عاد كمال من المغرب، وقرر العودة مجدداً للإنتاج، فقام بإنتاج فيلم "نساء الليل" أمام نيللي وناهد شريف وحسن يوسف، وغسان مطر، سيناريو وحوار أحمد عبدالوهاب، وفيصل ندا، وإخراج حلمي رفلة، ورغم أنه تعمد وضع اسمه الأخير في تتر الفيلم، فإنه بلغ ذروة نجاحه الفني والجماهيري، لدرجة أن الفيلم فاز بسبع جوائز من الدولة، منها جائزة أحسن ممثل للشناوي، وأحسن إنتاج، وأحسن موسيقى تصويرية لعمر خورشيد في أول عمل له في هذا المجال.

في حين كان كمال الشناوي يؤدي دوره أمام زبيدة ثروت في فيلم "الرجل الآخر" الذي شاركهما فيه صلاح ذو الفقار، وشمس البارودي، وسمير صبري، سيناريو وحوار محمد بسيوني، ومصطفى بركات، قصة وإخراج محمد بسيوني، إذا بصلاح ذوالفقار يدخل عليهم البلاتوه متهللا:

Ad

= قواتنا عبرت القناة... جيشنا عبر وحطم "خط بارليف" ورفعنا العلم على الضفة "التانية" من القناة

* مش ممكن ايه الكلام اللي بتقوله ده... أمتى حصل ده يا صلاح؟

= من ساعتين... والراديو عمال يذيع البيانات

* تاني بيانات!

= لا يا كمال... المرة دي الدنيا مختلفة... مافيش راديو هنا؟ أي حد معاه راديو حتى لو ترانزستور عايزين نسمع الأخبار الجميلة.

* إحنا لسه هانسمع... إحنا لازم نتحرك من هنا... لازم نعمل حاجة... لازم نقف جنب البلد... نعمل أي حاجة.

حرص أغلب الفنانين على المشاركة المعنوية والمادية في حرب أكتوبر 1973، بداية من كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، التي راحت تدعم القوات المسلحة إلى التبرع بإيرادات حفلاتها، وكذلك عبدالحليم حافظ، وتقدمت نادية لطفي وتطوعت في أعمال التمريض بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، وكذلك شادية وسهير المرشدي، وماجدة الصباحي، وفريد شوقي وصلاح ذوالفقار، كما قامت الفنانة آمال زايد بتوزيع "الشربات" أمام منزلها على كل حي السيدة زينب ابتهاجاً بإنجازات القوات المسلحة في أكتوبر.

وتبرع الكثير من الفنانات مع أغلب سيدات مصر، بكل حليهن لخدمة المجهود الحربي وسادت مقولة: "بلدنا أغلى من كل ذهب الدنيا"، وتقدم كمال الشناوي الجميع، سواء بزيارة المرضى بالمستشفيات، والتبرع بالمال، كما حرص على زيارة الجبهة مع من زاروها، عندما سمحت القوات المسلحة بذلك بعد وقف إطلاق النار، بل وافق على أن يقوم لأول مرة في السينما بدور أب للفنانة نجلاء فتحي، في فيلم "الوفاء العظيم" سيناريو وحوار فيصل ندا، وإخراج حلمي رفلة، أمام محمود ياسين، ومريم فخر الدين، وسمير صبري، وعبدالمنعم إبراهيم، والذي دارت أحداثه حول واحدة من بطولات حرب أكتوبر.

موجة شرسة

برحيل الزعيم جمال عبدالناصر، وبعد أن حقق الرئيس أنور السادات انتصار أكتوبر، رأى القائمون على صناعة السينما أن يقوموا بتكريمه، ليس بتقديم المزيد من أفلام انتصار أكتوبر، بل بتقديم أفلام تنتقد فترة حكم الزعيم جمال عبدالناصر، والتركيز على سلبياتها وإبرازها، بل وتضخيمها، فانطلقت موجة شرسة من الأفلام تنتقد فترة حكمه بشكل مبالغ فيه، ليس في شكل انتقادات لبعض المظاهر السلبية، لكنها بدت كأن هناك "حالة ثأرية" للانتقام من شخص الزعيم جمال عبدالناصر نفسه.

كان أول الأعمال التي هاجمت عهد الزعيم جمال عبدالناصر، فيلم "الهارب" قصة وسيناريو وحوار رأفت الميهي، إخراج كمال الشيخ، أمام شادية وحسين فهمي، ومريم فخر الدين، حول ما أطلق عليهم "زوار الفجر" وتضييق الخناق على من يمارسون العمل السياسي، والزج بهم في المعتقلات، وهو ما ظهر جليا واضحا فيما بعد، في الفيلم التالي، المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ "الكرنك" التي حولها ممدوح الليثي إلى فيلم سينمائي كتب لها السيناريو والحوار، وأخرجه علي بدرخان، وشارك في بطولته أمام كمال الشناوي، سعاد حسني، ونور الشريف، وفريد شوقي، وتحية كاريوكا، ومحمد صبحي، وشويكار، وفايز حلاوة، وعلي الشريف، والذي جسد فيه كمال الشناوي شخصية "خالد صفوان" رئيس جهاز المخابرات، الذي يقوم بتلفيق بعض التهم لشباب الجامعات الذين يتحدثون في السياسة، لاعتقالهم بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم.

أثناء تصوير الفيلم، زاره المخرج نيازي مصطفى، ووقف يشاهد أكثر من مشهد، خاصة مشاهد التعذيب التي يشرف عليها "خالد صفوان" في المعتقل، وما إن انتهى، وراح البعض يهنئ كمال، إلا أن نيازي ابتعد بكمال جانباً وبادره:

= الجمهور مش هايقبلك في الدور ده يا كمال لأنه صعب جدا

* إزاي أنا عامل فيه مجهود غير عادي

= أنا ماقصدتش الأداء، أنا أقصد معنى الدور... أي ممثل هايعمل الدور ده الجمهور هايكرهه... وبعدين صحيح عبدالناصر مات.. لكن الناس لسه بتحبه.

* أنا مافيش حد يزايد عليّ في حب عبدالناصر... وعمري ما كنت ضده ولا ضد الثورة، أنا أكتر واحد بكى لما عبدالناصر أعلن تنحّيه عن الحكم في يونيو 1967 ونزلت وسط الناس الرافضة وهتفت، وماتنساش أني شاركت في "قطار الرحمة" وفي المقاومة الشعبية سنة 56، لكن رغم كل ده كان في أخطاء... ولازم نقول ده.

= بالشكل اللي بيتعمل ده؟

* ممكن يكون في شوية مبالغة... وده زي ما أنت عارف علشان السينما وشباك التذاكر

= في فرق يا كمال بين أنك تحط شوية توابل زي رقصة ولا أغنية ولا حتى ممثلة لابسه مايوه... وبين أن يبقى فيه تجني على التاريخ.

* ماتكبرش الموضوع ياعم نيازي.

= أنت قولت رأيك باختيارك الفيلم والدور... وأنا بأقول رأيي.

كان الجميع يهنئون كمال الشناوي بعد أداء كل مشهد، إلا أنه لم يكن راضياً، يشعر بأن شيئاً مفقوداً لا يعلمه، وأنه بعيد عن الشخصية، أو أن الشخصية هي التي بعدت عنه، فقد شارك في الفيلم رغم علمه بأنه إذا كانت هناك بعض الأخطاء أو التجاوزات في عهد الزعيم جمال عبدالناصر، فإن الفيلم كان يحمل أيضا العديد من الأخطاء والتجاوزات في عهد عبدالناصر، حتى أن أسرة رئيس جهاز المخابرات السابق، صلاح نصر، أقامت دعوى قضائية لإيقاف عرض الفيلم، لكنها خسرتها، وتم عرضه وأثار ضجة كبيرة، واعتبر أنه من ضمن الحملة الموجهة والمنظمة ضد عبدالناصر بعد وفاته، وأنه تجريح شخصي لذاته وانقلاب على الثورة وأهميتها، إضافة إلى أنه تناول جانبا واحدا من هذه الفترة، وأغفل العديد من الإيجابيات.

مرحلة نجيب محفوظ

رغم حب كمال الشناوي للزعيم جمال عبدالناصر بشكل شخصي، فإنه وقع أيضا في حب كتابات الأديب الكبير نجيب محفوظ، فبعد أن قدم له "الكرنك" من خلال سيناريو وحوار ممدوح الليثي، قدم أيضا لنفس الكاتب، ونفس السيناريست فيلم "المذنبون" للمخرج سعيد مرزوق، من إنتاج إيهاب الليثي، حتى لو جاء اسمه بين مجموعة الأسماء الأخيرة مسبوقا بعبارة "النجم الكبير"، ليسبقه أسماء حسين فهمي، وصلاح ذوالفقار، وعماد حمدي، وعمر الحريري، وتوفيق الدقن، وعادل أدهم، وسمير صبري، وسهير رمزي، والذي دار حول قتل ممثلة، وتشمل التحقيقات كل من له صلة بها، بداية من خطيبها، ثم كل من حولها.

كان لكل هذه الأعمال صدى كبير في المجتمع، وتقدير خاص من النظام القائم، الذي قرر أن يكرم كمال على ما قدمه من أعمال، فقام الرئيس أنور السادات بتكريمه في "عيد العلم" عام 1978.

حقق فيلم "المذنبون" نجاحا كبيرا، لموضوعه وفي الوقت نفسه لوجود كل هذا العدد من النجوم في فيلم واحد، ليقدم كمال بعده رواية أخرى للكاتب نجيب محفوظ هي "السمان والخريف"، لكن من خلال التلفزيون، بعد أن سبق وقدمها للسينما في عام 1967 الفنان محمود مرسي، لتبدأ بذلك مرحلة نجومية كمال الشناوي التلفزيونية التي قدم خلالها عدة مسلسلات لم يقطعها إلا بعودة قصيرة إلى السينما من خلال فيلم "القضية المشهورة" قصة وسيناريو وحوار وإخراج حسن الإمام، أمام رشدي أباظة وفريد شوقي، وسمير صبري، وزهرة العلا، ولبلبة، وعفاف شعيب، والراقصة سهير زكي.

لم يكن كمال الشناوي يبحث عن الرومانسية الغائبة عن الشاشة فقط، بل إنه دائم البحث عنها في حياته الخاصة، ورغم محاولة زوجته السيدة زيزي الدجوي توفير أجواء الحب والرومانسية في حياتهما، فإنه لم يكن يكتف يوما، فما إن سافر مع فيلم "القضية المشهورة" إلى لبنان لعرض الفيلم هناك، حتى راحت الصحف اللبنانية والمصرية، تكتب تفاصيل قصة مغامرة جديدة في حياة "الدنجوان" المصري.

لم تكن حياة كمال الشناوي الزوجية المستقرة، سوى صورة ظاهرية لحياة تعيش فوق فوهة "بركان خامد" لا يحتاج إلا إلى هزة صغيرة كي تحركه وتنشطه لينفجر، فكان خبر مغامراته النسائية الجديدة التي راحت الصحافة تلمح إليها، هو تلك الهزة التي ينتظرها، فانفجر والذي لم يستطع كمال أن يواجهه هذه المرة كما اعتاد في مرات سابقة عديدة، حيث اكتسح أمامه كل شيء، وقضى على الأخضر واليابس في حياته، خاصة أنه ظل في حالة غليان لأكثر من ثلاثة وعشرين عاما، ولم تعد زوجته "زيزي الدجوي" تحتمل مزيدا من الغضب، أو مزيدا من التضحية، خاصة بعد أن تخرج ابنهما علاء في الجامعة وأصبح مهندسا معماريا، فضلا عن كونه فنانا تشكيليا، في حين انتهى شقيقه الأكبر محمد من دراسة السينما، وراح يتدرب ليؤهل نفسه ليصبح مخرجا سينمائيا، حيث اقتسم الشقيقان مواهب الأب كمال الشناوي، وحتى ذلك لم يكن ليشفع لحياتهما الزوجية أن تستمر، فأصرت زيزي الدجوي هذه المرة على الطلاق، فانفصلا في هدوء، كما هي عادة كمال الشناوي مع زوجاته، يتزوج في هدوء وينفصل في هدوء.

مأساة حب

بعد أن حقق كمال الشناوي جماهيرية كبيرة من خلال التلفزيون، قرر أن يعود مجددا للسينما، فاختار أفضل ما عرض عليه، حيث قدم فيلم "انهيار" قصة رياض العريان، سيناريو وحوار مصطفى كامل، إخراج أحمد السبعاوي، أمام سهير رمزي، وحسين فهمي، ورجاء الجداوي، ومحمد خيري ونادية أرسلان، ليختاره المخرج خيري بشارة ليشارك بدور صغير في فيلم "العوامة رقم 70" غير أنه وافق لأهمية الدور، وفي الوقت نفسه لحماسه الكبير لبطل الفيلم الفتى الأسمر أحمد زكي، الصاعد بقوة نحو قمة النجومية:

= ما تعرفش يا أستاذ كمال سعادتي أد ايه لما عرفت أنك وافقت تقوم ببطولة الفيلم ده

* هاهاها... انت اللي بطل الفيلم يا أحمد... وأنا هاشتغل في الفيلم علشان خاطرك... لأني معجب بيك جدا... وحاسس بأنك جيت الجيل ده بالغلط.

= مش فاهم يا أستاذ يعني أيه جيت بالغلط؟

* أيوا أنت لو ظهرت في الخمسينيات أو الستينيات.. كان هايبقالك شأن تاني... لأنك ممثل تقيل، وأنا واثق أنك في ظرف كام سنة مافيش ممثل في الوطن العربي كله ممكن يقف قدامك.

= هاهاها... كده يبقى هاقعد في البيت يا أستاذ طالما ماحدش هايقف قدامي

* لا أنا بتكلم بجد... أنت ممثل استثنائي يا أحمد

= أستاذ... ما يغركش بجاحتي قدام الكاميرا، والله العظيم أنا باتكسف... الكلام ده كتير عليا... صدقني أنا لو أخدت على بكالوريوس معهد التمثيل كمان ماجيستير ودكتوراه، مش يكونوا بالنسبة لي زي شهادتك دي... شرف كبير أوي أنه يكون ده رأي الأستاذ كمال الشناوي فيا.

شارك معهما في بطولة الفيلم تيسير فهمي، وماجدة الخطيب، وأحمد بدير، عن قصة وسيناريو وحوار فايز غالي، والذي دارت أحداثه حول مخرج تسجيلي يخرج فيلما عن أحد محالج القطن، لكنه يكتشف عن طريق أحد عمال المحلج وجود مخالفات وفساد كبير لتبديد القطن المصري، وفجأة يقتل هذا العامل، يتهم أحمد في القضية، لكنه يخرج لعدم كفاية الأدلة، يحاول فسخ خطبته، لكن خطيبته الصحافية تتمسك به، وتدعوه ليكون أكثر إيجابية، فيقرر أن يكون فيلمه التالي عن البلهارسيا المصاب بها الكثيرون وعلى رأسهم شقيقه.

ظن كمال الشناوي أنه بوقوع الطلاق بينه وبين ناهد شريف، أن كلا منهما سينسى الآخر، ويعيش حياته الخاصة في هدوء بعيدا عن الآخر، خاصة بعد أن راح كمال يتابع أخبارها وعرف أنها تزوجت من "الكوافير" الخاص بها في بيروت، غير أنهما سرعان ما انفصلا، وعرف كمال أنها عادت إلى حياة اللهو والسهر، تقبل أي عمل يعرض عليها، من أجل الإنفاق على حياتها الخاصة التي تنفق فيها ببذخ، تأتي إلى القاهرة لتصور أحد الأفلام التي تعرض عليها، وما إن تنتهي منه تعود إلى بيروت، لتنقلب حياتها تماما وتتدهور حالتها النفسية والصحية، ولم يشأ كمال أن يتدخل في حياتها الخاصة، وإن كان قد شعر بمسؤولية كبيرة تجاه حالة الضياع التي تعيشها، فقرر الذهاب إليها في بيروت، في محاولة لإقناعها بالعدول عن الطريق الذي تسير فيه:

= ياه... لسه فاكر ناهد

* صدقيني أنا عمري ما نسيتك... ولا هأقدر أنساك طول ما أنا عايش... لكن أحيانا الظروف بتكون أقوى مننا.

= ملعونة الظروف اللي نسيبها تدمر حياتنا وتحرمنا من شيء جميل فيها

* بغض النظر عن أي شيء... أنا مش هأقدر أسيبك تدمري نفسك بالشكل ده

= أنت سيبتني من زمان

* وراجع أصلح غلطتي

= اللي بينكسر عمره ما بيتصلح... ارجع لبيتك ومراتك وولادك... وعيش حياتك وخاف على نجاحك واسمك

* كفاية أرجوك

= أرجوك أنت كفاية ما تفتحش جرحي تاني وسيبني لحياتي

* ناهد أنت بتنتحري

= أمنية مش قادرة أحققها

* أد كده كاره حياتك

= أد كده كاره حياتي بدون اللي بحبهم... أرجوك سيبني أنا متأقلمة مع حياتي كويس أوي... وماتخافش عليّ... زي ما بيقولوا عمر الشقي بقي.

عادت ناهد إلى القاهرة، وكان أول ما فعلته أن اتصلت بعدد من أصدقائها الصحافيين، وأدلت لهم بأحاديث صحافية، تحدثت فيها عن مشروعاتها الفنية المقبلة، وأنها ستستقر في القاهرة، غير أنها حرصت على أن تنفي كل الشائعات التي تؤكد زواجها من كمال الشناوي، مؤكدة أنهما صديقان، وسيظلان هكذا.

لم يمر عدة أشهر حتى فوجئ كمال الشناوي بصديقه الصحافي أحمد ماهر يهاتفه من بيت ناهد شريف بالقاهرة، ويؤكد له أن ناهد شريف تريد رؤيته فورا، فلبى كمال الدعوة على الفور، وإذا به يجد نفسه أمام نفس منكسرة، انزوى عنها الجمال والبهجة، جسد نحيل هزيل، غير أنها فوجئت به، فلم تطلب رؤيته، بل أحمد ماهر من ادعى ذلك، عندما اكتشف ما لم يتوقعه.

مرحلة المسلسلات التلفزيونية
في نهاية سبعينيات القرن الماضي اتجه كمال الشناوي إلى الشاشة الصغيرة فقدم رواية للكاتب نجيب محفوظ هي "السمان والخريف" لكن من خلال التلفزيون، فكتب السيناريو والحوار للمسلسل سامي غنيم، وشارك أمامه في بطولة المسلسل هالة فاخر، والوجه الجديد شرين، وأمينة رزق، وحمدي أحمد، ومحمد وفيق، وهدى رمزي، وسامي العدل، ودارت أحداثه حول شخصية عيسى الدباغ، الشاب الذي يحطمه كبرياؤه بعد قيام ثورة يوليو 1952، ويسعى للانتقام من المجتمع الجديد، غير أنه يكتشف خطأ نظريته، بأن المجتمع الجديد يلفظه، عندما يجد أن المجتمع في حاجة إليه ويفتح له ذراعيه.

نجح المسلسل بشكل جيد مع جمهور الشاشة الصغيرة، فوجد كمال أن التلفزيون أعاد إليه الكثير من نجوميته الكبيرة التي لم تعد السينما تعتمد عليها بشكل كبير، بقدر ما تعتمد على النجوم الشباب الجدد، فكانت شاشة التلفزيون وسيطة جديدة للشناوي أطلّ منها على عشاق فنه، فقدم مسلسلا آخر بعنوان "الأصابع الرهيبة" قصة وسيناريو وحوار حمدي عبدالمقصود، وإخراج حسن حافظ، أمام صفية العمري، ومحمود المليجي، وجميل راتب، وحسن عابدين، وميمي جمال، وناهد جبر، حيث جسد فيه دور عازف بيانو شهير، يتعرض لحادث ينتج عنه تلف أصابعه، فيقوم أحد الجراحين بزراعة أصابع له كانت لمجرم اشتهر بأنه "سفاح النساء" فيصاب بعقدة نفسية ويترك الموسيقى ويتجه للعمل في سيرك.

بعد "الأصابع الرهيبة" يقدم كمال مسلسلا ثالثا بعنوان "مأساة امرأة" المأخوذ عن الرواية العالمية "بائعة الخبز" للكاتب الفرنسي كزافييه دومونتبان، سيناريو وحوار كوثر هيكل، وإخراج إبراهيم الشقنقيري، أمام هدى سلطان، وشهيرة، وأبوبكر عزت، راوية أباظة، ونادية رشاد، ثم قدم رائعة الكاتب الكبير فتحي غانم "زينب والعرش" سيناريو وحوار صلاح حافظ، أمام سهير رمزي، ومحمود مرسي، وحسن يوسف، وصلاح قابيل، وهدى سلطان، ومحمود المليجي، وعبدالمنعم إبراهيم، وزوزو نبيل، وحسن مصطفى، والذي دارت أحداثه في بلاط "صاحبة الجلالة" حيث كواليس صناعة الصحافة، والصراع بين الانتماءات السياسية والحزبية بين الأجيال المختلفة، ودخول شخصيات ليس لها علاقة بالعمل الصحافي إلى عالم الصحافة بعد ثورة يوليو.

بعدها شعر كمال الشناوي بأنه في حاجة إلى العودة إلى الرومانسية التي غاب عنها طويلا، سواء في السينما أو التلفزيون، فاختار من بين ما عرض عليه مسلسل "عيون الحب" قصة وسيناريو وحوار بهاء الدين إبراهيم، وإخراج إبراهيم الشقنقيري، أمام سناء جميل، وهناء ثروت، وشرين، ونعيمة وصفي، وكمال حسين، وزكريا سليمان، حيث يجسد شخصية دكتور يتسبب في حادث يقعد زوجته، فيشعر بالذنب ما يصيبه بعقدة نفسية، فتحاول ابنته أن تخفف عنه، فتقدم له صديقتها، وتحاول أن تقربها منه، لكن يحدث ما لم تتوقعه، حيث يحب الأب صديقتها ويتزوجها، في الوقت الذي تجري زوجته جراحة وتعود لحالتها، فيقع الأب في حيرة بين زوجتيه.

البقية الحلقة المقبلة