تحتفل جمهورية أذربيجان الواقعة جنوب منطقة القوقاز بعيد الفطر المبارك كباقي الدول الإسلامية. وتختلف مظاهر الاحتفال في هذا البلد عن غيرها من الدول الإسلامية، فتبدأ بأن يذهب المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة العيد ومعهم شيخهم ومفتيهم، فيؤم الناس في صلاة العيد شيخ الإسلام حاجي (الحاج) الله شكر باشازاده، ثم يلقي خطبة العيد، وبعد انتهاء الخطبة يتبادل الحاضرون التهاني. كما يتوجه رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف بتهنئة الشعب عامة والمسلمين خاصة، ثم يقوم الناس بصلة الأرحام وزيارة أهليهم وذويهم بعضهم بعضاً، كما يقوم الشعب الأذري بزيارة المقابر، وقبل زيارة المقابر تقوم السيدات بطبخ الحلاوة والخبز المحشو بها فيأخذونها إلى المقابر ويضعونها على مقامات الأولياء، وعند رجوعهم يأكلون منها ويوزعون على الجيران والفقراء على سبيل التبرك، ويقرؤون سورة "يس" على أمواتهم، وكل هذا يدل على شدة الترابط فيما بينهم، لا سيما في المواسم الدينية كالعيدين، وفي مساء يوم العيد تقوم النساء بطبخ بعض الأطعمة اللذيذة المتنوعة مثل كباب وقَرا، وهذا الطعام يتكون من اللحم وأبي فروة والمشمش والزبيب وغيره، ويوضع على الأرز المطبوخ (يسمى "بلاو").
وقد أصدر الرئيس إلهام علييف قرارا قبل عدة سنوات بأن تكون إجازة العيد يومين بدلا من يوم واحد، ويزيد اهتمام الشعب الأذربيجاني بعيد الفطر كلما زادت معرفتهم بدينهم. ومنذ الفتح الإسلامي لهذا البلد يقوم شعبه بالمحافظة على الشعائر الدينية بما فيها الاحتفال بالأعياد الإسلامية، ومنها عيد الفطر، وقد عرف الشعب الأذربيجاني هذا العيد بقدوم الفتح الإسلامي، وظل محافظا عليه رغم ما عاناه هذا الشعب البطل من اعتداءات من طرف الحكومات السوفياتية الشيوعية من قتل الشيوخ والأئمة الملتزمين بالدين، ما دفع بعضهم إلى الهروب إلى البلدان الأخرى، إلا أن هذا الشعب الباسل رغم ذلك كله لم يتخل عن مبادئه وحقوقه. وتقع جمهورية أذربيجان جنوب منطقة القوقاز وتبلغ مساحتها نحو 86.6 ألف كم مربع. واللغة الرسمية فيها هي اللغة الأذربيجانية والديانة هي الإسلام. ويحدها من الشرق بحر قزوين ومن الشمال روسيا ومن الشمال الغربي جورجيا، وأما أرمينيا فتحدها من الغرب وإيران من الجنوب. وهي إحدى دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، وعدد سكانها يتجاوز التسعة ملايين بقليل. معظم شعبها يدينون بالإسلام، والآخرون يدينون بديانات أخرى كالمسيحية واليهودية وغيرها، وهذا البلد العريق في حضارته وثقافته ساهم مساهمات فعالة في نهضة العالم وبالأخص العالم العربي والإسلامي عن طريق تواصل شعوبها، والفضل في ذلك يرجع إلى شخصيات بارزة في مجالات شتى وأبطال لهم تاريخ مجيد بذلوا كل ما في وسعهم لتوطيد العلاقات بين الدول الإسلامية، مثل نورالدين زنكي البطل المحنك والأسرة الأيوبية الذين أذهلوا العالم بشجاعتهم وسياستهم، وأصبحوا مضرب المثل في المروءة والبسالة، اعترف لهم بذلك الصديق والعدو، وعلى رأسها صلاح الدين الأيوبي وأسد الدين شيركوه. كما أشار إلى ذلك ابن الأثير في الكامل وصاحب الوفيات ابن خلكان.
محليات
العيد في أذربيجان... إطعامٌ للطعام وصلةٌ للأرحام
04-07-2016