في استفتاء أهم منتجي السينما المصرية

رمسيس نجيب وأنور وجدي ويوسف شاهين الأفضل

نشر في 03-07-2016
آخر تحديث 03-07-2016 | 00:03
على مدار أكثر من 110 أعوام هي عمر السينما المصرية، شاهدنا آلاف الأفلام التي شارك مئات النجوم في صناعتها، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، جميعهم  اجتهدوا لتقديم أفضل ما لديهم من خلال تجارب فنية تعيش في ذاكرتنا ووجداننا.
«الجريدة» استطلعت آراء أبرز النقاد السينمائيين للوقوف على الأفضل في تاريخ السينما المصرية، وهل شهدت تغيراً في الخيارات عبر تخصصات عدة، في سلسلة حلقاتها التي تنشرها خلال شهر رمضان.
رغم اختزال مهمة الإنتاج في توفير سيولة مالية للأفلام السينمائية، إلا أن مهنة المنتج أبعد من مجرد دفع الأجور وتوفير معدات لفريق العمل، فهو الذي يقرر، إما يدعم الفيلم ويتحمس له ليخرج إلى النور ويتابعه الجمهور ويقيّمه أو يرفضه فلا يخرج إلى النور، وهذه مرحلة مصيرية لأي عمل فني، وقد أجمع النقاد على اختيار منتجين قدموا تجارب مميزة تندرج ضمن أهم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية.

خيرية البشلاوي

تعتبر الناقدة خيرية البشلاوي أن المنتج رمسيس نجيب احترم مهنة الإنتاج وتعامل معها بحرفية، وارتبطت باطلاعه على تفاصيل مهنة المنتج في الخارج وتأثره بها، بالإضافة إلى تدرجه في الصناعة، لافتة إلى أنه من خلال شركته قدم أعمالاً مميزة واكتشف النجوم، فهو لم يبحث عن النجوم الأكثر تميزاً ودفع لهم أجوراً إضافية ليكونوا في شركته بل بحث عن مواهب حقيقية في التمثيل وأسند إليها أدواراً تناسبها، «وهو أمر أصبحنا نفتقده في السينما المصرية وأثر بشكل سلبي على فرص ظهور وجوه جديدة سينمائياً».

تضيف أن المخرج يوسف شاهين، شكل تجربة إنتاجية مختلفة في السينما المصرية، عبر شركته التي لا تزال تعمل لغاية الآن، لقدرتها على أن تكون جسرا بين الثقافتين المصرية والفرنسية، من خلال التعاون المشترك في أفلامه كمنتج، ففتح امام الفيلم المصري فرصة العرض في أوروبا بشكل لم يتكرر مع أي منتج آخر.

تثني على التجارب المتميزة التي قدمها المنتج حسن رمزي ومن بعده نجله محمد لفترات طويلة، مؤكدة أن شركتهما تظل إحدى أهم الشركات في تاريخ السينما لاستمرارها عقوداً وتقديمها أفلاماً مميزة لنجوم كبار في أزمنة مختلفة.

أندرو محسن

يوضح الناقد أندرو محسن أن السينما المصرية تضم أكثر من منتج بارز من بينهم: رمسيس نجيب الذي قدم أفلاماً سينمائية بارزة، لكنه اختار أنور وجدي باعتباره أفضل منتج سينمائي عرفه الجمهور، لتنفيذه الإنتاج والتمثيل والإخراج في الأفلام، وهو مجهود شاق على أي فنان، خصوصاً أن السينما في الفترة التي عمل فيها وجدي افتقرت إلى تقنيات تكنولوجية حديثة تساعده على إنجاز مهامه بسرعة.

يضيف أن وجدي أحد أذكى المنتجين في تاريخ السينما المصرية وأحد المنتجين القلائل الذين وقفوا أمام الكاميرا، مشيراً إلى أنه قدم أفلاماً سينمائية اعتبرت مغامرة عند تقديمها، من بينها أفلامه مع الطفلة المعجزة فيروز، بالإضافة إلى تجربته في فيلم «غزل البنات» الذي اعتبر من أكبر الأعمال الإنتاجية وقت تقديمه ومغامرة يصعب لأي منتج في تلك الفترة أن يخوضها، ولم ينظر إلى المغامرة المالية الكبيرة التي تكبدها بل فضل القيمة الفنية التي استمرّت مع الجمهور رغم رحيله المبكر.

ماجدة خير الله

تشير الناقدة ماجدة خير الله إلى أن رمسيس نجيب أفضل منتج في تاريخ السينما كونه نموذجاً للمنتج الذي يعمل بأسلوب علمي وبشكل صحيح، فبخلاف قدرته على صناعة النجوم ووضع خطط عمل تبرز قدرتهم التمثيلية في أعمال متنوعة، بحث باستمرار عن أعمال جيدة وسيناريوهات مختلفة بالإضافة إلى روايات يمكن تقديمها على الشاشة.

تضيف أن نجيب لم يكن هدفه تحقيق عائد مادي فحسب، لذا قدم أفلاماً جيدة صنعت نجوماً كثراً، لافتة إلى أن سعيد مرزوق نموذج لمنتج تفتقده السينما المصرية في الفترة الحالية التي يسعى المنتجون فيها لتحقيق عائد مادي فحسب.

نادر عدلي

يلفت الناقد نادر عدلي إلى أن المنتجة آسيا لها أياد بيضاء على السينما المصرية، رغم أصولها الشامية، مرتبطة بتقديم أفلام خالدة عبر شركتها «لوتس فيلم» أهمها «الناصر صلاح الدين»، أحد أهم الأفلام التاريخية المصرية، بالإضافة إلى اكتشاف فنانين ومخرجين، من بينهم فاتن حمامة التي أنتجت لها فيلم «الهانم» وتعاونها مع حسن الإمام وهنري بركات في بدايتهما الفنية.

يضيف أن أنور وجدي نجح، كمنتج، في تقديم فيلم جيد من الناحيتين الفنية والجماهيرية، وهو ما يظهر في «غزل البنات» و{دهب»، لافتاً إلى أن تجربة أنور وجدي، رغم قلتها العددية، ضمت تجارب مميزة للغاية.

يضيف أن رمسيس نجيب أفضل منتج مصري قدم أفلاماً جيدة لقدرته على المغامرة وتغيير ذوق المشاهدين من خلال خياراته الأدبية وتحويل الروايات إلى تجارب سينمائية أكثر تميزاً، معتبراً أن نجيب كسر القاعدة التي يتحجج بها المنتجون وهي أنهم ينفذون ما يريده الجمهور بتقديم أفلام وروايات تعجبه، فقدم نجيب ما يريده كمنتج ويرى فيه تجربة سينمائية جديدة.

محمود قاسم

يتفق الناقد محمود قاسم في الرأي مع عدلي، ويعتبر أن تجارب رمسيس نجيب قبل احتراف الإنتاج، بداية من وقوفه كممثل في اعمال محدودة مروراً بعمله كمساعد منتج ثم مدير إنتاج، شكلت وجدانه وجعلته يحترف الإنتاج، لا سيما في ما يتعلق باكتشاف وجوه جديدة ومنحها فرصة الوقوف أمام الكاميرا وتحقيق نجاح، وهو ما حدث مع لبنى عبد العزيز مؤكداً أنها خسرت فنياً بانفصالها عنه.

رؤوف توفيق

يفسّر الناقد رؤوف توفيق تجارب رمسيس نجيب المميزة بحرصه على تفاصيل العمل الفني وعدم الاهتمام بالكمّ بقدر التركيز على مضمون ما يقدمه، بالإضافة إلى اطلاعه وثقافته الواسعة التي تشكلت من قراءة الروايات والأدب المصري والأجنبي، مشيراً إلى أنه لم يمر في تاريخ السينما المصرية منتج آخر بحرفيته وتميزه.

ماجدة موريس
تعزو الناقدة ماجدة موريس تميز أفلام رمسيس نجيب إنتاجياً إلى اختلافه عن أبناء جيله في ما يتعلق بنظرته للإنتاج، فهو كان مهموماً بصناعة السينما ويسعى إلى تقديم أعمال خالدة وليست تجارية فحسب، بالإضافة إلى اكتشافه المواهب، مؤكدة أن المنتج عندما يضع الحسابات جانباً ويفكر فنياً يقدم أعمالا أكثر تميزاً.

تضيف أن تجربة المخرج يوسف شاهين، من خلال أفلام مصر العالمية، شكلت نقطة تحول في الإنتاج السينمائي المصري، خصوصاً أن العقبة الأساسية لدى المنتجين المصريين كانت عدم قدرتهم على التواصل باللغة مع الاتحاد الأوروبي وهو ما تجاوزه شاهين بسهولة وفتح له أبوابا عدة.

تلفت إلى وجود تجارب لمنتجين قدموا أعمالا جيدة على المستوى الفني من بينهم: صفوت غطاس، شريف مندور وجمال الليثي، موضحة أن الفترات التي عملوا فيها كانت صعبة وأعاقت توسعهم في تقديم أفلام مميزة للجمهور.

الناقدة ماجدة خير الله ترى أن رمسيس نجيب أفضل منتج في تاريخ السينما لأنه نموذج للمنتج الذي يعمل بأسلوب علمي وبشكل صحيح
back to top