كما كان متوقعاً، بدأ اتحاد كرة القدم، برئاسة الشيخ طلال الفهد، تحركاته ضد القوانين الرياضية الجديدة، من أجل إجهاضها مبكراً، مواصلاً تلويحه بضرورة الالتزام بالنظام الأساسي للاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، وحث الأندية بشكل ضمني على ضرورة الثورة على تعديلات القوانين الجديدة التي شرعها مؤخراً مجلس الأمة، وهي التي لن تخدم مصالحه كما يريد وبقية المنتفعين من الرياضة.وواصل اتحاد الكرة تهديداته للأندية، من خلال كتاب أرسله لها مساء أمس، والذي تضمن ترجمة باللغة الإنكليزية! ووصلت تهديداته إلى حد الشطب، محذرا الأندية من عدم إجراء تعديلات على أنظمتها الأساسية دون الحصول على موافقة الاتحاد، الذي لم يفته شق الجيوب ولطم الخدود، خشية أن تخالف التعديلات النظام الأساسي للفيفا والاتحاد القاري! وهي محاولة جديدة الهدف الأساسي منها الضغط على الحكومة ومجلس الأمة.
كلام إنشائي
اتحاد الكرة بدأ كتابه بكلام إنشائي تضمن العديد من القرارات، من بينها تعليق نشاط الكرة في 17 أكتوبر الماضي، وقرار كونغرس الفيفا في اجتماعه الذي عقد يومي 12 و13 مايو الماضي في العاصمة المكسيكية (مكسيكو سيتي)، برفض إلغاء قرار تعليق النشاط، إلى جانب أحكام المحكمة الرياضية الدولية (كاس) التي لم تأتِ في مصلحة الكرة الكويتية، بالإضافة إلى قرارات الجمعية العمومية التي عقدت في 19 يونيو الماضي، وحرص الاتحاد على تذكير الأندية بالتزام الجمعية العمومية بالأنظمة الأساسية التي وقعت عليها في عامي 2011 و2012.ومن المؤكد أن المقدمة الشيقة لكتاب الفيفا المقصود من ورائها التأكيد على استمرار تعليق النشاط الكروي، في حال خالفت الأندية تعليماته.قرارات غريبة
واتخذ اتحاد الكرة بعض القرارات الغريبة، مشدداً على أن التزام الأندية بهذه القرارات سيجعلها تستمر في عضويته، وتتمكن من مزاولة نشاط كرة القدم، وتسجيل اللاعبين المحليين والمحترفين.ومن بين القرارات التي اتخذها الاتحاد، عدم اعترافه بأي تعديلات تفرض على الأندية من أطراف أخرى، تتعلق بشؤون العضوية وطريقة إجراء الانتخابات، مشترطا أن تزوده الأندية بالتعديلات أولا، لتتم مناقشتها ودراستها، ومن ثم اعتمادها، حتى لا تتم مخالفة النظام الأساسي للاتحادين الدولي والقاري، خصوصا فيما يخص الانتخابات.وشدد الاتحاد على أنه لن يعترف بأي مجلس إدارة جديد يتم تعيينه أو حتى انتخابه من الجمعية، بعيدا عن النظام الأساسي له المشتق من قبل الاتحادين الدولي والقاري.وطالب الاتحاد الأندية بضرورة تزويده بكشوف تتضمن أسماء أعضاء مجالس الإدارات وأعضاء الجمعيات العمومية، مؤكدا أنه لن يدخر جهدا في شرح الالتزام بالنظام الأساسي له وللاتحادين الدولي والقاري، سواء للأندية أو الوزير المختص أو الهيئة العامة للرياضة.وحتى موعد إرسال الكتاب إلى الأندية، لم يُجب اتحاد الكرة الموقر، الذي دأب على محاربة القوانين الوطنية، عما ستفعل الأندية لو طالبتها اتحادات رياضية قارية أو دولية أخرى بضرورة الالتزام بأنظمتها الأساسية فيما يخص إجراء الانتخابات.حماية «الربع» من تحديث البيانات!
يبدو أن الشيخ طلال الفهد لن يتخلى عن عمله من أجل نادي القادسية بصفة خاصة وأندية التكتل بصفة عامة، فمطالبته بتزويده بكشف أعضاء الجمعية العمومية أمر مثير للدهشة بالنسبة للكثيرين، لكن كما يقولون "إذا عُرف السبب بطل العجب"، فطلال يهدف إلى حماية ربعه في الأندية فيما يخص عملية تحديث بيانات أعضاء الجمعيات العمومية للأندية التي ستشرف عليها الهيئة العامة للرياضة قبل إجراء انتخابات مجالس إدارة الأندية المقبلة، وبالتالي يظن أن في ذلك ضمانا لقبول من "طفشهم" بالشطب أو عدم التسجيل.