«جسر جابر» مشروع تنموي عملاق يعد الأطول من نوعه في العالم

متوقع الانتهاء من أعمال الإنشاء مطلع نوفمبر 2018

نشر في 02-07-2016 | 14:05
آخر تحديث 02-07-2016 | 14:05
مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد
مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد
يعد مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد أحد أهم المشاريع العملاقة المدرجة ضمن الخطة التنموية للدولة وهو أطول جسر بحري على مستوى العالم والمتوقع الانتهاء من أعمال الإنشاء مطلع شهر نوفمبر عام 2018.

ويتضمن المشروع الجسر الرئيسي ووصلة الدوحة حيث يبلغ طول الجسر الرئيسي 37.5 كيلومتر في جون الكويت بينما يبلغ طول جسر (وصلة الدوحة) 12.4 كيلومتر منها جسر بحري بطول سبعة كيلومترات مع تقاطعين رئيسيين.

ويربط جسر الشيخ جابر مدينة الكويت بمدينة الصبية الجديدة ويهدف إلى اختصار المسافة بين مدينتي الكويت والصبية الجديدة وربط جنوب البلاد بشمالها لاستيعاب الكثافة المرورية المتزايدة والمتوقعة خلال 30 سنة مقبلة.

وقال الوكيل المساعد لقطاع هندسة الطرق في وزارة الأشغال العامة المهندس أحمد الحصان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت إن نسبة الإنجاز في الجسر الرئيسي (وصلة الصبية) بلغت 59 في المئة في حين بلغت نسبة الإنجاز في (وصلة الدوحة) 30 في المئة.

وأضاف الحصان أن هذا الجسر العملاق سيختصر المسافة بين مدينة الكويت ومنطقة الصبيه من 104 كيلومترات تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى 37.5 كيلومتر أي أقل من 30 دقيقة وسيعمل على ضمان انسيابية كاملة لحركة المرور باتجاه كل من مدينة الكويت وميناءي الشويخ والدوحة ومدينة جابر الأحمد ومنطقة الدوحة.

وأوضح أن كل اتجاه على مدى مسار الجسر يحتوي على ثلاث حارات مرورية وحارة طوارئ والسرعة التصميمية للجسر 120 كيلومتر/ساعة ما يساهم في رفع مستوى السيولة المرورية بهذا الإتجاه.

وذكر أن المشروع يبدأ من منطقة الشويخ باتصاله مع تقاطع طريق الغزالي السريع وشارع جمال عبدالناصر عابراً جون الكويت شمالاً إلى منطقة الصبية.

وبيّن أن مسار جسر وصلة الدوحة يهدف إلى القضاء على ظاهرة الاختناقات المرورية في منطقة الشويخ خصوصاً على طريق الغزالي السريع والناتجة عن حركة مرور الشاحنات الكبيرة الداخلة والخارجة من ميناء الشويخ والعمل على تحويلها إلى طريق الدوحة.

جسر بحري

ولفت الحصان إلى أن المشروع يشتمل أيضاً على إنشاء جسر بحري يبدأ من منطقة ميناء الشويخ والمنطقة الحرة ويعبر جون الكويت غرباً ماراً بجانب جزيرة أم النمل حتى منطقة الدوحة ومن ثم يربط بطريق الدوحة السريع بطول 12.4 كيلومتر.

وقال إنه يشتمل أيضاً على بناء جسر بحري بطول سبعة كيلومترات مع تقاطعين رئيسيين ويشتمل المشروع على نفس مواصفات الجسر الرئيسي (وصلة الصبية) من حيث السعة وثلاث حارات مرورية مع حارة طوارئ لكل اتجاه.

وذكر أن المشروع يشتمل على طريق علوي بطول ثلاثة كيلومترات وجسر بحري ذي ارتفاع منخفض بطول 27 كيلومتراً عبر الجون ويتضمن معبر الممر الملاحي بفتحة ملاحية بعرض 120 متراً وارتفاع 23 متراً من أعلى مد بحري مخصصة لمرور السفن إلى ميناء الدوحة.

وأضاف أنه يشتمل أيضاً على إنشاء جزيرتين صناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت بمساحة نحو 300 ألف متر مربع والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة وتتضمن الجزيرتان مباني حكومية تخدم الجسر ومارينا ومساحات خضراء إضافة إلى مساحات مخصصة للاستثمار مستقبلاً كما يشمل المشروع طريقاً موصلاً لشاطئ الصبية بطول ستة كيلو مترات.

وأشار إلى أن أعمال إنشاء الجسر تشتمل على تنفيذ نحو 1500 من الركائز المدفونة تبلغ أطوالها أكثر من 50 متراً في بعض المواقع وتصل أقطارها إلى ثلاثة أمتار وتنفيذ نحو 1200 دعامة.

وذكر أن الأعمال تشتمل كذلك على حوالي 960 من القطاعات الصندوقية سابقة الصب تتراوح أطوالها من 40 إلى 60 متراً إضافة إلى مركز دائم للزوار ومحولات كهرباء ونظم متكاملة للمراقبة والتحكم على طول مسار الجسر لسير المركبات.

معدات

من جانبها، قالت مهندسة المشروع مي السعد إن المشروع فيه حالياً نحو 740 من المعدات المختلفة تستخدم في إنجاز الأعمال منها 650 برية و 90 بحرية من بينها الرافعة العائمة التي يبلغ إجمالي وزنها 8 آلاف طن وقدرتها 2200 طن والرافعة الجسرية الأفقية التي يبلغ إجمالي وزنها حوالي 2000 طن و قدرتها 1800 طن.

ً

وأضافت السعد أن العمالة الحالية في المشروع من قبل مقاول العقد تبلغ حوالي 5750 عاملاً وفنياً ومهندساً، إضافة إلى جهاز الإشراف الخاص بممثل المالك ووزارة الأشغال العامة ويتوقع أن يبلغ إجمالي أعداد العمالة بالمشروع حوالي 6500 عاملاً في وقت ذروة الأعمال.

وأشارت إلى الانتهاء من صب جميع الركائز عند الفتحة الملاحية في الممر الملاحي بعدد 38 ركيزة بأطوال تتراوح من 40 متراً حتى 72 متراً بقطر ثلاثة أمتار للركيزة الواحدة وتم ملء الركائز المحفورة بالمواد البوليمرية لضمان استقرار جوانب الحفر وعدم انهيارها.

ولفتت إلى الانتهاء من عمل الاختبارات اللازمة وتجهيز هذه الأقفاص الحديدية بمنطقة الصبية بأطوال 24 متراً تم إنزالها بإستخدام كرين بحري بقدرة 250 طناً كما تم نقل وتركيب خمسة من القوالب المسبقة الصب لهامات الركائز التي يصل قطرها إلى 23 متراً وسماكتها سبعة أمتار ويفترض أن يرتكز عليها برج الجسر المعلق.

وقالت السعد إن إجمالي وزن هذه القوالب يبلغ حوالي 1850 طناً للقطعة الواحدة وتم صبها وتجهيزها بالرصيف المؤقت بمنطقة الصبية وتم نقلها باستخدام الرافعة العائمة والمجهزة خصيصاً لمشروع جسر الشيخ جابر.

وبينت أن الجزء الحديدي لبرج الجسر المعلق الذي سيبلغ ارتفاعه نحو 150 متراً سيتم تجميعه في الصبية ومن ثم نقله وتركيبه في موقعه باستخدام الرافعة العائمة على أن يتم صب الجزء الخرساني في الموقع ومن ثم تركيب القطاعات الحديدية للجسر الرئيسي وربطها ببرج الجسر المعلق عن طريق 16 كابلاً فولاذياً.

وذكرت أن أهمية الجزء البري لا تقل عن نظيره البحري فمن ميناء الشويخ وحتى بوابة جامعة الكويت تم إنشاء مجموعة من القطاعات الصندوقية مختلفة الأطوال والعروض مما يشكل تحدياً كبيراً فى أعمال قوالب الصب للهيكل العلوي من حيث مدة التنفيذ.

وأشارت إلى اختيار نوعين من قوالب الصب لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع التثبيت أو التدعيم من أسفلها على طول المسافة ما بين دعامات الجسر الخرسانية مما يجعل هذه القوالب مثالية للعمل فوق الممرات المائية أو الطرق السريعة وغيرها.

إلى ذلك لم يغفل القائمون على المشروع الجانب البيئي حيث يتم تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة كما تم عمل دراسة بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة.

وشملت الدراسة إنشاء مشروع تعويض بيئي متكامل للشعب المرجانية بالمنطقة ومستوطنات الربيان والأحياء البحرية التي تساعد على مرور التيارات المائية فيها ومصنعة من مواد ليس لها أي تأثير على البيئة البحرية وتم إنشاء هذه المستوطنات ونقل هذه الأحياء إلى موطنها الجديد.

وتضمنت الدراسة كذلك التركيز على العوامل المؤثرة على البيئة المحيطة حيث يتم أخذ قياسات تراكيز الغازات في الجو والتحاليل البيولوجية للكائنات الدقيقة في مياه البحر من قبل مختبرات حكومية معتمدة.

back to top