الكويت أولاً
هل هو شعار الجميع في الانتخابات القادمة؟ انتخابات قادمة ملتهبة يزيدها حرارة قرار تراجع المعارضة عن المقاطعة في محيط يموج بالتقلبات السياسية العنيفة التي قد ترتفع أمواج "تسوناميها"، فلا تترك حجراً على أخيه إلا حركته. انتخابات مجلس الأمة السابقة قبل أربعة أعوام شهد نظام الاقتراع فيها تغييرا من الحكومة، مما أثار حفيظة بعض الحركات السياسية، وبالأخص الحركة الدستورية الإسلامية، التيار الأشد حراكا في العالم العربي، وهو تيار الإخوان المسلمين، فأبت الحركة إلا المقاطعة، وتابعها في ذلك بعض الحركات المعارضة من غير التيارات الإسلامية.
وهنا أتساءل: ماذا يريد ذلك التيار من الحكومة؟ وللإجابة عن هذا السؤال ما عليك إلا أن تولي وجهك خارج "البوكس"، وانظر حولك، فالكل يعرف والأمر واضح أن التيار الإسلامي يريد أن ينال السلطة، فهذا ليس رأيي الخاص، بل عليك فقط متابعة الأحداث وسترى إذا كان هذا الرأي صوابا أو لا، فأنا لا أتحامل عليهم بما ليس فيهم، ولا خصومة لي معهم، لكن السؤال الذي يثير مئة ألف سؤال: لماذا كانت المقاطعة بالأمس واليوم تراجعوا عنها، ماذا تغير؟ هل ألغت الحكومة تعديل نظام الاقتراع؟ قد يكون قرار المعارضة ترك المقاطعة فاتحة خير وبركة على السياسة الكويتية، وأن تعم الفائدة عليها، ولكن همسي في أذن الجميع وفي عقولهم وقلوبهم بأن الكويت لابد أن تكون في القلب ومصلحتها فوق الرأس، ولست هنا في مقام من يدغدغ عواطف الكويتيين الشرفاء الذين يعرفون واجبهم الوطني أكثر مني بكثير، بل فقط أضيء مصباحا لما يحدث حولنا في الخارج من تقلبات وهموم.فالله نسأل ألا تقترب هذه الهموم قيد أنملة من وطننا العزيز الذي فضله علينا لا يحصى، وعلى الحكومة والمعارضة أن تعملا سويا للمحافظة على نهضة الكويت التي باتت في كثير من نواحيها محط إحباط وثقيلة الخطوات.