«يلا باي» على «مسرح مونو» بيروت مدينة كل الممكنات وباريس مدينة كل الفرص

نشر في 05-07-2016
آخر تحديث 05-07-2016 | 00:00
استضاف «مسرح مونو» في بيروت، في الأول والثاني والثالث من يوليو ثلاثة عروض لمسرحية «يلا باي» (أو بالفرنسية «الأسابيع الثلاثة التي أمضيتها في بيروت»)، تأليف وبطولة الفرنسية كليا بتروليسي واللبناني ريمون حصني، إدارة المخرج الفرنسي ستيفان اوليفييه بيسّون الذي قدّم مسرحية «كاليغولا» على مسرح «الاتينيه» في باريس.
المسرحية عبارة عن تقاطع بين قصتي ومصيرَي كل من الكاتبين-الممثلين: هو هاجر من بلده ليعيش في فرنسا هرباً من الحرب في لبنان، وهي اختارت أن تمضي عطلتها في بيروت. اختارت بيروت وليس برلين، وتحبّ المدن المدمرة، وبالنسبة اليها، بيروت هيمدينة كل الممكنات. أما هو، فباريس بالنسبة اليه هي مدينة الفرص، وبالتالي كل واحد يبحث عما لا يملكه.

ويؤدي المؤلفان أدوارا عدة في المسرحية. وسيتم نشر كتاب عن هذه المسرحية باللغتين العربية والفرنسية، بدعم من جمعية {بومارشي} التي تعنى بمساعدة الكتّاب المسرحيين الطالعين وتعمل على إبرازهم، والمنبثقة من جمعية الكتاب و المؤلفين المسرحيين.

كذلك ساهم في دعم هذا المشروع الفرنسي-اللبناني كل من وزارة السياحة اللبنانية و{مسرح أحياء إيفري} الفرنسي، و{مسرح مونو} وشركة 62 events للإنتاج.

ويتوقع أن يقدّم العرض لاحقاً في مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي. كذلك سيتم عرضه تلفزيونياً في فرنسا.

بيروت الساحرة

يذكر أن بيروت تشكل على الدوام مادة دسمة للمخرجين الأجانب فيستوحون منها أعمالهم الفنية وتكون في معظم الأحيان مشحونة بعاطفة تجاه هذه المدينة التي تجمع في قلبها كل التناقضات مع ذلك تتمتع بسحر خاص.

منذ القدم ولغاية اليوم، يحاول مخرجون أجانب اكتشاف سر هذه المدينة الكوسموبوليتية على شاطئ البحر المتوسط التي تغرق في وحول السياسة والمؤامرات ومع ذلك تنتفض من الماسأة وتستعيد صورتها البهية.

على مدى تاريخها شكلت بيروت نافذة للمخرجين الأجانب والكتاب ينطلقون من خلالها للتعرف على حضارات الشرق، وبما أن مجتمعها متعدد، يمكن ان يجد فيه المخرجون مفاتيح تخولهم سبر أغوار الحضارات والثقافات المحيطة به.

بيروت مدينة المستحيلات هكذا يعرف عنها مؤلفون أجانب فهي لا تنام، لا تستسلم، لا تتوقف عن النبض، وكأن الحياة ترفض أن تتركها وكأنها مرصودة لتبقى رسالة الحضارة وموطئ الحرف الذي شع منها إلى العالم، ولا عجب بعد ذلك أن يستوحي هؤلاء من طريقة الحياة فيها ومن نبضها بالثقافة والفن والمهرجانات، قصصهم ويعتبروتها نبعاً لا ينضب ثقافياً وفنياً...

back to top