في تطور يمهد لإعلان انهيار اتفاق وقف العمليات القتالية المبرم في 27 فبراير، كشف مسؤولون أميركيون، أمس الأول، أن حكومة الرئيس باراك أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" في سورية، إذا توقفت الحكومة السورية عن قصف المعارضة المعتدلة، التي تدعم واشنطن وتواجه ضغوطاً من جميع الأطراف.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، التي كانت أول من نشر الخطة، أن إدارة أوباما قدمت اقتراحاً مكتوباً إلى موسكو، لكن مسؤولين أميركيين، أفادا "رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويتهما، بأنه رغم أن الخطة قيد النقاش، فإنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد.

Ad

وتتوقف الخطة جزئياً على ما إذا كانت روسيا مستعدة للضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد، وتتطلب أيضاً أن تفصل قوات المعارضة المعتدلة نفسها عن "النصرة" وتنتقل إلى مناطق يمكن تحديدها حيث ستكون معرضة لاحتمال التعرض لضربات جوية من دمشق وموسكو.

«النصرة» والاتفاق

وبينما تعكس الخطة ضعف قوات المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة، التي اضطرت للتقهقر من مدينة البوكمال أمام "داعش" وتكبدت خسائر في الأرواح ووقع بعض مقاتليها في الأسر، وفقدت بعض أسلحتها، فإنها استهداف "النصرة" قد يؤدي إلى تعزيز شعبيتها بوصفها القوة القتالية الأكثر فعالية في السعي للإطاحة بالأسد، فضلاً عن أنها تشير إلى ضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق سياسي.

وعلى الأرض، شهدت منطقة القلمون في ريف دمشق عملية جديدة تمكن خلالها "جيش الإسلام"، للمرة الثالثة خلال أسبوع، من إسقاط طائرة حربية من طراز "ميغ 23" وأسر قائدها.

وبينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري، أن "الطائرة تحطمت بسبب خلل فني أثناء قيامها بمهمة تدريبية في ريف دمشق الشرقي، والطيار تمكن من القفز بمظلته وجارٍ البحث جار عنه"، أفاد ناشطون بأنها سقطت على أطراف مدينة جيرود بالقلمون الشرقي بعد إقلاعها من مطار الناصرية العسكري، مؤكدين أن الطيار هبط بمظلته وتم أسره، ونشروا صوراً له وتسجيلاً مصوراً لحطامها.

مضادات طيران

وفي وقت سابق، أعلن "جيش الإسلام" يوم الاثنين الماضي إسقاط طائرة حربية من نوع "ميغ 29" قرب مطار السين العسكري في القلمون الشرقي، مؤكداً مقتل طاقمها بالكامل. وقبلها بساعات تبنى إسقاط مروحية لقوات النظام كانت تحلق في سماء الغوطة الشرقية بصاروخ من منظومة (أوسا) مضادة للطيران استولى عليها قبل سنوات.

وجاءت العمليتان، اللتان تؤكدان امتلاك هذا الفصيل النافذ المدعوم من الخارج أسلحة استراتيجية مضادة للطيران، وتشيران إلى تحديث كبير لترسانته، بعد عدة ساعات فقط من زيارة الأسد إلى القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية.

جبل الأكراد

وفي اللاذقية مركز ثقل الأسد، سيطر "جيش الفتح" وفصائل من الجيش الحر على عدة مناطق في جبل الأكراد، أهمها بلدة كنسبا وتلتي قلعة شلف والشيخ يوسف الأعلى فيه، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في إطار المرحلة الثانية من معركة "اليرموك" التي أطلقتها الفصائل لاستعادة ما خسرته في الساحل السوري.

كما سيطر تحالف المعارضة، الذي شمل إلى جانب "النصرة" الفرقة "الأولى" و"الثانية" الساحليتين وجيوش "التحرير" و"النصر" و"العزة"، أيضاً على كل من تلال ومناطق، الملك صديق وقرية نحشبا وتلة رشا وعين القنطرة وقرية شلف وأرض الوطى والحدادة والمزغلي والحاكورة.

معارك الملاح

وفي حلب، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس الأول، بمقتل 39 من فصائل المعارضة و"جبهة النصرة" وما لا يقل عن 30 من قوات النظام والمسلحين الموالين له في معارك ضارية تشهدها منذ عصر الأربعاء منطقة مزارع الملاح الكائنة شمال المدينة.

ووفق عبدالرحمن، فإن النظام يسعى منذ أسبوع لقطع طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد للفصائل المقاتلة إلى مدينة حلب ومحاصرة الأحياء الشرقية بالكامل، موضحاً أن قواته تقدمت بدعم جوي سوري وروسي قبل أيام في شمال مزارع الملاح، لكنها تراجعت إثر هجوم مضاد شنته "النصرة" و"أحرار الشام" و"فيلق الشام".

الأسد لا يراهن على «الرئاسية» الأميركية
رغم إقراره بعدم وجود محادثات سورية– سورية حتى الآن، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن "بوادر نهاية الأزمة تلوح في الأفق، وحلها واضحٌ جداً ويتمثل في وقف دعم الإرهابيين، وإجراء حوار بين السوريين حول العملية السياسية والدستور"، مؤكداً أنه "لا يراهن على أي رئيس أميركي مادام دعاة الحرب موجودين في كل إدارة في الولايات المتحدة، وهذا ليس بالشيء الجديد".

ورأى الأسد، في الجزء الثاني من حديثه لمحطة "SBS" الأسترالية، أن "خطر داعش لا يتمثّل بالأرض التي يحتلها، إنما بمدى تمكّنه من زرع أيديولوجيته في عقول سكان المنطقة التي يوجد فيها".

ولفت إلى أن "الوصول إلى الرقة ليس صعباً جداً من الناحية العسكرية، والمسألة مسألة وقت، ونحن ماضون في ذلك الاتجاه".

وشدد على أن "حزب الله يحارب مع الجيش السوري. ونحن، بدعم من القوات الجوية الروسية، نحارب ضد جميع المجموعات المسلحة، سواء كانت داعش، أو النصرة، والاجتماع الذي عُقد مؤخراً بين وزراء دفاع سورية وروسيا وإيران، يعني وجود تنسيق جيد".