لا أكره الذهب لكنني لا أحبه
![بلومبرغ •](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1609181327374933500/1609181342000/1280x960.jpg)
وبالنسبة إلى أولئك الذين يصرون على أن الذهب يشكل استثماراً فإنه حقق أداء ضعيفاً خلال فترة طويلة من الزمن، وإذا عدنا قرناً الى الوراء فسنجد انه يكاد يواكب معدلات التضخم بصعوبة، وكان أداء تلك المادة سيئاً بشكل خاص مقارنة بأسعار الأسهم منذ نهاية سنة 1979، إذ لا أستطيع ايجاد فترة مماثلة كان أداء الأسهم الأميركية فيها على هذا القدر من السوء خلال أربعة عقود من الزمن. وفيما يتعلق بالأسهم فإن اليابان قد تكون الشيء الأقرب الذي يمكن أن نشير إليه على شكل خاسر في الأجل الطويل منذ سنة 1989 إلى يومنا هذا، ولكن ذلك استثناء يثبت القاعدة فهو يوضح بشكل محدد سبب كون الاحتفاظ بمحفظة متنوعة بشكل واسع من الأصول المختلفة ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة الى المستثمرين.ومن جهة اخرى تعرض الذهب الى ارتفاع ثم هبط الى أدنى المستويات، وقد حدث ذلك في الفترة ما بين 1915 – 20 وفي 1941 و1947 و1951 – 66 و1974 – 76 و1981 و1983 – 85 و1987 – 2000، إضافة الى سنة 2011 وحتى الآن، ولا يشجع ذلك على استخدام الذهب لأغراض الاستثمار. والظروف التي سببت استخدام أداء الذهب الجيد كانت قائمة في حقبة الـ2000 عندما كان الدولار ضعيفاً، وكانت الأسهم في حالة هبوط، كما أن البنوك المركزية حددت مبيعاتها من الذهب/ كما كانت هناك توقعات – تبيَّن عقمها في ما بعد – بأن البنوك المركزية سوف تعمد الى طبع أوراق نقدية بكثرة لمواجهة الركود الكبير الذي نجم عن الأزمة المالية.أما اليوم فقد انتهت تلك اللحظة، وقد أصبحت الأزمة المالية جزءاً من الماضي، كما أن الدولار ارتفع الى أعلى مستوى له في 13 سنة، وتراجع التضخم بشدة، ولذلك لا غرابة أن يفقد الذهب ثلث قيمته منذ بلوغه الذروة في سبتمبر من عام 2011.ومن هذا المنطلق أقول أنني لا أكره حقاً الذهب، ولكنني لا أحبه، وكانت هناك أوقات يمكن للذهب أن يحقق فيها أرباحاً، أما من ناحية الاستثمار فهو مصدر خسارة في الأجل الطويل.
الذهب ليس استثماراً بل مجرد «مخزن للقيمة وعملة فقط» كما يحب هواة تلك المادة أن يقولوا