كمال الشناوي... الوجه الآخر للقمر (29 - 30)

شمس لا تغيب
برع في تغيير جلده الفني واحتفظ بعرش نجومية السينما

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:02
استطاع كمال الشناوي أن يغير جلده، كممثل سينمائي قدير، خلال عدة عقود، كما تابعنا في الحلقات السابقة، واستطاع أيضاً أن يغير حبيباته كل فترة، فقد تزوّج عدة مرات ودخل في علاقات حب شتى، إلا أنه بلغ درجة من الزهد في الحياة، حينما وصل إلى سن السبعين، دفعته إلى اللجوء إلى السكينة والهدوء والجلوس لقراءة القرآن الكريم.
ظل كمال الشناوي قادراً على إدهاش الجمهور، حتى حينما بلغ سن السبعين، كان لايزال قادرا على تقديم أدوار سينمائية مميزة، في محاولة دؤوبة لكي يصل إلى الصيغة التي يحترم بها تاريخه وجمهوره وعشاق فنه، فهو نجم كبير، لا يفرط في وضعية اسمه على أفيش الفيلم، من ناحية، ولا يتخلى عن دقة اختياراته، التي جعلت كثيراً من أدواره السينمائية التي قدمها بعد سن السبعين لا تخلو من تميز.
شعر كمال الشناوي بأنه لم يعد مقبولا أن يجسد أدوار الحب والرومانسية، حتى لو كانت لشخصيات فوق الستين من عمرها، وفي الوقت نفسه، لم يجد مبررا للإصرار على تقديم الشخصيات الطيبة طوال الوقت، والظهور بالصورة الملائكية التي يضعه فيها المخرجون، مثل غيره من كبار النجوم، ليظهر على الشاشة وينطق بالحكمة التي لم يعد لها وجود، وخاصة مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع خلال السنوات الأخيرة، منذ النصف الثاني من السبعينيات، وإصراره على تقديم هذه الأنماط، فقد ينصرف الجمهور من حوله، مثلما انصرف من حول الكثيرين من النجوم، فقرر الشناوي أن يغير جلده، ويقبل الأدوار التي بها "كاركترات" أو شخصيات مختلفة، والتي تعلق كثيرا بذهن الجمهور، فنجح إلى حد كبير في اختيار أنماط جديدة تتناسب ومرحلته العمرية التي يعيشها، بواقعية يحسد عليها، فقدم فيلم "شقاوة في الـ 70" تأليف وإخراج محمد الشامي، أمام هالة فؤاد إبراهيم يسري، محمد الشرقاوي، ممدوح وافي، محمد فريد، والذي جسد فيه دور ثري يعاني مرضا خطيرا وينتظر الوفاة، ويقرر أن يهب المستشفى جزءا كبيرا من ثروته، وفيما يقوم بتصوير الفيلم، فوجئ يوم 29 يناير عام 1988 برحيل صديقه المخرج الكبير حسن الإمام، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد مسيرة فنية بارعة، أطلق عليه السينمائيون والنقاد خلالها لقب "مخرج الروائع"، لما تميز به منذ بدايته بنوعية أفلام الميلودراما، التي وصلت للناس بسهولة، بسبب موضوعاتها الإنسانية، ونزعتها الأخلاقية، طوال مشواره الفني، الذي امتد حوالي 40 عاما، قدم خلاله أكثر من 80 فيلما، فضلا عن قدرته الكبيرة على اكتشاف النجوم، سواء من خلال تقديم نجوم جديدة على الساحة، أو إعادة اكتشاف بعض النجوم، وتقديمهم بشكل مختلف تماما عن نوعية الأدوار التي اعتادوا القيام بها.

حزن كمال الشناوي على رحيل صديقه المخرج حسن الإمام، لم يخرجه منها سوى العمل، عندما ألح عليه المخرج عادل الأعصر القيام ببطولة فيلم "فضيحة العمر"، الذي كتب قصته الفنان أحمد فؤاد سليم، سيناريو وحوار محمد الباسوسي، أمام شريهان، هشام سليم، شفيق جلال، يوسف عيد، والذي جسد خلاله شخصية طبيب مشهور، يشرب من نفس الكأس التي سقاه يوما لسيدة فقيرة، ليختار بعده شخصية جديدة مختلفة عليه، من خلال فيلم "العجوز والبلطجي"، قصة وسيناريو وحوار ماجدة خيرالله، إخراج إبراهيم عفيفي، بطولة مديحة كامل، صلاح قابيل، هشام عبدالحميد، والذي جسد فيه دور "عجوز" يائس من حياته يطلب من بلطجي تعرف عليه بالصدفة أن يقتله مقابل مبلغ من المال فيوافق، وتنشأ علاقة بينهما، ويحاول كل منهما أن يحل مشاكل الآخر، ومن "العجوز" اليائس إلى لواء الشرطة الصارم، من خلال فيلم "الخطر"، الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار محيي حمدي، وأخرجه عبداللطيف زكي، وشارك معه في بطولته معالي زايد، أحمد بدير، محمد الشرقاوي، سلوى عثمان، ودارت أحداث الفيلم حول فتاة محطمة اجتماعيا يدفعها يأسها للانضمام لمجموعة إجرامية، يقوم باختطاف "أتوبيس" لأطفال إحدى المدارس، ثم يحتجزونهم في فيلا، ويدخلون في مساومة مع الدولة، لكن اللواء شوكت يتمكن بخطة محكمة من السيطرة على الموقف والقبض على مها وزملائها.

عودة الروح

نجح كمال الشناوي بشكل كبير في إعادة الروح لوجوده على الشاشة مرة أخرى، من خلال تنوع الأدوار التي ينتقيها بعناية، وإن كان إصراره على تلك النوعية الجديدة أثار قلق بعض المحيطين به، وفي مقدمتهم نجله المخرج الشاب محمد الشناوي، الذي تزوج من السيدة "زينب" ابنة علية شقيقة العندليب عبدالحليم حافظ، وأثمر الزواج عن "نور الإسلام" أول حفيد لكمال الشناوي، حيث يرى الابن الشاب أن هناك تعمدا من حصار والده في هذه النوعية الجديدة من الأدوار:

* مش فاهم تقصد أيه؟

- أقصد فكرة أن المخرجين بيحاصروك في نوعية دور الرجل العجوز، وأنت تقدر تدي في نوعيات كتير مختلفة.

* أيوا بس مش المخرجين هم اللي بيحاصروني... ده اختياري أنا... أولا لأني لازم أعترف بسني دلوقت.

- بابا حضرتك مش كبير للدرجة دي في ممثلين كتير من جيل حضرتك ومن سنك ومابيعملوش الأدوار دي.

* وهم فين دلوقت... إما قاعدين في النادي في الشمس، أو قاعدين في البيت مستنين الصدفة تبعتلهم دور، لأنهم مصرين على نوعية واحدة من الأدوار... مش عايزين يعترفوا بالمرحلة اللي هم فيها.

- ده صحيح.

* وبعدين التنوع ده يحير المخرجين والمنتجين... مايقدرش يحسبك على نوعية واحدة من الأدوار... ويخليهم يفكروا فيك في أي دور يخطر على بالهم... وبعدين يا أخي أنت مش مخرج... ولا أنت مش شايف أني أنفع أمثل في عمل من إخراجك.

- أنا لو بقيت أكبر مخرج في العالم ما أقدرش أقف ورا كاميرا واقف قدامها العظيم كمال الشناوي.

* بطل بكش المخرجين ده... ويلا شوف رواية تنفع أعملها معاك.

كانت نظرية كمال الشناوي في اختيارات أدواره صائبة إلى حد كبير، وهو ما أكده تصدر اسمه "أفيشات" الأفلام، رغم تخطيه السبعين من عمره، ووضح ذلك من خلال فيلم "شوادر" تأليف ماجدة خيرالله، إخراج إبراهيم عفيفي، أمام مديحة كامل، أحمد بدير، سلوى خطاب، حيث دار الفيلم حول راقصة غجرية يرغب فيها العديد من الرجال، لكنها توقع ثريا عجوزا في حبائلها، على الرغم من كونه متزوجا ولديه أبناء، ما يؤدي إلى وفاة زوجته، حزنا لما حدث، فتقرر ابنته التخلص من "شوادر"، وخاصة بعد حملها وتوصية الرجل بثروته لها، ليتصدر اسمه بعد ذلك "تترات" فيلم "موعد مع الرئيس"، تأليف أحمد الخطيب، معالجة درامية وإخراج محمد راضي، أمام إلهام شاهين، فاروق الفيشاوي، سعد أردش، سعيد عبدالغني، السيد راضي، أسامة عباس، والذي جسد من خلاله أحد أكبر الرؤوس الفاسدة في الدولة، والذي تتصدى له ولعصابته النائبة البرلمانية "ماجدة"، التي تتبنى قضية أهل الحارة التي تقع في دائرتها، لعدم هدمها لبناء أبراج سكنية، فيتصدى المسؤولون الفاسدون لجهودها، يشاهدها رئيس الجمهورية أثناء إحدى جلسات البرلمان صدفة، فيطلب مقابلتها، لكن المسؤولين يحاولون إفساد قضيتها وتعطيلها بسرقة المستندات.

تحول كمال الشناوي إلى نوعية جديدة من الأفلام، حيث حرص على أن يقدم ما يطلق عليها "سيكودراما"، من خلال الفيلم الذي عرضه عليه المخرج أحمد فؤاد درويش، بعنوان "حلاوة روح" المأخوذ عن قصة يوسف إدريس، سيناريو وحوار وإخراج أحمد فؤاد درويش، أمام صفية العمري، محيي إسماعيل، فريدة سيف النصر، محمد خيري، أحمد ماهر، أحمد لوكسر، ودارت أحداثه حول لواء شرطة يقوم بهدم نفسية طبيب شاب ثائر، وتحطيمه، فيطلب من "الصول" أن يذيقه ألوانا من العذاب، ومع تطور الأحداث السياسية في البلد يتم الإفراج عن الطبيب، ويُستبعد اللواء من منصبه، وتتدهور حالة الصول، بعد إدمانه المخدرات، فتستنجد زوجته بالطبيب دون أن تعلم أنه ضحية من ضحايا زوجها، فيجد الطبيب نفسه مشتتا بين رغبة الانتقام وضميره المهني، ليقدم بعده دورا آخر معقدا من خلال فيلم" العقرب" قصة وحوار عصام عبدالعزيز، سيناريو وإخراج عادل عوض، أمام شريهان، صلاح قابيل، رجاء الجداوي، محمد متولي، خليل مرسي، ودارت أحداثه حول رجل الأعمال طارق الثري الآفاق، والذي يتزوج من ناهد، المرأة المستسلمة دون إنجاب أطفال، ويتبنى الزوجان هبة من أحد الملاجئ، لتنتقل من حياة التشرد للثراء، ولتحدث في نفسيهما انكسارات عديدة، وتنشأ علاقة بينهما وبين حسين سائق الأسرة، تطلب ناهد الطلاق من زوجها طارق بعد خيانته لها مع زوجة صديقه ويشجعها الرسام ماهر صديق الأسرة على ذلك، تدفع هبة حبيبها السائق حسن لقتل ناهد، بعد اكتشاف أنها طفلة بالتبني، وتتهم الرسام ماهر بقتلها واغتصابها، لكنها تكتشف أن الرسام ماهر هو والدها الحقيقي، إثر علاقة غير شرعية بأمها ناهد، التي لم تكن تعرف أنها أمها الحقيقية، وعندما تكتشف ذلك تحاول الانتحار، وتفشل ثم تصاب بالجنون، لتصبح نزيلة في مستشفى الأمراض العقلية.

اكتمال الألبوم

بعد النجاح الكبير الذي حققه كمال من خلال نوعية الأدوار التي قدمها مؤخرا، فوجئ بالمخرج عاطف سالم يعرض عليه ما لم يكن يتوقعه:

* أنت بتقول أيه... معقول أنا؟!

- أيوا أنت وليه لأ؟

* تعرف أن ده الدور الوحيد اللي عمري ما عملته في حياتي، قدمت للسينما حوالي 200 فيلم لحد دلوقت مافيهمش دور الفلاح.

- علشان كده اعتقد أنه جه في الوقت المناسب.

* أيوا بس أنا خايف من الدور... الناس عمرها ماشفتني في الشخصية دي... متعودة أقدملهم أي حاجة... لكن فلاح... اعتقد أنه هايكون صعب أوي.

- مافيش حاجة صعبة على كمال الشناوي... وأنا واثق من أنك هاتقدم فلاح هايسيب علامة زي المليجي ماساب علامة فيه.

اقتنع كمال بكلام المخرج عاطف سالم، ليكمل به "ألبوم أدواره"، وقدم صرخة مدوية حول تجريف الأراضي الزراعية، من خلال فيلم "ياناس ياهووه" في دور الفلاح لأول مرة، من خلال "عوضين"، الذي يرفض بيع أرضه الزراعية، رغم تزاحم مشروعات الإسكان حوله، يوهمه ابنه أن المحافظة سوف تستولي عليها، فيبيعها، وتتعثر حياته وحياة أبنائه.

الفيلم قصة وسيناريو وحوار أحمد عبدالوهاب، أمام صابرين، سهير البابلي، جمال إسماعيل، جمال عبدالناصر، محمود البزاوي، دينا عبدالله، ليحقق نجاحا كبيرا في دور "الفلاح" يضاف إلى رصيده الكبير المتنوع.

حالة عشق

حرص كمال الشناوي على أن يشير من خلال أفلامه إلى قضية أخرى طفت على سطح المجتمع بقوة، من خلال لغة المال، التي أصبح لها اليد العليا، بغض النظر عن أي تقاليد، من خلال فيلم "الدكتورة منال ترقص"، قصة الصحافي اللبناني محمد بديع سربية، سيناريو وحوار شريف المنباوي، إخراج سعيد مرزوق، أمام فاروق الفيشاوي، نجوى فؤاد صلاح ذو الفقار، ماجدة نورالدين، والذي يجسد خلاله دور رجل صاحب ملهى ليلي، غير أنه يخفي ذلك عن ابنته الدكتورة، التي تحب شابا يعمل بالأمم المتحدة، غير أنه يكتشف حقيقة والدها، فيقرر أن يتركها ويسافر، فتصاب منال بصدمة، وتقرر أن تتحول إلى راقصة، ليقدم بعده فيلم "الخطوة الدامية" قصة وسيناريو وحوار يوسف بهنسي، إخراج أحمد السبعاوي، أمام سهير رمزي، فاروق الفيشاوي، عبده الوزير، وصبري عبدالمنعم، والذي جسد خلال دور "أبوالسعد"، الذي يبحث عن نقود لإنقاذ ابنه من الموت، لكن الأقدار توقعه في جريمة قتل لم يكن له يد فيها، وخلال التحقيق معه يكون ابنه قد مات، فيهرب أبوالسعد للانتقام من الطبيب وقتله، ليصل شقيقه في الوقت المناسب، ويخبره ببراءته من التهمة، وأن زوجته حامل.

رغم هذا النجاح والتألق اللذين يشهدهما كمال الشناوي، إلا أنه بدأ يشعر بحالة من السئم والضيق، لا يعرف سببها، وهو ما كان سبب دهشة كل المحيطين به، وفي مقدمتهم زوجته السيدة سمر:

- بجد أنا مش لاقية سبب للكلام اللي أنت بتقوله ده.

* أنا نفسي مش لاقي سبب مقنع، لكن في حالة مسيطرة عليّ... حاسس أن فيه حاجة نقصاني.

- حاجة أيه... الحمد لله نجم النجوم، وجمهورك بيزيد من كل الأجيال، وتكريم وجوايز.. إلا إذا كنت بتفكر بقى تجدد شبابك بحب جديد.

* أنا معايا حب مالي عليّ كل حياتي... ولو قعدت أحب كل يوم واحدة، مش ممكن ألاقي الحب اللي أنت بتدهوني.

وجد كمال الشناوي ضالته التي كان يبحث عنها في القرب من الله، فحرص خلال هذه الفترة على مداومة الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت الذي يعشقه، وتكتمل به حالة "العشق الإلهي"، وكلما خلا إلى نفسه شعر بلهفة وحنين إلى سماع القرآن، ليدخل في حالة صفاء ذهني وروحي لم يعهدها من قبل، زاد من نقائها حالة البكاء التي تنتابه كلما استمع إلى القرآن، وأن هناك شيئا يزلزل كيانه، فقرر الذهاب بصحبة زوجته لأداء فريضة الحج.

شقاوة في السبعين

أصبح المنتجون يطلبونه تحديدا، لأن اسمه يساهم في التوزيع بشكل كبير، ما جعل اسمه يتقدم أسماء النجوم الشباب، أو الأقل منه عمرا، فتقدم اسمه حسين فهمي ورغدة في فيلم "زوجتي والذئب" قصة وسيناريو وحوار ماجدة خيرالله، إخراج أحمد السبعاوي، أمام رغدة، حسين فهمي، والراقصة دينا، والذي جسد فيه دور محام ناجح، تغار منه زوجته المحامية، وتطلب الطلاق، وتهجر بيت الزوجية، ثم تجد نفسها وجها لوجه معه في ساحة المحكمة في واحدة من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام، فتعتبر هذه قضية عمرها، لكنها تكتشف أن المتهم الذي تدافع عنه هو مجرم بالفعل، ويحاول أن يقتلها، لولا تدخل زوجها في الوقت المناسب وإنقاذها، ليجسد بعده دور رئيس جهاز المخابرات المصرية، في فيلم "مهمة في تل أبيب" قصة وسيناريو وحوار بشير الديك، إخراج نادر جلال، أمام نادية الجندي، سعيد عبدالغني، السيد راضي، الذي يجند آمال لتكون عميلا مزدوجا، وتنجح في مهمتها، إلا أن المخابرات الإسرائيلية تكتشف خداعها، لكن تتمكن المخابرات المصرية من تهريبها إلى مصر.

شعر كمال الشناوي بحنين إلى نوعية الأدوار الكوميدية، فقدم فيلم الكوميديا السوداء "آي آي" قصة وسيناريو وحوار بسيوني عثمان، إخراج سعيد مرزوق، أمام ليلى علوي، محمد عوض، وأشرف عبدالباقي، والذي يجسد فيه مدير مستشفى استثماري، يدخل إليه رجل بسيط كل أمنيته في الحياة أن يخرج بعد وفاته في جنازة رسمية تنقلها نشرات الأخبار، وعند وفاته تعجز ابنته عن سداد حساب المستشفى، فيتم حجز جثمانه، وتدبر ابنته حيلة لتهريبه، لكنها تخطئ، وتأخذ بدلا منه جثمان أحد الوزراء، فيضطر مدير المستشفى لأن يضع جثمان الرجل الفقير بدلا من جثمان الوزير، ليخرج في جنازة رسمية تنقلها كل نشرات الأخبار، ليقدم بعده فيلم "الشطار" قصة خيري شلبي، سيناريو وحوار بشير الديك، إخراج نادر جلال، أمام نادية الجندي، فاروق الفيشاوي، سعيد عبدالغني، وحيد سيف، والذي دارت أحداثه بعد حرب 67 يتآمر ثلاثة مقاولين على مطربة مشهورة ليلقى القبض عليها بتهمة التخابر مع جهات أجنبية، وذلك بعد انتحار زوجها، يحكم عليها وتدخل السجن، تبوء كل محاولاتها لإثبات براءتها بالفشل، وعندما يفرج عنها عام 73 تعود لفتح قضيتها.

الجبلاوي
في مطلع عام 1991، قدم كمال الشناوي فيلم "الجبلاوي" الذي تصدر فيه اسمه تترات الفيلم، في الوقت الذي تراجع فيه اسم الفنان الكبير شكري سرحان، إلى الترتيب الخامس على التتر، وهو فتى الشاشة الذي جاء في الجيل التالي لكمال الشناوي، ورغم ذلك ظل اسم كمال متصدرا القمة.

كتب فيلم "الجبلاوي" فيصل ندا، وأخرجه عادل الأعصر، أمام شكري سرحان، سماح أنور، هشام سليم، عايدة رياض، سيد عبدالكريم، وائل نور، صبري عبدالمنعم، عبدالسلام محمد، والذي جسد من خلاله شخصية "الجبلاوي" الذي يكيد له حسان مكيدة لدى سعيد صاحب المصنع الذي يعملان فيه فيطرده، يرحل الجبلاوي، ويعمل لدى تاجر المخدرات عباس، يستولى على قيمة عملية تقدر قيمتها بمليون جنيه، يعود إلى البلدة ويشتري مصنع سعيد المعروض في المزاد، ويدعي أنه ورث، يتوسع في أعماله، يهتدي عباس وأعوانه على الجبلاوي، فيتفق معه على عملية تغيير عمله، يسحب الجبلاوي النقود من البنك، يطمع "سكينة" ابن الجبلاوي في النقود فيهرب بها تقوم العصابة بقتل الجبلاوي، أما "سكينة" فيفاجئه حسان الذي يختفي في سيارته ويقتله، ثم يقدم بعده فيلم "الشيطان يقدم حلا" أمام فاروق الفيشاوي تيسير فهمي، شريف صبري عبدالله سعد، الذي قدم من خلاله دور أب يتمنى أن يرى حفيدا له من ابنه، غير أن الابن يعاني مشاكل في الإنجاب، فيبحث عن حل، حتى لا يعلم والده بمشكلته، فيقدم له داود هارون حلا شيطانيا، عبر استعارة حيوان منوي مما يسمى "بنك الحيوانات المنوية"، غير أن زوجته تضع طفلا أسمر البشرة، فتثير الشكوك حولها، لكن الابن يضطر للاعتراف لوالده بحقيقة عجزه وما قام به، ثم ينتحر.

تألق في السبعين
لاحظ السينمائيون والنقاد والصحافيون، أن فنانا تخطى السبعين من عمره، ولايزال لديه الكثير جدا ليقدمه، وما يعجز عنه أغلب نجوم جيله، بل الكثيرون من النجوم الشباب، لذا استحق أن ينال عام 1992 جائزة "الامتياز في التمثيل" من جمعية الفيلم.

وفي العام نفسه نال جائزة أفضل ممثل من مهرجان المركز الكاثوليكي بالقاهرة، عن دوره في فيلم "الإرهاب والكباب" الذي اختاره المخرج شريف عرفة ليجسد لأول مرة على شاشة السينما، دور "وزير الداخلية" عن قصة وسيناريو وحوار وحيد حامد، أمام عادل إمام، يسرا، ماجدة زكي، أحمد راتب، أشرف عبدالباقي، حيث يظن رجال الأمن أن مجموعة إرهابية سيطرت على "مجمع التحرير"، في حين أنه مواطن بسيط دفعته الظروف لهذا الموقف، فيقرر الرهائن الموجودون في المجمع الخروج قبل اقتحام قوات الأمن له، ليخرج المتسبب في الموقف معهم دون أن يلاحظ الأمن ذلك.

البقية الحلقة المقبلة

تحول إلى أفلام السيكو دراما من خلال «حلاوة روح»

كلل رحلة تنوعه في الأدوار بتقديم دور «الفلاح» لأول مرة على الشاشة

حصل على جائزتي «الامتياز في التمثيل» وأفضل ممثل بعد السبعين من عمره

حالة روحانية تسيطر على الشناوي... فيتفرغ لسماع القرآن ويؤدي فريضة الحج

شعر بحنين إلى الأدوار الكوميدية السوداء فقدم «آي آي»

إصراره على دور العجوز أثار قلق بعض المحيطين به
back to top