«مخابرات ومخدرات»... علاقات سيئة السمعة (الأخيرة)

بنات العم... سلاح الصهيونية السري

نشر في 05-07-2016
آخر تحديث 05-07-2016 | 00:05
لم تكتف إسرائيل بخطوط تهريب المخدرات إلى مصر وغيرها من دول العالم العربي، بل عملت على تفعيل سلاح آخر لا يقل خطورة لاختراق المجتمعات العربية، مجندةً بنات العم من الإسرائيليات اللاتي تعود أصولهن إلى بلاد عربية، لنشر قيم لاأخلاقية سعياً إلى تدمير العرب من داخل البيت، وذلك عبر نشر المخدرات والرذيلة بين شباب العرب. وبدأت تظهر على السطح جرائم غريبة لم تكن معروفة في المجتمع المصري قبل توقيع معاهدة السلام عام 1979، التي بدأ في إثرها تغلغل السم الإسرائيلي في الجسد المصري.
لم تكتف إسرائيل بسلاح المخدرات ونشر الأمراض المزمنة في الجسد العربي لإضعاف شعوب المنطقة، بل عملت على استخدام الأسلحة المتاحة كافة بغض النظر عن مدى شرعيتها، ولم تتورع عن تفعيلها من دون اعتبار لمدى أخلاقيتها، فالكيان الصهيوني كان ولا يزال يؤمن بالمبدأ الميكافيلي القائل إن الغاية تبرر الوسيلة. لذلك لم يكن غريباً أن يستخدم سلاح الدعارة والجنس في محاولة لتدمير شعوب المنطقة، بالتوازي مع عمليات توزيع المخدرات التي أثبتت التقارير الإسرائيلية ذاتها أن الكيان الصهيوني تحول إلى أحد أكبر رعاة هذه التجارة القذرة في العالم العربي، إذ استخدم بنات العم السامي في عمليات استخباراتية في العالم بهدف جمع المعلومات ونشر المخدرات والدعارة.

العقلية الإسرائيلية لم تنس القصة الأسطورية العبرية عن شمشون الجبار الذي لم يقدر عليه الأعداء، إلا عبر الراقصة دليلة، التي استطاعت أن تتسلل إلى فراش البطل الجبار وتجرده من سر قوته، حتى سقط في يد الأعداء فريسة سهلة، قبل أن يدمر المعبد على رأسه ورأس أعدائه. وعت العقلية الإسرائيلية الدرس وبدأت منذ ظهور الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تفعيل سلاح النساء بجوار سلاح المخدرات كطريق سريع لاختراق المجتمعات العربية.

منذ القدم أدت المرأة أدواراً جوهرية في لعبة التجسس، لما لها من تأثير عاطفي على إيقاع المستهدفين المراد اصطيادهم، أو السيطرة عليهم، والحصول على معلومات منهم، عن طريق الخدعة عندما يكونون في أحضان امرأة فاتنة متمكنة من أدواتها. وتزخر كتب التاريخ بكثير من القصص لرجال فقدوا عقولهم أمام إغراء فراش المتعة ليفقدوا شرفهم ويكشفوا أسرارهم وأسرار أوطانهم، وتباح أخطر المعلومات ويتغير مسار التاريخ.

لم يكن غريباً على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن تعتمد على الدعارة والجنس بجوار المخدرات، فهي من أول الأجهزة التي اعتمدت على هذه الأسلحة القذرة. فالموساد يعتمد على المرأة بشدة في القيام بعمليات التجسس، واصطياد الشخصيات البارزة والمسؤولين الكبار من خلال استخدام الرذيلة والإغراء، ويطلق على مجنداته لقب «سلاح النساء التجسسي». وكي يتمكّن من اختراق المجتمعات العربية، تم تجنيد الفتيات اليهوديات القادمات من المجتمعات العربية، لأنهن أقرب شبهاً بالفتيات العرب، ولديهن معرفة بالعربية، ما يجعل عملية زرعهن في الدول العربية أيسر وأسهل على الكيان الصهيوني.

معظم ما نعرفه عن نشاط فتيات الهوى الإسرائيلي أوردته تقارير ومذكرات العميلة الإسرائيلية، جوزلين بايني.

تم الكشف عن جزء من التقارير بعد اختفاء العميلة في ظروف غامضة، والتي تؤكد أن 20 في المئة من عناصر الموساد نساء متخصصات في الاختراق، ويستطعن العمل في الدول شديدة الخطورة والأكثر عدائية من دون إثارة الشكوك.

وبحسب «بايني»، فإن إسرائيل زرعت بعض النساء في عدد من البلدان العربية لإغراء الرجال العرب، بهدف الحصول على معلومات استخباراتية والحصول على تقارير مفصلة عن تكوين المجتمعات العربية من الداخل، وتم تركيز جهودهن على نشر المخدرات بطرائق خفية بين أوساط هؤلاء الذين غرقوا في الملذات، لأجل تدمير مجتمعات العرب من الداخل.

وقالت نائبة رئيس الموساد، عليزا ماجين، إن ثمة وحدتين خاصتين داخل الموساد هما: «وحدة كيشت» التي تتخصص في اقتحام المكاتب في جميع أرجاء العالم لتصوير المستندات المهمة، وزرع أجهزة التنصت في مساكن أو مكاتب شخصيات مهمة، للحصول على معلومات تنفع إسرائيل، ووحدة خاصة تحمل اسم «يديد» مهمتها حراسة ضباط الموساد في أوروبا وأميركا أثناء مقابلاتهم في أماكن سرية مع عملائهم في دول مختلفة. وأضافت أن الوحدتين وظفتا كثيراً من العناصر النسائية.

وأكدت ماجين أن تأهيل النساء للعمل كضابطات في هذا الجهاز يستهدف في المقام الأول جمع المعلومات خارج إسرائيل، نشاط تصفه بأنه أهم وظيفة في الموساد الإسرائيلي، قائلة: «تتزايد خطورة الجاسوسة الإسرائيلية إذا علمنا أنها لن تقدم نفسها أبداً على أنها إسرائيلية»، ولذلك فإن الموساد جند النساء اللواتي ولدن وعشن لسنوات طويلة في الدول العربية قبل الهجرة إلى إسرائيل، لأنهن يتكلمن لغة البلاد التي جئن منها بوصفها لغتهن الأم. وقبل أن يتم اعتماد امرأة لتكون عميلة للموساد، يجب أن توقع على تعهد بأنها لن تتزوج خلال خمس سنوات من تاريخ التحاقها بالجهاز.

العميلة سندي

رغم أن نائبة رئيس الموساد تزعم أن فتيات الموساد لا يقمن علاقات جنسية مع الرجال المرشحين للوقوع في المصيدة، وأنه يتم توفير فتيات آخريات لهذا الغرض»، فإن حكاية سندي توحي بغير ذلك. الأخيرة هي أشهر عميلة في تاريخ الموساد، واسمها الحقيقي شيرلي بن رطوف، كلفها الموساد بالإيقاع بالرجل الذي كشف لأول مرة أسرار إسرائيل الذرية، وهو الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو، الذي كان يعمل في مفاعل «ديمونا» الذري في جنوب إسرائيل، وسرب معلومات إلى الصحافة الغربية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكيان الصهيوني يملك مشروعاً نووياً ضخماً لأغراض عسكرية.

وبعد هرب فعنونو إلى لندن بعدما كشف للعالم حقيقة المشروع النووي الإسرائيلي، ونوايا الكيان الصهيوني التدميرية، تعرف إلى فتاة عرفت عن نفسها بأنها سائحة أميركية تدعى «سندي»، لم تكن في الحقيقة إلا العميلة الإسرائيلية شيرلي بن رطوف. ونجحت في استدراجه للوقوع في شباكها بعدما عبرت له عن عدائها للسياسة الإسرائيلية ضد العرب، لينخرط معها في علاقة خاصة، انتهت باصطحابه إلى مدينة روما الإيطالية، حيث سلمته إلى رجال الموساد الذين نقلوه إلى تل أبيب، حيث حوكم بتهمة الخيانة العظمى وإفشاء أسرار عسكرية وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 18 سنة.

الأمير الأحمر

لم تكن قضية فعنونو فريدة من نوعها. ذات يوم، اعتقلت الشرطة المحلية في بلدة «ليل هامر» بالنرويج عميلتين للموساد بعد أن استدرجتا مع مجموعة من رجال الجهاز وقتلتا المغربي أحمد بوشيكي، لاعتقاد الموساد أنه المسؤول الفلسطيني علي حسن سلامة، والذي تولى قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم، وكبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة، بحسب ما ذكر الدكتور سمير قديح في دراسته عن نشاط نساء المخابرات الإسرائيلية.

ولما كان هذا المسؤول الفلسطيني صيداً ثميناً نظراً إلى دوره الخطير في منظمة «فتح» فقد تقرر اغتياله بأي ثمن وبأية وسيلة، ولم تفلح في القيام بهذه المهمة سوى عميلة للموساد تدعى أريكا تشيمبرس، من مواليد عام 1948، وهي يهودية من أصول بريطانية هاجرت في وقت لاحق إلى إسرائيل. انتحلت أريكا شخصية خبيرة اجتماعية تشارك في شؤون الإغاثة الإنسانية، وعملت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، واستطاعت في النهاية اغتيال علي حسن سلامة، وكانت رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير تلقبه بـ«الأمير الأحمر»، وكانت تلك هي المهمة الأولى والأخيرة للعميلة أريكا في الموساد.

خطة مزدوجة

اعترفت التقارير الاستخباراتية والصحف الإسرائيلية أكثر من مرة بأن الموساد لم يكتف بتجنيد النساء في عمليات استخباراتية، بل عمل على استخدامهن في نشر المخدرات عبر عدد من الدول العربية بما فيها مصر، خصوصاً أن العناصر النسائية أقل إثارة للانتباه والشك. بل إن قدرتهن على تهريب المخدرات أكبر، لذلك تنوعت العمليات التي قادتها نساء الموساد لاختراق المجتمع المصري على أكثر من مستوى سواء بنشر الرذيلة أو بتغييب العقول أو تجنيد الشباب بعد خداعهم بأمور ومغريات كثيرة، أو بالعمل على هدم قيم المجتمع من الداخل، وهي مهام كانت لها ظلال على أرض الواقع. فلا يمكن تفسير الجرائم الغريبة التي بدأت تظهر في المجتمع المصري المعروف بنزعته المسالمة، وراحت تطالعنا الصحف القاهرية بصفة مستمرة بتفاصيل جرائم بشعة لم يعرفها المجتمع المصري قبل توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979.

أحد نماذج هذه الجرائم الغريبة التي بدأت تظهر في المجتمع المصري بعد انتشار المخدرات، جريمة سونيا عبد الكريم، وهي امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها، نشأت في قرية «قصاصين الشرق»، مركز الحسينية في محافظة الشرقية، وعرفت بجمالها اللافت الذي جعلها محط أنظار جميع شباب القرية، قبل أن تقرر الزواج من تاجر المخدرات محمد إبراهيم الذي يكبرها بـ12 عاماً. بعدما أغراها بسحر المال، رحبت به عريساً لها، ولم تسأله من أين يأتي بالمخدرات رغم حديث البعض عن أنه يتعامل مع مهربين إسرائيليين.

عندما تزوجت سونيا وذهبت إلى بيت الزوجية الفخم، أدركت حجم المأزق الذي سقطت فيه، فزوجها تاجر المخدرات المليونير، كان مدمناً جميع أنواع المخدرات بداية من الحشيش وليس انتهاء بالكوكايين والهيروين، تركته المخدرات عنيناً لا يقدر على ممارسة واجباته الزوجية، ولم تنجح محاولات زوجته الشابة في إثارته، فتملكها الحزن، ومع وفرة المال تحت يدها بدأت تفكر في البديل.

لم يكن البديل إلا الأخ الأصغر لزوجها، ممدوح صاحب 22 عاماً، شاب في مقتبل العمل ينفجر بهرمونات الذكورة، كانت في عينيه جراءة وقحة في نظرته إلى زوج أخيه، ولم ينكر رغبته، خصوصاً أنه كان يعرف ظروف أخيه. لكن المفاجأة تمثلت في نظرة القبول التي قابلته بها سونيا. لم تحترم زوجها، وتعودت على المال الحرام، فقررت أن تمارس الحياة على هواها. سقطت في بئر الخيانة مع ممدوح شقيق زوجها، وعوضت رغبتها بعيداً عن أعين الزوج المغفل، والذي لم يكن يفيق من أثر المخدر إلا لسويعات قليلة يجري فيها صفقات المخدرات ثم يعود إلى غيبوبته تاركاً زوجته مع شقيقه وبينهما الخطيئة.

كان ممدوح وسونيا يتعاطيان المخدرات ولكن بجرعات أخف من زوجها محمد، لكن مع الوقت بدأت المخدرات وخصوصاً الهيروين في السيطرة عليهما والتلاعب بهما، مرة بعد أخرى، حتى أدمنا المخدر القوي الذي بدأ يتلاعب بعقولهما، وقررا التخلص من محمد لأسباب عدة: رأى شقيقه ممدوح أنه عقبة أمام مطامعه في السيطرة على تجارة المخدرات كلها، وأن رحيله سيجعل علاقته هو بسونيا رسمية. أما هي فكانت تبغض زوجها من كل قلبها بعدما تزوجها على الورق فقط، لذلك لم يجد العشيقان أي صعوبة في الاتفاق على تفاصيل الجريمة البشعة.

خيانة مزدوجة
دست سونيا لزوجها خمسة غرامات كاملة من الهيروين، في كوب من اللبن الساخن، بحجة أن اللبن سيساعده على النوم الهادئ، فلما شربه الزوج، وغرق في سبات «الموت»، ضاجعها شقيقه على سبيل المكافأة والاحتفال بالقرب عن الجثة. لكن سونيا خافت أن يعود زوجها إلى الحياة، فيحرمها من تحقيق أهدافها مع شقيقه ممدوح، فقامت إلى جثة زوجها وخنقته. كان محمد مات، لكنها رغبة الانتقام والجنون التي تملكتها هي من تتحرك الآن، لذلك لم تكتف بسمه وخنقه بل عمدت إلى بلطة حديد وانهالت بها على رأسه حتى هشمتها تماماً. لم تهدأ إلا بعد أن ضمها ممدوح إلى صدره بشدة. ناولته تذكرة الهيروين، وغاب معها في قبلة طويلة. ثم ناولته الساطور فراح يمزق به جسد شقيقه إلى أشلاء، وضعها في جوال من الخيش، ثم حمله وفي أحد حقول الذرة احتفل القاتلان بممارسة الجنس وتركا الجوال في وسط الحقل.

يوماً بعد يوم، خرجت الرائحة الكريهة التي حيرت أهالي القرية، وظلت تنبعث من حقل «الذرة»، قبل أن يتلقى مدير أمن محافظة الشرقية، اللواء محمد عبد الرؤوف غنيمة، بلاغاً بالعثور على أشلاء جثة مشوهة، في أحد حقول الذرة بقرية «قصاصين الشرق»، التابعة للمحافظة. وبصعوبة بالغة تعرف أهالي القرية إلى صاحب الأشلاء، هو محمد إبراهيم أكبر تجار المخدرات في القرية، الذي عادة ما يختفي لأسابيع في عمليات شراء المخدرات التي قيل إنه يجلبها من مهربين إسرائيليين يلتقيهم على الحدود بين مصر والكيان الصهيوني.

انكشفت الجريمة البشعة سريعاً، وسقطت الزوجة الخائنة وانكشف الأخ الغدار، كان الكشف عن بشاعة الجريمة سبباً في ذهول أهالي القرية الذين لم يتوقعوا أن يكون ثمة من يضم مثل هذه الأخلاق المشوهة بين ظهرانيهم. لكن النفوس التي تركت نفسها للمخدرات كان من الطبيعي أن تسقط سريعاً في هوة التردي والضياع. لم يكن مستغرباً أن تفتح المخدرات بعد أن غيبت العقل وأماتت الضمير باب الشهوات وتدمر كل العلاقات الإنسانية السوية في طريقها، علاقات الزواج والأخوة والشرف وكل ما يمت إلى منظومة الأخلاق بصلة.

بدأت تحقيقات النيابة فور اكتشاف الحادث، وكان إصدار الحكم متوقعاً أن يأتي سريعاً، خصوصاً أن فجاعة الحادث خلقت إرادة مجتمعية للتخلص من هذه العناصر ذات النفوس المريضة، لا سيما من سونيا التي كشفت عن جوانب بشعة من الجانب المظلم للنفس البشرية، وهو ما عبر عنه مساعد وزير الداخلية، اللواء عبد الواحد إسماعيل، قائلاً إن المرأة في وضعها الطبيعي لا تقتل، لكنها إذا أدمنت المخدرات أو أصبحت أسيرة للجنس، من دون أن تجد المال أو المخدرات أو الشخص الذي يشبع هذه الاحتياجات المريضة، تتحول إلى وحش كاسر لا يعرف الرحمة، كما نجد في حالة سونيا التي كشفت عن رغبة مجنونة في قتل زوجها بكل الوسائل المتاحة تحت يدها.

لم تحصل سونيا وعشيقها على أي تعاطف من هيئة المحاكمة أو محامي الادعاء، الذي قال في مرافعة تاريخية: «سيدي القاضي، أطالب بالإعدام شنقاً للخائنة، توكل على الله الذي شرع حد الزنا وحد القصاص. أما ذلك الشقيق العشيق، الذي غيبته المخدرات، وسلبت منه معنى الأخوة، فهتك عرض شقيقه، وقتله بنفس السم الذي كان يقتل به أهله وعشيرته، فتلك هي سخرية زمن الامتهان، والتبعية، والغثيان، والركوع لأجل المال، ذلك الزمن الذي ما زلنا ندفن فيه رؤوسنا في الرمال، لندمر به أنفسنا، بأنفسنا». لم تكذب هيئة المحاكمة خبراً وحكمت استناداً إلى قوة الأدلة بالإعدام شنقاً على الخائنة وعشيقها.

عميلة الموساد أريكا تشيمبرس نجحت في مهمة اغتيال علي حسن سلامة

«سندي» صهيونية أسقطت فعنونو بعد كشفه حقيقة المشروع النووي لإسرائيل

«الموساد» جندت النساء في عمليات نشر المخدرات عبر الدول العربية
back to top