كمال الشناوي... الوجه الآخر للقمر (28 - 30)

الرجل الذي فقد ظله
دخل في دوامة من الحزن بعد رحيل ناهد شريف

نشر في 03-07-2016
آخر تحديث 03-07-2016 | 00:03
مثلما تابعنا في الحلقات السابقة، كان النجم كمال الشناوي هو نجم الشباك السينمائي، منذ بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي ولعدة عقود لاحقة، لا يعرف الكثيرون أن نجومية الشناوي استمرت إلى نهاية عقد الثمانينيات، الذي قدم فيه عدة أدوار سينمائية وتلفزيونية مُهمة، احتل فيها دور البطولة المطلقة، ونجح كثير منها نجاحاً كبيراً ومدوياً، دفعت نجوميته، إلى آفاق جديدة من النجومية.
يُخطئ من يظن أن كمال الشناوي استمر في نجومية الشباك إلى أن وصل إلى عقد الثمانينيات، بالموافقة على الأدوار التي تعرض عليه، بل على العكس تماماً، كان الشناوي يرفض كثيراً من الأدوار التي تعرض عليه، على الرغم من أنه كان يشارك سنوياً في بطولة عدة أفلام، ومسلسلات تلفزيونية، بات توزيع أغلبها في الدول العربية مضموناً بسبب اسم الفنان كمال الشناوي.
ذهب كمال الشناوي إلى بيت ناهد شريف، بناء على مكالمة الصحافي أحمد ماهر الهاتفية، ليجد ما لم يتوقعه، حيث وجد ناهد قد سقطت فريسة لمرض "السرطان"، الذي راح ينهش جسدها النحيل، ولم يصدق ما شاهده:

* إزاي ماتقوليش يا أحمد إنها مريضة؟!

= أستاذ كمال أنا أول ماعرفت اتصلت بك على طول

* والأطباء قالوا ايه؟

= الأطباء بيقولوا في أمل لو سافرت ستوكهولم

* ومستنيه ايه لازم تسافري فورا يا ناهد

- أنا ماعنديش فلوس يا كمال!

* فلوس ايه... انت هاتسافري على حسابي... وكل مصاريف سفرك وعلاجك على حسابي ماتشليش هم... أنا في خلال 48 ساعة هاخلصلك كل الإجراءات وهاتكوني مسافرة.

قام كمال بإنهاء كل إجراءات سفرها، ووضع مبلغا من المال في حسابها بالبنك، لم يبق إلا موافقة رئيس الوزراء د. فؤاد محيي الدين، فذهب إليه، ولم يستطع الانتظار في مكتبه في مجلس الوزراء بسبب اجتماعه، وراح يؤكد للسكرتير أنه أمر إنساني ولا يحتمل التأخير، ودخل على رئيس الوزراء وطلب منه الموافقة، وبالفعل وافق، وبعدها سعى إلى محاولة إتمام الإجراءات بأقصى سرعة من السفارة، وبالفعل تم سفرها خلال 48 ساعة.

سافرت ناهد إلى ستوكهولم وأجرت الجراحة اللازمة لذلك، وعادت إلى القاهرة وصحتها جيدة جدا، ولأنها تعشق العمل فقد اندمجت فيه مرة أخرى وتناست تماما أنها مريضة، وأنها تحتاج إلى نظام في العلاج ومتابعة، فإذا بها تقع للمرة الثانية في حبائل المرض، بسبب عدم انتظامها في تناول الأدوية، وانهماكها في العمل كثيرا، وكان لابد أن يتدخل كمال مرة أخرى، وقام بعمل الإجراءات للمرة الثانية، وكان في وداعها بالمطار:

= مش عارفه أقولك ايه يا كمال... كل اللي أقدر أقوله إني عمري ما حبيت ولا هاحب في الدنيا حد زي ما حبيتك

* ماتتعبيش نفسك بالكلام... إن شاء الله تسافري وترجعي أحسن من الأول

= أنا حاسة إن دي النهاية... وخايفة ماشوفكش تاني

* بلاش كلام الأفلام ده... هو اللي بنقوله للناس في الأفلام هانصدقه ولا ايه؟!

= لا صدقني حقيقي... علشان كده حمدت ربنا أنك آخر واحد ممكن أشوفه في مصر قبل ما أسافر

* أنا واثق إن ربنا هايشفيك وترجعي أحسن من الأول... خلي عندك إيمان وثقة في ربنا.

غروب وشروق

بعد أسابيع عادت ناهد إلى القاهرة، لكن دون أن تشفى، عادت بناء على رغبتها بعد أن شعرت بدنو الأجل، فحرصت على أن تموت في مصر، وكان كمال أول من استقبلها في المطار، بسيارة إسعاف نقلتها على الفور إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، وقد زادت انتكاسة المرض عليها واستفحل لدرجة أنه أكل جسدها، لتفيض روحها إلى بارئها، في 26 أبريل 1981، ليجلس كمال يبكي تحت قدميها كبكاء طفل شعر بفراق أمه، بل شعر بفراق الحب من حياته.

برحيل ناهد شريف حزن كمال حزنا كبيرا، سيطر على كل كيانه، شعر بأنه فقد البسمة والحب والبهجة من حياته، وأنه لا جدوى من العمل أو من أي شيء، لكن لم يخرجه من حالته إلا الدعوة التي وجهها له القائمون على مهرجان دمشق السينمائي الدولي، الذي أصبح يحوز اهتمام الجميع، بعد أن أصبح يحظى بمشاركات عالمية منذ عام 1979، حيث تم استقباله بما يليق باسمه وتاريخه السينمائي الحافل، وما إن انتهت مراسم الاحتفال والاستقبال والتكريم، وجد كمال نفسه وقد وقع أسير عينين سوريتين ساحرتين، خطفتا قلبه، لم يهدأ حتى تعرف على صاحبتهما، السيدة "سمر"، ابنة إحدى العائلات الكبرى في دمشق، والتي دق له قلبها، مثلما دق قلبه، قضيا معا أجمل أيامهما في دمشق، ليكلل هذه العلاقة بارتباط شرعي، حيث قرر كمال خوض تجربة الزواج للمرة الخامسة من سمر، ويعودان معا زوجين إلى القاهرة.

في مطلع عام 1984، سافر كمال إلى تونس لتصوير فيلم "الملائكة"، أول فيلم (مصري كويتي تونسي مشترك)، والذي تدور أحداثه في الدول الثلاث حول عالم المضاربين، وعلاقتهم بالفن، عبر قصة حب تقع بين رجل وفتاة شابة تعمل ممثلة في إحدى الفرق المسرحية، قصة وسيناريو وحوار وإخراج طاهر البهي، وشارك في بطولته أمام مديحة كامل، ليلى فوزي، والفنانون التونسيون لمين النهدي، ناجي ناجح، محسن عبدالله.

عاد كمال مجددا للتلفزيون، حيث قدم مسلسل "هند والدكتور نعمان"، قصة وسيناريو وحوار لينين الرملي، إخراج رائد لبيب، أمام سعاد نصر، أحمد عبدالوارث، سلوى خطاب، الطفلة ليزا، مجدي وهبة، رجاء الجداوي، حسين الشربيني، أحمد راتب، والذي يجسد فيه كمال الشناوي لأول مرة دور أب للفنانة سعاد نصر، وجد للطفلة ليزا.

وتدور أحداث المسلسل حول جد يرعى حفيدته أثناء سفر والديها للخارج، لتقلب حياته رأسا على عقب، فبعد أن كان يعتاد على العيش بمفرده بهدوء، تحولت حياته إلى حياة صاخبة كلها حيوية، من خلال العديد من المشاكل التي تسببها له، من بينها تعرضها لمحاولة من بعض المجرمين للتخلص منها بعد مشاهدتها جريمة قتل يقترفونها.

لكن يبدو أن نوعية مسلسلات التشويق استهوته، ليوافق على تقديم المسلسل البوليسي "أبرياء في قفص الاتهام"، عن إحدى قصص أجاثا كريستي، سيناريو وحوار فيصل ندا، وإخراج أحمد السبعاوي، أمام محمد وفيق، ناهد جبر، عايدة حسن إسماعيل، أحمد عبدالوارث، سعاد نصر، إبراهيم خان، سهير طه حسين، عزة جمال، أحمد غانم، حول شاب يهدد زوجة والده لخلاف بينهما على المال، فتقتل زوجة الأب، ويتهم فيها الابن، ويحكم عليه بالإعدام، وبعد تنفيذ الحكم يتضح أنه بريء، فيبدأ التحقيق مجددا للوصول إلى لغز الجريمة الغامضة، ومعرفة القاتل الحقيقي.

حقق مسلسل "هند والدكتور نعمان" نجاحا غير طبيعي، مع جميع فئات وطبقات المجتمع، ومن جميع الأعمار، بين الصغار والكبار، ما أعاد إلى كمال الشناوي بريقه ولمعانه مجددا، ليثبت للجميع أنه فنان من طراز فريد، قادر على تقديم كل الأدوار، حتى لو كان دور "جد"، والنجاح في كل مراحل حياته العمرية، وزاد من هذا النجاح مسلسل "أبرياء في قفص الاتهام".

ذكاء فني

فجأة وجد كمال الشناوي أن كل نجوم جيله يتساقطون من حوله، إما بالرحيل أو الاعتزال أو الانزواء لكبر السن، والدخول في دائرة النسيان، من المنتجين والمخرجين والجمهور، ومن بقي منهم يحاول الصمود، رضي بالأمر الواقع وقبل أن يتراجع اسمه إلى ذيل القائمة، بحكم قوانين الفن التي لا ترحم، سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، حيث يعتمدون جميعا على الشباب في أدوار البطولة الأولى، فقرر كمال ألا يستسلم لهذا الواقع المقلوب، الذي يعتمد على الشباب عديمي الخبرة، ويهمل النجوم الكبار أصحاب الخبرة والتاريخ الطويل، بحجة أن "الجمهور عايز كده"، فحرص على أن تبقى لياقته كما هي عبر ممارسة رياضتي المشي والسباحة.

كما امتنع عن التدخين، فضلا عن اهتمامه المبالغ فيه بأناقته وملابسه، والحفاظ على تلك الصورة التي اعتاد الجمهور أن يراه عليها طوال مشواره الفني، أضف إلى ذلك أنه لم يقبل التنازل بتخفيض أجره، والقبول بما يعرض عليه، حتى انه قرر أن يقبل عملا واحدا من كل خمسة أعمال تعرض عليه، وأشيع ذلك في الوسط الفني، بأن الشناوي يرفض أغلب الأعمال التي تعرض عليه، وينتقي الأفضل من بينها، ما زاد الإقبال عليه، وبشروطه، ليقفز اسمه من الخامس إلى الثالث إلى الأول على تتر أي عمل يسند إليه، سواء في السينما أو التلفزيون، وهو ما حدث بالفعل عندما عرض عليه المخرج نور الدمرداش المشاركة في مسلسل "سيدة الفندق":

* شوف يا نور... أنت صديق قديم وفنان قبل ما تكون مخرج... وتعرف كويس مين هو كمال الشناوي!

= ودي مش محتاجة كلام يا كمال مقامك وتاريخك محفوظين... وإحنا مش معرفة النهاردة ولا إمبارح... إحنا عشرة أكتر من تلاتين سنة... بس خليها في سرك

* لا اليومين دول بقت الأصول محتاجة كلام... لأن زي ما بيقول اتلخبط أبو قرش على أبو قرشين... وأنا ماعنديش استعداد أغامر باسمي وتاريخي علشان مجرد اشتغل... أنا عندي استعداد أقعد في بيتي عشر سنين ولا أن اسمي يتهان

= ايه يا أستاذ اللي بتقوله ده... مين اللي يقدر يهين اسم كمال الشناوي

* أيوا... ده شرطي الوحيد لقبول أي شغل... وماعنديش استعداد لأي تنازل

= وشرطي أنا كمان

تصدر اسم كمال الشناوي مسلسل "سيدة الفندق"، تأليف أحمد رشدي صالح، إخراج نور الدمرداش، أمام يسرا، أحمد مظهر، المطرب الشاب عمر فتحي، كريمة مختار، سامي العدل، وعبدالله فرغلي، وتدور أحداثه حول فتاة مغتربة تنزل في أحد الفنادق الصغيرة، تلتقي فيه نماذج مختلفة من البشر، تحاول الوقوف إلى جانبهم وتغيير حياتهم، من بينهم المحارب المحطم، الفنان التشكيلي المصاب بحالة يأس شديد، فتقف إلى جوارهما وتغير حياتهما.

وقدم بعده مسلسل "غلطة العمر"، تأليف وإخراج محمد كامل، أمام بوسي، إلهام شاهين، مريم فخر الدين، ليلى طاهر، وعماد رشاد، والذي تدور أحداثه حول رجل أعمال ناجح يدير مكتباً للاستيراد والتصدير، ورغم هذا النجاح يعاني من عدم الاستقرار في حياته الزوجية لأن زوجته لا تهتم به وتتسم بالقسوة مع أبنائه، ما يجعله يضع كل اهتماماته في العمل، حتى يلتقي بالإنسانة التي تملأ حياته وتغيرها.

عودة للقمة

في الوقت نفسه، عاد اسم كمال الشناوي ليتصدر أفيشات السينما، في معادلة غير مفهومة، كان الطرف الثاني الأهم فيها هو الجمهور، الذي وافق على أن يبقى كمال الشناوي على عرش النجومية، ولم ينصرف عنه، فتصدر اسمه مجددا أفيش فيلم "موت سميرة"، سيناريو وحوار نبيل غلام، قصة وإخراج محمد البشير، أمام رغدة ويوسف شعبان، إلهام شاهين، مريم فخر الدين، أسامة عباس، وداد حمدي.

ويدور الفيلم حول المليونير عبدالرحمن شاكر، الذي يصل إلى القاهرة للاحتفال بعيد ميلاده، وترافقه سكرتيرته سميرة التي تحبه، يتعرف بالملحن الكبير فهمي ويعجب بالمطربة الناشئة نورا، وعندما تصده يعتدي عليها، يضغط عليه فهمي ليتزوجها وتنهار سميرة، تكتشف نورا خيانة زوجها لها فتلجأ لفهمي، يلحق بها عبدالرحمن في منزل فهمي المليء بضيوفه، تثور عليه سميرة فيعتدي عليها بالضرب حتى الموت، ينجح في الهرب إلى الخارج.

ما حدث في فيلم "موت سميرة" حدث أيضا في فيلم "الهروب من الخانكة"، قصة وسيناريو وحوار أحمد الخطيب، إخراج محمد راضي، وتصدر اسم كمال الشناوي "الأفيش" أمام كبار النجوم، ماجدة الخطيب، نور الشريف، فريد شوقي، عزت العلايلي، صلاح نظمي، مريم فخر الدين، السيد راضي، سعيد عبدالغني، والذي دارت أحداثه حول فتاة تكتشف حقيقة شقيقها بأنه فاسد وجشع، وعندما تواجهه بذلك يلجأ شقيقها إلى صديقه مدير مستشفى الأمراض العقلية وشريكه في المشروع الكبير، فينصحه الطبيب بإدخال شقيقته مستشفى الأمراض العقلية لعمل غسيل مخ كامل لها، وبالفعل يقومون بذلك، لكنها تنجح في الهرب من هناك حتى تكشف كل أسرار المستشفى، وفساد شقيقها وشريكه.

بعده قدم فيلم "انتحار صاحب الشقة"، قصة إحسان عبدالقدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج أحمد يحيى، أمام نبيلة عبيد، حاتم ذو الفقار، تحية كاريوكا، ميمي جمال، وائل نور، والطفلة ليزا، وتدور أحداثه حول أزمة السكن، التي يمكن أن تدفع الإنسان للتنازل عن سعادته، من خلال زوجة تسعى للطلاق من زوجها للزواج من ثري صاحب شقة، لكنها تكتشف إصابته بعقدة نفسية فتستغل ذلك للحصول على الشقة، فيقرر صاحب الشقة الانتحار.

قبل أن ينتهي كمال من تصوير فيلم "انتحار صاحب الشقة" فوجئ بنور الشريف يطلبه هاتفيا للقائه، فعلم أنه بسبب دور كان قد عرضه عليه المخرج عاطف الطيب، ورفضه كمال، لنفس الأسباب التي يحرص عليها، سواء اسمه أو تاريخه، وهو ما حاول نور الشريف التأكيد عليه معه:

= صدقني يا أستاذ ده شرف ليا إني أكون معاك في فيلم... كفاية يتحط اسم كمال الشناوي على أي أفيش علشان ينجح أي عمل... وإذا كانت شروط السوق والموزعين في مصر هي اللي بتتحكم في التوزيع... فده مش معناه إننا نسيء لتاريخ نجومنا الكبار.

* تعرف يا نور إني باشوف فيك شبابي... والكلمة دي قالهالي أنور وجدي في يوم من الأيام... ومافهمتش معناها إلا دلوقت، علشان كده أنا ماعنديش مانع اشتغل معاك تحت أي ظروف.

شارك كمال مع نور الشريف في فيلم "ضربة معلم"، قصة وسيناريو وحوار بشير الديك، إخراج عاطف الطيب، وشاركهما ليلى علوي، صلاح قابيل، عبدالله فرغلي، حسن حسني، شريف منير، سميرة محسن، مجدي صبحي، وتدور أحداثه حول ابن رجل أعمال كبير يقتل عشيق أمه، يحاول أبوه بنفوذه وسلطانه أن يبعده عن القضية ويتصدى له ضابط شاب يعلم مدى قوة خصمه، ليقدم بعده فيلم "البيت الملعون"، تأليف وإخراج أحمد الخطيب، أمام ماجدة الخطيب، وسمير صبري، مريم فخر الدين، قام أحمد الخطيب بتصويره في أماكنه الطبيعية.

ودارت أحداثه حول قصة حقيقية لفتاة تعيش في منزل قتلت فيه والدتها ثم تم إدخال والدها مستشفى أمراض عقلية، وتتعرض الفتاة أيضا لنفس المحاولة، لكنها تكتشف بمعاونة زوجها أن طبيب المستشفى هو من وراء كل ذلك، ليعود بعده في مطلع عام 1987، للالتقاء مع نور الشريف مجددا في فيلم "الوحل" قصة فتحي أبوالفضل، سيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج علي عبدالخالق، أمام نور الشريف، نبيلة عبيد، مجدي وهبة، صلاح ذو الفقار، ورجاء الجداوي، والذي دارت أحداثه حول ضابط يقوم بتعقب إحدى عصابات جلب المخدرات، فيقوم بقتل ابن زعيم العصابة، فيقرر زعيم العصابة الانتقام منه في زوجته، فيحطمها ويجعل منها مدمنة هيروين، لتكون في قبضته وتكشف له كل خطط زوجها في مواجهتهم، ويكتشف الزوج ذلك ويدخل في مواجهات عنيفة مع العصابة، حتى يتم الإيقاع بهم، وتدخل زوجته المستشفى للعلاج من الإدمان.

نجح الفيلم نجاحا كبيرا، كان فيه كمال الشناوي متألقا كعادته، ما جعل الأضواء تسلط عليه مجددا، فأصبحت شركات التوزيع تطلب وجوده في الأفلام، وهو الحال نفسه لشركات إنتاج الفيديو، التي راحت تؤكد أن اسم كمال الشناوي يعمل على توزيع المسلسلات بشكل كبير، سواء في دول الخليج والشام أو دول شمال إفريقيا، فقام ببطولة ثلاثة مسلسلات متتالية، لاقت نجاحا كبيرا، هي "نار ودخان" تأليف فيصل ندا، وإخراج أحمد السبعاوي، أمام شريهان، مصطفى فهمي، أحمد بدير، إبراهيم خان، المنتصر بالله، ومنال السبعاوي، ثم "بنات الأصول" قصة وسيناريو وحوار بسيوني عثمان، إخراج منير التوني، أمام يحيى شاهين، وهدى سلطان، ليلى علوي، صفاء السبع، حنان شوقي.

وبعدهما مسلسل "حكاية ماما زوزو"، أمام ماجدة الخطيب، مريم فخر الدين، فايزة كمال، المنتصر بالله، زوزو حمدي الحكيم، ليقدم بعدها فيلم "ملف سامية شعراوي" قصة وجيه أبوذكري، سيناريو وحوار وحيد حامد، إخراج نادر جلال، أمام نادية الجندي، فاروق الفيشاوي، عبدالله غيث، أحمد بدير، والذي يدور حول زوجة أحد شهداء حرب 1967، تستطيع أن تلفت نظر أحد القادة الكبار بجمالها فيقرر الزواج منها.

اعتزال شادية
وجد الشناوي نفسه فجأة قد ابتعد كثيرا عن حبيبة العمر ورفيقة الدرب، الفنانة شادية، حيث لفت نظره ذلك النجاح المدوي الذي تحققه يوميا على خشبة المسرح من خلال مسرحية "ريا وسكينة"، ليخرج من المسرح بعد مشاهدة العرض وقد اختمرت في رأسه قصة فيلم جديد يجمع بينه وبين شادية بعد غياب طويل لهما معا على الشاشة، ليكون الفيلم رقم 31 بعد أن قدما معا ثلاثين فيلما.

وما إن عاد إلى منزله، حتى جلس إلى مكتبه، وبدأ بالفعل في كتابة تفاصيل الفيلم الجديد، حيث قرر أن تكون بدايته من نهاية فيلم "الحقونا بالمأذون" الذي قدماه معا عام 1954، وانتهت أحداثه بزواج الفتاة "نبقة" التي تعمل "حائكة" وتقودها الصدفة للزواج من الشاب الثري ابن العائلة الكبيرة، ثم يكتب على الشاشة عبارة "وبعد مرور 30 سنة"، ليكتب تصورا لما يمكن أن تكون عليه حياة هذين الزوجين بعد أن يمر على زواجهما 30 عاما، وكيف سيكون حالهما؟ وكيف سيبدو أولادهما وأحفادهما؟ والمتغيرات التي ستطرأ عليهما، وهل سيبقى الحب بعد مرور كل هذه السنوات؟ وما الذي فعلته فيهما السنون؟

انتهى كمال من كتابة معالجة الفيلم، وتحمست شادية جدا لتقديمه، وبدآ يختاران معا فريق العمل، من يمكن أن يؤدي أدوار أولادهما، وقرر هو أن يقوم بكتابة سيناريو وحوار الفيلم، واختارا معا المخرج حسين كمال، وفجأة وبعد أن قطع كمال شوطا كبيرا في الكتابة، فوجئ بقرار الفنانة شادية ترتدي الحجاب وتقرر اعتزال الفن نهائيا، فألغى كمال الفكرة بالكامل، ورفض أن يسند بطولة الفيلم لفنانة أخرى، واكتفى بهذا التعليق:

* بالتأكيد الفن هايخسر فنانة عظيمة زي شادية... لكن المؤكد أنها كسبت نفسها، دي حياتها لوحدها، وهي الوحيدة اللي تقدر تشوفها بالطريقة المناسبة لها.

البقية الحلقة المقبلة

كمال الشناوي يتدخل لدى رئيس الوزراء لسفر ناهد شريف للعلاج في الخارج

جسد دور الجد لأول مرة في مسلسل «هند والدكتور نعمان»

الدنجوان يعيش قصة حب جديدة... ويتزوج من سمر السورية

الشناوي يكتب فيلماً يلخص علاقته بشادية في 30 سنة فتفاجئه بالاعتزال
back to top