في الحلقة الثالثة والأخيرة، يتحدث النجم الكويتي محمد المنصور عن عادة لم تنقطع حتى اليوم، وهي التجمع العائلي في منزله كل يوم ثلاثاء من الأسبوع، ويقول عن والديه، رحمهما الله، انهما في غاية الذوق، فقد بدآ الإنجاب ببنت، وانتهيا بأخرى، يتوسطهما خمسة ذكور.ولفت المنصور إلى أن المسلسل التلفزيوني "الحدباء"، وهو من النوع البوليسي، وفيه مسحة من الرعب، قد أحدث نقلة مهمة في مسيرته، وأسهم في شهرته إلى جانب الفنانة القديرة حياة الفهد، مشيراً إلى أن شخصية الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) في مسلسل "أسد الجزيرة"، هي من أهم أدواره التي جسدها على الشاشة. واعتبر المنصور مسرحيتي "علي جناح التبريزي وتابعه قفه" تأليف ألفريد فرج، وإخراج صقر الرشود، و"حفلة على الخازوق" تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج الرشود أيضاً، من أهم أعماله المسرحية.
● ماذا عن أول عمل تلفزيوني قدمك للجمهور؟- مسلسل "الحدباء" من إخراج محمد شرابي، أحد الأعمال البوليسية الجميلة، وفيه مسحة من الرعب، عرض في أواخر الستينيات، وحقق نجاحاً من حيث متابعة الناس، وهذا العمل أحدث نقلة مهمة في مسيرتنا الفنية، وكان العمل حينما يقدم يجلس الجميع في منازلهم لمشاهدة أحداث هذا المسلسل المليء بالغموض والاسرار والمفاجآت، ومن خلال هذا العمل عرفت واشتهرت، وهكذا الامر بالنسبة للفنانة حياة الفهد التي أدت دور "الحدباء". وقال المنصور إنه اجتمع مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، في عملين، الأول: المسلسل التلفزيوني "أجلح وأملح"، وكان من المسلسلات الناجحة باللونين الأبيض والأسود، والثاني مسرحية "عزوبي السالمية"، التي نالت نجاحاً كبيراً، وكان معهما الفنانان الكبيران: سعاد عبدالله ومحمد جابر... وإليكم التفاصيل:مبارك الكبير
● ما أهم شخصية مثلتها على الشاشة؟- شخصية مبارك الصباح (مبارك الكبير)، في مسلسل "أسد الجزيرة"، هي أهم ما قدمت من الشخصيات، ولم أجسد هذه الشخصية إلا بعد أن حصلت على الموافقات الرسمية الكاملة، ولكن سارت الأمور بشكل مختلف، ولم يعرض العمل.ما أهم أعمالك المسرحية؟- "علي جناح التبريزي وتابعه قفه"، تأليف ألفريد فرج، وإخراج صقر الرشود، و"حفلة على الخازوق"، من تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج الرشود أيضاً.المسرح الأهلي
● كيف أنشئ المسرح الأهلي؟- كوّن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في زمن الراحل عبدالعزيز حسين، فرقة مسرحية تحت مسمى (فرقة المسرح الأهلي)، وتم اختيار مسرحية "علي جناح التبريزي وتابعه قفه" للكاتب المصري المبدع ألفريد فرج، وإخراج صقر الرشود، وضمت الفرقة عناصر تمثل الفرق المسرحية الأربع، وكنا بمنزلة المنتخب، وقد كانت في الدول العربية صيغ لما يسمى بالمسرح القومي، سواء في مصر أو سورية أو العراق، ولكننا قدمنا خطوة جديدة في التعامل مع العمل المسرحي القومي، من خلال هذه الفرقة، التي جمعت نجوم الكويت من خلال نص عربي ثري في طروحاته ومعانيه، ومعالجة مسرحية شكلت نقلة في المسرح في الكويت والعالم العربي.● كيف كانت الاستعدادات؟- لقد أجرينا البروفات في 28 يوماً، وكنا نواصل الليل بالنهار، وكانت معنا مجاميع كثيرة، وكنا نبدأ من الثامنة ليلا حتى الثامنة صباحا، وبلياقة عالية، من أجل إنجاز هذه التجربة الفنية، التي أصبحت لاحقاً علاقة خالدة في تاريخ المسرح في الكويت والعالم العربي.أصداء إيجابية
● كيف كانت أصداء العرض؟- قدمنا العرض الأول في مهرجان دمشق المسرحي، على مسرح الحمراء، وحصدنا الجائزة الأولى، وكذلك الإقبال الجماهيري الكبير، إضافة إلى الكتابات النقدية الإيجابية، وقد حملنا نجوم المسرح الجامعي في سورية على أكتفاهم من مسرح الحمراء إلى فندق الشرق، بعد العرض.● ماذا قال النقاد في الجلسة النقاشية؟- تحولت الجلسة النقدية الصباحية التي شارك بها أهم نقاد المسرح في العالم العربي إلى جلسة إطراء وإشادة وتبشير بالمسرح الكويتي وكوادره، اعتبارا من المخرج صقر الرشود، الى بقية عناصر الفرقة، وقد شددوا على فضاء الحرية، وأيضاً الجرأة، وهذا ما نلمسه دائماً في عروض المسرح الكويتي. ●لماذا نجحت في النسخة الكويتية؟- قدمت أكثر من دولة عربية هذا النص، سواء في مصر أو غيرها، لكنها لم تنجح كما قدمناها نحن، إذ تم اختصار وحذف بعض المشاهد، كما أدخل صقر الرشود الفن الشعبي، وحصدت نجاحاً كبيراً، وكان كاتبها ألفريد فرج سعيداً بها جداً، وافتخر بهذه النسخة الكويتية، وأخذها بعد تصويرها، وطاف بها الكثير من المهرجانات.فرقة العميري والديكان
● كيف تقيّم مشاركة فرقة العميري؟- كانت معنا فرقة العميري للفنون الشعبية، ومعهم الموسيقار غنام الديكان، ونجم العميري، وهذا ما أسهم في مزج ما هو شعبي بما هو عربي، ومنح العمل خصوصية عالية، وكان جميع الفنانين بعد العرض يرددون الأغنيات الشعبية، التي كانت "العميري" تشدو بها في المسرحية، علما بأن أعضاء الفرقة يشاركون لأول مرة في عرض مسرحي، وتحولوا إلى جزء من العرض المسرحي، وتم إدخال الموروث الشعبي ليمتزج بكيان وصلب العرض.● لماذا نفتقد الأعمال الجميلة التي كانت تقدم في الماضي؟- في الماضي، كان الفنان يسعى إلى إعلاء اسم الكويت والمسرح الذي ينتمي إليه، بصدق واحترام وتقدير، وإن كان الأجر المادي بسيطاً، وكانت المنافسة شريفة بين المسارح الأهلية الأربعة (العربي، الشعبي، الخليج، الكويتي)، وعندما تجري أي فرقة تدريباتها على مسرحية جديدة نحضر بروفاتها، ونتعاون بمحبة في تقديم مقترحات في مصلحة العمل، وكان مبدأ إعارة الفنانين بين الفرق سارياً.● كيف كان الإقبال آنذاك؟- كان ممتازا، والصالة ممتلئة على الدوام، وكنا نقدم عروضنا طوال أيام الأسبوع، ولطالما استمتعنا بعطاءاتنا المختلفة في العمل المسرحي، إضافة إلى أن صاحب القرار هو من يدعمك ويساندك ويشجعك ويمدك بالأفكار ويحضر عملك.حرية الكلمة● ما الذي يميّز المسرح الكويتي؟- يتميز بجرأة الطرح، وحرية الكلمة الراقية المكتوبة.● كيف تقيّم مشاركاتكم الخارجية؟- دخلنا في منافسات مع الأقطار العربية في المهرجانات، سواء في مصر أو المغرب أو تونس أو بغداد أو دمشق، ويحظى العرض الكويتي بإقبال جماهيري يفوق عدد المقاعد، ولشدة اندفاع الناس يتحطم زجاج المسرح، وكانوا يفترشون درج الصالة.عملان مع عبدالحسين
● ما أعمالك مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا؟- شاركت إلى جانب بوعدنان بعملين فقط، الأول المسلسل التلفزيوني "أجلح وأملح"، وكان من المسلسلات الناجحة باللونين الأبيض والأسود، والثاني مسرحية "عزوبي السالمية"، التي نالت نجاحاً كبيراً، وكان معنا في العمل سعاد عبدالله، ومحمد جابر.● متى ستنفذ مسلسل "أبوالذهب"؟- أجلنا التصوير إلى مرحلة لاحقة، ويتميز المسلسل بطابع كوميدي، لأن المسلسلات تعتمد، في أغلبيتها، على مشاهد الضرب والبكاء والنواح، التي قدمها شقيقي المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور، ومنذ فترة طويلة، وصارت موضة يتبعها الجميع، ولا يسعني القول هنا إلا المثل الكويتي المعروف "من طق طبله قال أنا قبله".● من أبرز المشاركين فيه؟- سعد الفرج، ومريم الصالح، ومحمد جابر، من الكويت، وسناء يونس وشقيقتها وعد من السعودية، والسورية سوزان نجم الدين (ضيفة شرف)، وعلي مهدي من السودان، وسيعرض على شاشات تلفزيون الكويت والسودان وقطر.زيارة فلسطين
● ما شعورك عندما وطأت قدماك أرض فلسطين؟- شعوري في فلسطين، هو شعور ابن بين أسرته، بعد غياب، فنحن تربينا وترعرعنا مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في أرضنا وأرضهم الكويت، منبع الثقافة والحرية، وكانت سعادتي لا توصف، عندما حرصت على الذهاب إلى المسجد الأقصى، لكي أصلي فيه، بعد أن أجريت اتصالاتي، لتمكيننا من عبور الحاجز الإسرائيلي.● ما سبب زيارتك آنذاك؟- كانت الكويت ضيفة شرف معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، وسافرت مع الوفد الكويتي، وشاركت في محاضرة عن الحركة المسرحية العربية، وتحدثت عن الأستاذ محمود نجم ضمن مدرسي البعثة الفلسطينية، ودوره البارز في المسرح المدرسي بالكويت، حيث قدّم مسرحية "عمر بن الخطاب في الجاهلية والإسلام"، وعرضت على ساحة المدرسة المباركية في 7 يونيو 1939، وهي من تمثيله وإخراجه، وكان معه في التمثيل الرائد الشامل الراحل حمد الرجيب.● ما العادة التي لم تنقطع؟- نجتمع كل يوم ثلاثاء في منزلي، مع شقيقتي الكبرى -شفاها الله- والصغرى، فوالدي ووالدتي، رحمهما الله، كانا "ذوق جداً" بدآ بإنجاب بنت وختما ببنت، وتركا خمسة شباب في الوسط، وأحرص على هذه العادة الأسبوعية معهما وبقية العائلة، من أبناء عمومتي وخالتي.«النوير» أسسها لإبراز مواهب ذوي الاحتياجات
أسس الفنان القدير جمعية "النوير" التي تعنى بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يملكون مواهب فنية أو ثقافية، ولا يجدون الظروف الملائمة لإبراز مواهبهم، وتنمية إبداعاتهم، في مجالات التمثيل والشعر والغناء والفن التشكيلي، وغيرها من الفنون، معرباً عن سعادته بدعم وتشجيع محافظ الأحمدي لفكرة إنشاء الجمعية، آملا في دعم باقي المحافظات لأنشطة وبرامج الجمعية، خصوصا أنها ستوجد في كل دول مجلس التعاون الخليجي. وشدد المنصور على أن دعم أبنائنا الموهوبين من المعاقين يخرجهم من حالة التقوقع التي قد تصيبهم، نظراً لعدم وجود جهة أو مؤسسة تمد يد العون لهم وتكتشف مواهبهم وتنمي قدراتهم، لذا هناك دعم كبير من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، سواء في الكويت أو في باقي دول المجلس لفكرة جمعية النوير، ونثق بأن أفكارنا وقدراتنا ستتلاقى مع إمكانات المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص ورموز العمل الخيري والإنساني، لتحقيق أهدافنا وخدمة أبنائنا المعاقين بوجه عام. وأشار المنصور إلى أن الجمعية تستهدف فئات مختلفة من ذوي الإعاقة، موضحا أن برامجها وفعالياتها ستتواصل طوال العام، وسيكون هناك تعاون مع وزارة التربية، بحيث يتم استغلال قاعة إحدى المدارس في كل محافظة، للاستعداد لمهرجان سنوي، يقام تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد، لعرض إبداعاتهم وأنشطتهم، التي تم التجهيز لها طوال العام، مشيراً إلى أن عائد هذا المهرجان سيوزع بين المشاركين بالتساوي، إضافة إلى أن كلا منهم سيحصل على مكافأة شهرية.