لا أكره الذهب لكنني لا أحبه

نشر في 02-07-2016
آخر تحديث 02-07-2016 | 00:00
 بلومبرغ • أنا لا أكره الذهب، قد يصعب على البعض تصديق ذلك، وقد قرأتم انتقادات مني حول الذهب خلال السنوات القليلة الماضية بحيث اعتقدتم أنني من أعداء ذلك المعدن الأصفر البراق.

ولكن السبب الرئيسي الذي يجعلني أحب الكتابة عن الذهب هو أنه يطرح العديد من الدروس حول أخطاء سلوك وتصرفات المستثمرين، وسواء كنت من محبي التداول في الأسهم والسندات والسلع والاستثمارات العقارية وصناديق الصرف أو الذهب فأنت عرضة لتلك السلبيات، ولكن يبدو ان هذا الجانب أكثر وضوحاً في التعامل من قبل محبي الذهب.

في حقيقة الأمر الذهب ليس استثماراً، وكما يحب هواة تلك المادة أن يقولوا فإنه مجرد مخزن للقيمة وعملة فقط. وبعكس عملية شراء أسهم في إحدى الشركات أنت لن تحصل على جزء من أعمال ذات نمو محتمل، ولن تشتري تدفقات نقدية مستقبلية أو أرباح، ولن تحصل على توزيعات أو عوائد من عمليات اعادة الشراء، والذهب، مثل أي سلعة اخرى، ينطوي على مضاربة حول تحولات أسعار المستقبل.

وبالنسبة إلى أولئك الذين يصرون على أن الذهب يشكل استثماراً فإنه حقق أداء ضعيفاً خلال فترة طويلة من الزمن، وإذا عدنا قرناً الى الوراء فسنجد انه يكاد يواكب معدلات التضخم بصعوبة، وكان أداء تلك المادة سيئاً بشكل خاص مقارنة بأسعار الأسهم منذ نهاية سنة 1979، إذ لا أستطيع ايجاد فترة مماثلة كان أداء الأسهم الأميركية فيها على هذا القدر من السوء خلال أربعة عقود من الزمن.

وفيما يتعلق بالأسهم فإن اليابان قد تكون الشيء الأقرب الذي يمكن أن نشير إليه على شكل خاسر في الأجل الطويل منذ سنة 1989 إلى يومنا هذا، ولكن ذلك استثناء يثبت القاعدة فهو يوضح بشكل محدد سبب كون الاحتفاظ بمحفظة متنوعة بشكل واسع من الأصول المختلفة ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة الى المستثمرين.

ومن جهة اخرى تعرض الذهب الى ارتفاع ثم هبط الى أدنى المستويات، وقد حدث ذلك في الفترة ما بين 1915 – 20 وفي 1941 و1947 و1951 – 66 و1974 – 76 و1981 و1983 – 85 و1987 – 2000، إضافة الى سنة 2011 وحتى الآن، ولا يشجع ذلك على استخدام الذهب لأغراض الاستثمار.

والظروف التي سببت استخدام أداء الذهب الجيد كانت قائمة في حقبة الـ2000 عندما كان الدولار ضعيفاً، وكانت الأسهم في حالة هبوط، كما أن البنوك المركزية حددت مبيعاتها من الذهب/ كما كانت هناك توقعات – تبيَّن عقمها في ما بعد – بأن البنوك المركزية سوف تعمد الى طبع أوراق نقدية بكثرة لمواجهة الركود الكبير الذي نجم عن الأزمة المالية.

أما اليوم فقد انتهت تلك اللحظة، وقد أصبحت الأزمة المالية جزءاً من الماضي، كما أن الدولار ارتفع الى أعلى مستوى له في 13 سنة، وتراجع التضخم بشدة، ولذلك لا غرابة أن يفقد الذهب ثلث قيمته منذ بلوغه الذروة في سبتمبر من عام 2011.

ومن هذا المنطلق أقول أنني لا أكره حقاً الذهب، ولكنني لا أحبه، وكانت هناك أوقات يمكن للذهب أن يحقق فيها أرباحاً، أما من ناحية الاستثمار فهو مصدر خسارة في الأجل الطويل.

الذهب ليس استثماراً بل مجرد «مخزن للقيمة وعملة فقط» كما يحب هواة تلك المادة أن يقولوا
back to top