الحشاشين لم تستهدف القادة السياسيين أو العسكريين، بل قتلت أناساً عاديين في القوافل التجارية المارة بمناطق نفوذها.في كتابه {الحيوان}، ذكر الجاحظ أن هؤلاء كانوا منتشرين في البصرة وبغداد على عهده، وقال عنهم: {إنهم لا يسكنون في البلاد إلا معاً ولا يسافرون إلا معاً، فلربّما استولوا على الدرب بأسره، ولا ينزلون إلا في طريق نافذ ويكون خلف دورهم أما صحارى أو بساتين وأشباه ذلك تسهيلاً للهرب إذا حوصروا}.ويضيف الجاحظ: {كان لهم درب ببغداد يسمى {درب الخناقين}، حيث يقتادون الضحية إلى دربهم وقد جعلوا على أبوابهم مُعلم منهم ومعه صبيان يعلمهم الهجاء والقراءة والحساب، وفي كلدار لهم كلاب مربوطة تشترك كذلك في العملية، ولدى نسائهم دفوف وطبول وصنوج، فإذا أراد أهل دار منهم خنق إنسان ضربت النساء بالطبول والدفوف والصنوج وأطلقن الزغاريد وصاح المعلّم بالصبيان أن أرفعوا أصواتكم بالقراءة وهيّجوا الكلاب، فلو كان للمخنوق صوت حمارٍ لما شعر بمكانه أحد، كما أن الناس إذا سمعوا تلك الجلبة لم يشكّوا أن عرساً يجري في دورهم أو فرحاً}.ولم يقتصر عمل الخناقين على العراق والشام، بلا امتد نفوذهم إلى القاهرة أيضا. ذكر بدر الدين العيني في كتابه {عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان} في حوادث سنة 662 هـ عن امرأة خناقة اسمها غازية الخناقة: {وجدت بالقاهرة، خارج باب الشعرية، امرأة تتحيل على الناس، وكانت ذات حسن وجمال، وكانت تمشي بالمدينة ومعها عجوز تطمع الناس في نفسها، وتدخلهم بيتا لها هناك، وقد أعدت فيه رجالا يطابقونها على سوء فعلها، فيخنقون من تأتي به، فقتلت خلقا كثيراً من رجال ونساء، واطلعوا في بيتهم على حفرة فيها خلق عظيم مقتولين، وكان بعض الطوابين (أي العاملين في صناعة الطوب) قد اتفق معهم، وجعلوا يحضرون إليه القتلى مختفياً، فيحرقهم في أقمنة الطوب بها فسُمرت (أي يتم ربط المعاقب على خشبتين تشبه الصليب فتدق مسامير غليظة في أطرافه تربطه بالخشب)}.