ترانيم أعرابي: تمتمات دنياي
![عبدالرحمن محمد الإبراهيم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464721320315559800/1464721330000/1280x960.jpg)
وتعلمت من دنياي أن المرء الناجح دائماً ما يُسخر من أفكاره ومبادئه، لأن من حوله لا يستشعرون قيمة ما يطرحه عليهم، فإما يتجاهلونه ويسفهونه، وإما يحبطون من عزائمه ويحاولون تقطيع حبال صبره وجلده حتى يسقط من جانب الجبل إلى وادي البلادة واللامبالاة، وإما أن يجد فئة قليلة تشد من أزره وتناصره، ولكن أعدادهم قليلة وأصواتهم ضعيفة لا تعلو على صوت المحبطين ونحن فقط من يسمعها.وعلمتني دنياي أن المال مهم وضروري، لكنه ليس الأساس الأول في الحياة، فكم ممن يملكون المال يبخلون به على من يحبون بسبب خوفهم من ضياعه وعدم اقتناعهم بصرفه، فالمال الموجود لدى أحدنا هو بمثابة كنوز قارون لأنه متى ما اقتنعنا بما عندنا سرّنا ما سيأتينا على قلته.علمتني دنياي أيضاً أن الله عظيم برحمته، حليم بعفوه، كريم برزقه، فلا تحصر حياتك في ذنب اقترفته أو إثم اكتسبته بل سارع بالتوبة وكن على ثقة بأن الله لن ينساك.ودرست في مدرسة دنياي أن همومنا وأحزاننا تسيّر في الغالب حياتنا، وقد نحاول التغلب عليها بالحلم والصبر ورؤية المواقف بالصورة الإيجابية، ولكننا نفشل لأننا ربطنا نجاحنا بتقبل الطرف الآخر لنا؟!وتعلمت من دنياي أنه في أحايين كثيرة تكمن المشكلة فيمن حولنا لا في أنفسنا الطموحة، وهذه الظروف ليس لنا عليها إرادة ولا يمكننا تغييرها، ولكن يجب أن نعي أنه ليس من أراد لك الخير فأخطأ كمن أراد لك الشر فأصاب! فلنعط كل ذي حق حقه ولنمض في طريقنا. علمتني الحياة أيضاً أن العسر يتبعه اليسر، وأن لكل ضيق فرجاً، ولكل همٍ مخرجاً، وأن العسر يمكننا أن نحوله إلى أمر نستفيد منه ونطور من خلاله الأخطاء الموجودة فينا.رأيت في دنياي مواقف كثيرة أقنعتني أن مجتمعاتنا العربية مجتمعات في غالبها تتخذ من حوار الطرشان أساساً في الحوار، فقل أنت ما تريد، وسأقول أنا ما أريد، وليفعل كل واحد منا ما يشاء وما يريد.علمتني دنياي أن الحياة فيها أبواب كثيرة لا تحصى، ولكننا نغلق أعيننا عن تلك الأبواب أملاً في فتح الباب الذي نقف أمامه!!علمتني دنياي أموراً كثيرة لو جلست أعددها ما فرغت أبداً، ولن تستطيع المقالة حملها.
شوارد:
"أعلم أن الدنيا كلها وأحوالها (عند الشارع) مطية للآخرة، ومن فقد المطية فقد الوصول"ابن خلدون