أعلنت وزارة الدفاع العراقية، تنفيذ عملية إنزال جوي في صحراء الأنبار وتدمير رتل لتنظيم «داعش»، في وقت هدد «الحرس الثوري» الإيراني بشن هجوم واسع النطاق على مناطق في إقليم كردستان العراق، رداً على المواجهات الدامية الدائرة أسبوعين مع الأحزاب الكردية المعارضة.

Ad

وقالت الوزارة في بيان إن الإنزال نفذ صباحاً بمشاركة 25 مقاتلاً، وأحرق رتل لـ«داعش» بالكامل في صحراء الأنبار قرب محافظة كربلاء، موضحاً أن القوات التي نفذت الإنزال تمكنت من حرق سبع مركبات وجميع من كانوا فيها، ومن ضمنهم عرب الجنسية، كما دمرت كميات من الأعتدة والأحزمة الناسفة.

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك أمس، إن غارة جوية شنتها قوات التحالف أسفرت عن مقتل نائب وزير الحرب وقائد عسكري بتنظيم «داعش» قرب مدينة الموصل العراقية في 25 يونيو الماضي.

وقال كوك، إن«موتهما بالإضافة إلى الغارات ضد زعماء داعش الآخرين خلال الشهر الأخير حدّ بشكل كبير من خطر قيادة التنظيم في الموصل، وأزاح اثنين من أكبر أفراد قواته المسلحة في شمال العراق»، مضيفاً أن الهجوم الذي وقع قرب الموصل أسفر عن قتل باسم محمد أحمد سلطان البجاري نائب وزير الحرب، الذي أشرف على استيلاء «داعش» على الموصل عام 2014.

وبيّن كوك أن العضو الآخر في «داعش» الذي قُتل في الهجوم هو حاتم طالب الحمدوني، وهو قائد عسكري في الموصل.

«تضييع»

على صعيد آخر، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بـ«تضييع» العراق وسبايكر والصقلاوية بعد الموصل والأنبار.

وقال الصدر معلقاً على تصريح رئيس منظمة بدر هادي العامري، إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هو من أسس الحشد الشعبي، وله الفخر والشكر لكل هذه الجهود التي بذلها لهم، «إني لا أعجب أن يصدر مثل هذا الكلام منه».

وأضاف: «عموماً فإن مثل هذا الحشد إن وجد فهو لا يمثلني ولا يمثل العراق»، موضحاً «مثلي لا يرضى بمثله مسؤولاً عن الجهاد والمجاهدين».

وبيّن الصدر «هو من ضيع العراق والعراقيين وسبايكر والصقلاوية بعد الموصل والأنبار وغيرهما من الانتهاكات التي قام بها بحق المواطنين تحت عنوان إرهاب الحكومة وحكومة الإرهاب»، لافتاً إلى أنه «لا يفلح الدكتاتور حيث أتى».

وبشأن قرار المحكمة بإلغاء الجلستين، قال الصدر إن «هذا القرار غريب ومفاجئ منها، إذا قلنا باستقلالية القضاء»، لافتاً إلى أن «خلف هذا القرار أمور سياسية تقف وراءها بعض الجهات المنتفعة من الفساد والفاسدين ومحبي الولاية الثالثة».

وأضاف، أن «الاكتفاء بالخمسة وزراء أمر غير وارد، فعلى الحكومة إكمال الإصلاحات في أقرب وقت، والكل مترقب ذلك»، معتبراً أن «ما يحدث كله راجع للشعب، فإن انتفض ضد الفساد فلن تصدر مثل هذه القرارات مستقبلاً أبداً».

يُذكر أن المحكمة الاتحادية قررت الثلاثاء الماضي، «عدم الاعتداد» بجلستي البرلمان اللتين عقدتا في 14، والتي أقالت رئيس البرلمان سليم الجبوري، و26 أبريل والتي تم التصويت خلالها على خمسة وزراء جدد قدمهم رئيس الحكومة حيدر العبادي من منطلق الإصلاحات.

تهديد

في سياق آخر، هددت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بشن هجوم عسكري واسع النطاق على مناطق في إقليم كردستان العراق التي تحتضن معارضين إيرانيين، وذلك عقب المواجهات الدامية التي دارت في الأسبوعين الأخيرين بين مقاتلين الأحزاب الكردية المعارضة وقوات الحرس الثوري.

وخيّر مساعد قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، في كلمة بمناسبة يوم القدس أمس الأول في طهران، المسؤولين في كردستان العراق ما بين «الالتزام بتعهداتهم» أو الرد العسكري «الحازم»، مهدداً باستهداف أي منطقة تكون بؤر تهديد ضد النظام دون أي تردد.

وشدد سلامي على أن الحرس الثوري «سيدمر أي مكان من أي جهة يوجه تهديداً لإيران»، متهماً «بعض دول المنطقة» بدعم أحزاب المعارضة الكردية في الحدود الغربية، وأنها «تلعب بالنار»، ولم يحدد سلامي تلك الدول التي اتهمها بالوقوف وراء معارك في مناطق كردستان الحدودية التي لم تعرف الهدوء على مدى عقود.

إلى ذلك، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، بغداد في زيارة قصيرة للعراق مترأسا وفداً كبيراً.

وقالت مصادر، إن شكري التقى فور وصوله عدداً من كبار المسؤولين والشخصيات العراقية، لبحث دعم علاقات التعاون بين مصر والعراق في كل المجالات، وتأكيد دعمها للعراق في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، مضيفة أنه من المقرر أن يتوجه شكري من بغداد إلى الأردن للقاء عدد من كبار المسؤولين.