«إف تي آي»: مخاوف عميقة من الآثار الاقتصادية لـ Brexit
توقعات بتدهور كبير للاقتصاد الأوروبي على المدى القريب... واحتواء الأضرار قائم
أعلنت شركة "إف تي آي كونسلتنغ، إنك" الاستشارية العالمية، وهي شركة استشارات أعمال عالمية تكرّس أنشطتها لمساعدة الشركات في حماية وتعزيز صافي قيمتها السوقية، أمس، عن نتائج استبيان أجرت من خلاله تقييماً لردود الفعل الفورية للمستثمرين المؤسسيين العالميين على نتائج الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي (المعروف بشكل غير رسمي باسم "بريكسيت") وتوقعاتهم الخاصة بآثاره على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والاقتصادات العالمية ومحافظهم الاستثمارية.وأشارت نتائج الاستبيان الذي استطلع آراء مجموعة تضم 100 مستثمر مؤسسي من جميع أنحاء العالم تناهز القيمة الاجمالية للأصول التي يديرونها 8 تريليونات دولار أميركي، إلى أن أغلبية قوية من المستثمرين يعتقدون أن اقتصادات المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي سوف تعاني الكثير من نتائج بريكسيت. الجدير بالذكر أن 67 في المئة من المشاركين في الاستبيان يعتقدون أن الاستفتاء سيؤدي إلى ركود اقتصادي، بينما يتوقع 98 في المئة منهم أوضاعاً اقتصادية أسوأ على المدى القريب. ورغم ذلك فإن هناك بعض التفاؤل فيما يتعلق بالآفاق الاقتصادية طويلة الأمد، إذ توقع 64 في المئة من المستثمرين تحسّن الأوضاع الاقتصادية في غضون خمس سنوات أو أكثر بعد خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق تعليقه على نتائج الاستبيان، قال إدوارد رايلي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاتصالات الاستراتيجية في شركة "اف تي آي كونسلتنغ": "تشير نتائج الاستبيان التي تم الإعلان عنها اليوم إلى وجود مخاوف كبيرة من تأثير نتائج بريكسيت على اقتصادات المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بصفة خاصة. وسوف يكون خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عملية تتدرَّج باستمرار وتكتنفها العديد من الملابسات المشكوك بها والتعقيدات التي سوف تترك آثاراً واسعة النطاق على نشاط الأسواق المالية وقرارت أعمال الشركات الكبيرة والجدل السياسي في العديد من مراكز السيادة القضائية. ونحن ننصح عملاءنا بالاطلاع الدائم على تطورات هذه القضية والتصرف بحذر في ضبط أوضاع شركاتهم بما يتناسب مع متغيِّرات قوى السوق".وأشارت نتائج الاستبيان أيضاً إلى أن المستثمرين المؤسسيين العالميين قلقون بصفة خاصة من تأثير بريكسيت على إجمالي اقتصادات دول منطقة اليورو، لكنها توقعت أن ينحصر تأثير أضرارها الاقتصادية على دول الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير. من جانبه قال دان هيلي، المدير التنفيذي ورئيس دائرة ممارسات البحوث والاستشارات الاستراتيجية في شركة "اف تي آي كونسلتنغ": "أشار المشاركون في الاستبيان إلى أن فرنسا ستواجه على الأرجح تداعيات مالية فورية حيث توقع 71 في المئة منهم تعرض الاقتصاد الفرنسي لأضرار نتيجة بريكسيت. وتواكب هذه النتيجة عن كثب المشاعر الإجمالية للمشاركين في الاستبيان تجاه اقتصاد منطقة اليورو، حيث توقع 78 في المئة من المستثمرين المؤسسيين تراجعاً اقتصادياً أوسع نطاقاً في جميع دول أوروبا الغربية. من ناحية أخرى، توقع 4 في المئة فقط منهم أن يضر بريكسيت باقتصادات دول أميركا الشمالية".واشتملت النتائج الرئيسية الأخرى للاستبيان على ما يلي:• يشعر أغلب المستثمرين المؤسسيين العالميين (56 في المئة) بالقلق من تعَذُّر دخول المملكة المتحدة إلى السوق المشتركة للاتحاد الأوروبي. لكن هذا القلق يشوبه الكثير من التفاؤل، حيث رجَّح 58 في المئة من المشاركين أن تنجح المملكة المتحدة في المحصلة النهائية للمفاوضات التي سوف تجري بهذا الخصوص في الحصول على حق دخول تلك السوق.• أعرب 7 من كل 10 مشاركين عن ترجيحهم أن يؤدي انخفاض أسعار صرف الجنيه الاسترليني إلى ازدياد نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في أوساط الشركات المدرجة أسهمها للتداول في أسواق المملكة المتحدة، بينما أكد أغلبية المشاركين (55 في المئة) أنهم يتابعون عن كثب أسواق الدمج والاستحواذ في المملكة المتحدة. وعلى الصعيد القطاعي، أشار المشاركون إلى أنهم يركزون اهتمامهم بشكل أكبر على الشركات الصناعية (57 في المئة)، والشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية (48 في المئة)، وشركات الرعاية الصحية (45 في المئة).• بينما أشار 25 في المئة فقط من المشاركين إلى أنهم سيستفيدون من بريكسيت، أكد أغلبهم (63 في المئة) إلى أنهم لن يتعرَّضوا سوى لأضرار طفيفة بسببها.• بينما أوضح نحو 8 من كل 10 مشاركين أنهم يقومون بإعادة هيكلة محافظهم الاستثمارية كي تتكيَّف مع عواقب استفتاء بريكسيت، أشار نحو نصفهم إلى أنهم يسعون لحماية استثماراتهم.