خاص

ياسين لـ الجريدة•: رام الله تحبذ المبادرة الفرنسية

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:04
No Image Caption
وصف المفكر الفلسطيني عبدالقادر ياسين «المبادرة الفرنسية» لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها مجرد «طبخة حصى» فرنسية، لكنه قال إن السلطة الفلسطينية في رام الله تفضلها عما تعتبره مجرد أفكار طرحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنهاء الصراع وإحلال السلام. وأوضح ياسين، المقيم في القاهرة، خلال مقابلة مع «الجريدة»، أن الحديث عن ضرورة وجود قوات للحرس الرئاسي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح لضمان إعادة تشغيله بصورة مستمرة هو مجرد ذريعة لا مبرر لها، وفيما يلي نص الحوار:

• كيف ترى السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر؟

- لا وجود لشيء اسمه عملية السلام، ولا أرى إمكانية "تسوية سلمية" مع إسرائيل، في المدى المنظور، أولاً: لأن الصهيونية وكيانها يخوضان ضد الشعبين الفلسطيني والعربي معادلة صفرية إما هم وإما نحن، وبالتالي لا ميل لديهم نهائياً للتسوية، ثانياً: لأن ميزان القوى مختل تماماً لمصلحة إسرائيل، وهناك بديهية تقول إنك لن تأخذ على مائدة المفاوضات أكثر مما تساوي في ميزان القتال، ثالثاً: العمق الاستراتيجي العربي الآن مُبعثر وضعيف وداخل في اقتتالات، كما في العراق وسورية وليبيا واليمن.

• ماذا عن مبادرة السيسي؟

- الطرف الفلسطيني المتمثل في سلطة "رام الله" وزير خارجيته قال إن ما قدمه الرئيس السيسي لا يرقى إلى مستوى المبادرة، بل إنها مجرد أفكار، وهذا يعني أن سلطة "رام الله" تعطي صوتها للمبادرة الفرنسية، وهذه المبادرة نتاج لاجتماع دول غربية، تدور في فلك الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي إسرائيل، وقد قدمت ما يمكن اعتباره تمهيداً لطي القضية الفلسطينية مرة واحدة وللأبد، وفصائل فلسطينية عدة أصدرت بيانات ضد "مبادرة فرنسا" بينها الجبهتان الديمقراطية والشعبية، وهي لا تخرج عن "طبخة الحصى" التي تريد واشنطن وإسرائيل أن تلهينا وتخدرنا بها، بينما المفاوضات خلال ربع قرن أفضت إلى ضياع المزيد من الأرض.

• البعض يرى أنه منذ "الربيع العربي" تراجع اهتمام الأنظمة العربية بالقضية الفلسطينية؟

- الأنظمة العربية غير مهتمة بالقضية الفلسطينة، إلا بما يثبت كراسي الحكام، وهذا يقتضي التناغم مع إسرائيل والولايات المتحدة، لعلك لا تنسى حين اجتاحت إسرائيل لبنان وحاصرت بيروت أول عاصمة عربية بعد القدس، مدة تقترب من ثلاثة أشهر، فإن نظاماً عربياً واحداً لم يتحرك، بالرغم من أن الأنظمة التي كانت توصف بأنها عميلة للاستعمار، سنة 1948، هي التي أبدت اهتماماً ظاهرياً بالقضية وأرسلت جيوشها إلى فلسطين، للدفاع عن الشعب الفلسطيني.

• كيف ترى تعامل مصر مع مسألة فتح معبر "رفح"؟

- معبر "رفح" مسألة سيادة مصرية - فلسطينية، والرئيس الأسبق حسني مبارك كان يقول إننا أمام التزامات دولية بالنسبة للمعبر وهذا غير صحيح، فمصر غير ملتزمة لا حيال إسرائيل ولا أي جهة بخصوص المعبر، والقول بضرورة أن يأتي الحرس الرئاسي الفلسطيني للإشراف على المعبر، هذا ليس من شأن مصر ولا غيرها، وأعتقد أن النظام الليبي تغير خلال الخمسين سنة الأخيرة ثلاث مرات ومع ذلك لم تشترط مصر أن يوضع على حدودها جهة محددة، هذه ليست سوى ذريعة ونحن نرى على الفضائيات مرضى من الفلسطينيين يعانون ويموتون على الحدود ولا يسمح لهم بالدخول ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بـ"حماس" أو "فتح" أو الحرس الرئاسي.

• ما حقيقة التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل؟

- إسرائيل ترسل تعليمات إلى أجهزة الأمن الفلسطينية في "رام الله"، وهذه الأجهزة تنفِّذها وتلاحق الفدائيين وتعتقلهم وتعذبهم وقد مات بعضهم تحت التعذيب، أذكر هنا الشهيد عبدالحميد سرور، الذي قام بعملية فدائية في أبريل الماضي، وأفضى استشهاده إلى نشر علامات استفهام مثيرة حول من خلفه، فقام مسؤول الأمن الوقائي في الضفة الغربية، زياد هب الريح، بنفسه بإجراء تحقيقات مع 150 شاباً، انتهت إلى اكتشاف الخلية التي وقفت وراء عبدالحميد، وهذا ما كشفته القناة الثانية الإسرائيلية وهذا ليس تنسيقاً، فالتنسيق يتم بين طرفين صديقين وندين، أي أعطيه معلومات وينفذها، لا أن يرسل لي تعليمات فقط، فأذعن لها من طرف واحد.

• كيف تقرأ الاتفاق الإسرائيلي التركي بخصوص غزة؟

- الاتفاق ليس به جديد والمستقبل لن يحمل مفاجآت في العلاقة بين إسرائيل وتركيا، ولاحظ أن الخلاف الذي نشأ بين تركيا وإسرائيل منذ حادثة السفينة "المرمرة" اقتصر على الخطاب الإعلامي دون المواقف بدليل أن منسوب التجارة بين البلدين ارتفع وتركيا لا غنى لها عن العلاقة مع إسرائيل، التي تعد الطريق إلى قلب الاتحاد الأوروبي.

back to top