كيف تحضرت لشخصية فادي في مسلسل «يا ريت» (تأليف كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، إنتاج «ايغلز فيلم»)؟

يعاني فادي من عقد نفسية بسبب إعاقته الجسدية التي سبّبت عيشه إنطوائياً في منزله ونفوره من المجتمع، لذا نلاحظ أنه شخص طبيعي نوعاً ما داخل جدران بيته فيما يضيع في العالم الخارجي إلى أن يجد الحب والحنان في منزل زوزو، فنراه إنساناً قوياً نوعاً ما. ثمة صعوبة في أداء هذا الدور الذي يتأرجح بين القوة والقساوة في المواقف والقرارات، وفي الوقت نفسه يحوي حناناً وطيبة. لقد تحضّرت لهذه الشخصية عبر جلسات مطوّلة مع الكاتبة والمخرج، فضلا عن استشارة الممثلة المسرحية عايدة صبرا التي تتمتع بخبرة طويلة في أداء شخصيات مركبّة، فوجّهتني على صعد تغيير نبرة الصوت وطريقة المشي والنظر.

Ad

اكتشاف الذات

يختلف هذا الدور عن أدوارك السابقة فما الذي استفزك لخوض هذه المخاطرة؟

خشيت منه صراحة، خصوصاً أنه يحتاج تقنيات معيّنة فيما لست متخصصاً جامعياً في التمثيل لأدرك قدراتي في الأداء. إنما تشجيع كلوديا مرشليان وحماستها وثقتي فيها... كلها أمور دفعتني إلى قبول هذا الدور والمخاطرة فاكتشفت أنني أملك قدرات تمثيلية معيّنة.

دورك في مسلسل «سمرا» بشخصية وائل لا يخلو من المخاطرة أيضاً.

لا شك في أن دور وائل مهّد أمام خروجي من ذاتي لتقديم دور فادي، خصوصاً أن كاتبة العملين هي نفسها وقد رأتني في هذا الدور بعد أدائي دور وائل.

هل يمكن القول إنك كسرت صورتك النمطية؟

انا سعيد بنفسي كممثل وبتجاوب الجمهور مع أدائي، خصوصاً في ظلّ الركود في نوعية الأدوار التمثيلية. لم أتوقع الأصداء الإيجابية تجاه فادي والتعاطف معه، إنما ذلك إشارة إلى أن الجمهور يبحث عن أدوار جديدة مركبة بعيدة من الشخصيات النمطية التي إعتادها في المسلسلات. على كلّ لو لم أؤده بطريقة جيّدة لكنت تحوّلت أضحوكة وهنا مكمن التحدي الفعلي.

رسالة فنية

هل يحمل دور فادي رسالة معيّنة؟

طبعاً، فهذا الدور هو رسالة إنسانية حول أن العنف الأسري تجاه ذوي الإحتياجات الخاصة يؤدي بهم الى أماكن خطأ، هرب فادي من منزله بسبب العنف الأسري، متخذاً مساراً خاطئا، إلا أن الحب الذي وجده لدى زوزو سيُحدث صدمة في المشهد الأخير.

أي إضافة حققت في خماسية «الليلة الأخيرة»؟

لو كان المسلسل طويلا في مقابل دور فادي ما كنت لأقبل به. صحيح أن الدور قصير في هذه الخماسية لكنه جميل ومكتوب بإتقان ومختلف عن دور فادي، فضلا عن الكاست الرائع بوجود باميلا الكيك ورفيق علي أحمد.

ما تفاصيل دورك في الخماسية المقبلة؟

قبلت بهذا الدور لأنني مشتاق للوقوف أمام الممثلة تقلا شمعون، وهذا ما حمّسني للمشاركة في خماسية «جنى». أؤدي دور مصفف شعر نسائي يغرم بفتاة مرفوضة من عائلته، فنشهد كفاحاً في سبيل الحبّ وتتأرجح هذه الشخصية ما بين الشر والطيبة.

ثنائية ناجحة

كانت ثنائيتك مع باميلا كيك ملفتة في «سمرا»، وتكررت في «الليلة الأخيرة»، اخبرنا عن العلاقة التي تجمعكما فنياً.

أتمنى ان اؤدي ثنائية معها باستمرار، وهذا أمر جيّد طالما أننا نتجدد في الأدوار، لأن ثمة ثنائيات فشلت في عملية التجديد. أرتاح لباميلا كونها متصالحة مع نفسها ومتجددة ومن الممثلات القلائل اللواتي يذهبن بالدور إلى النهاية. لهذا السبب أقبل أي دور يجمعني في ثنائية معها.

وُجّهت انتقادات للممثلة ماغي بو غصن بطلة «يا ريت»، ما رأيك؟

لا تستحق هذه الانتقادات التي أعتبرها مجرّد كلام أعداء النجاح محرّكها الغيرة. لست جديراً بتقويم أدائها لأنها ممثلة منذ 25 عاماً شاركت بأعمال مهمة. أرى أن الهجوم عليها مجرد غيرة من ضخامة إنتاجات زوجها. برأيي لا يحتمل دورها في «يا ريت» مبالغة في الأداء الذي يتميّز بالحرفية، إذ تؤدي شخصية دكتورة جامعية وبالتالي من الطبيعي أن يطغى الرقي على تصرفاتها حتى في مواجهتها لعشيقة خطيبها، فحافظت على الشخصية ولم تفلت منها في كل المسلسل.

ما رأيك بأداء نادين نسيب نجيم في «نص يوم» خصوصاً بعد بطولة «سمرا»؟

سعيد بنجوميتها العربية لأنها تستحقّ فعلا هذا النجاح، لكنني أنتظرها بأدوار أهم بعد كونها تتمتع بطاقات هائلة. برأيي شخصيتها في «سمرا» اكثر نجاحاً من «نص يوم» وانتظرتها بدور أقوى لكنني تفاجأت. على كل حال لا تخدم الثنائيات دائماً إن لم تُرفق بتجدد معيّن.

تقدّم محلياً أدوار بطولة فيما عربياً لا تزال أدوارك أقل أهمية، ما السبب؟

لا أركض إلى البطولة باعتبار أنني مبتدئ أؤدي أدواراً مختلفة عن الممثلين الآخرين. برأيي دور صغير مهم تمثيلياً أهم بالنسبة إليّ من دور بطولة لا نكهة له والدليل ردود الفعل التي يحققها دور فادي، فيما ثمة أدوار بطولة لآخرين لا يلتفت إليها أحد أويذكرها، فالممثل ليس في كم المشاهد التي يطلّ فيها إنما في نوعية الأداء.

هل تابعت أياً من الأعمال الرمضانية؟

لا يتسنى لي المتابعة المكثفة لكنني سعيد بما تحققه الدراما المحلية عربياً بغض النظر عن تفاوت النجاح بين الأعمال المحلية الثلاثة. كذلك انا سعيد بالنجاح التصاعدي الذي يحققه مسلسل «يا ريت» فيما أعمال أخرى تتراجع أصداؤها. برأيي توافر نص قوي وإخراج قوي وكاست مهم هو المعبر الأكيد نحو النجاح، لهذا السبب توقعت أن يحقق «يا ريت» نجاحاً منذ استلمت النصّ.

الدراما السورية

لم تقدّم الدراما السورية المحلية أي عمل ملفت على غرار السنوات السابقة، ما رأيك؟

تنعكس الأحداث السورية تراجعاً في الأعمال الدرامية. بالنسبة إلى البيئة الشامية في المسلسلات هي تكرار من دون تجدد، ما أفسح في المجال أمام تقدّم الأعمال اللبنانية العربية المشتركة. إلى ذلك أصبح الممثل السوري يهتم بشكله أكثر من أدائه ما انعكس تراجعاً في مستوى الأعمال السورية.

من تحب أن تجمعك بها ثنائية من الممثلات العربيات؟

أحب أداء سلاف خوارجي وأتمنى الوقوف أمام عبلة كامل أو سوسن بدر فهما عملاقتان في التمثيل.

طالما أنك مقدّم تلفزيوني، ما رأيك ببرنامجي «هاني في الأدغال» و{رامز بيلعب بالنار»؟

أنا معجب «برامز بيلعب بالنار» لأنه يتمتع بطاقات مختلفة عن الآخرين، بغض النظر عن المقالب البشعة التي يقوم بها، وهو متجددّ مهنياً، وتعجبني أغنية الجنريك الحماسية.

تقديم ورسالة
رداً على سؤال حول ما إذا كان سيكرر تقديم برنامج «حسابك عنّا» (يُعرض عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال)، أجاب: طبعاً، فهذه البرامج تليق بي وأبحث عن مثيلاتها، كونها تقرّبني من الناس الذين يظنون أنني متعجرف ومتكبّر بسبب الأدوار التي أؤديها.

وحول زيارته مخيم النازحين السوريين في البقاع، أكد أنه يقوم بنشاطات مماثلة سنوياً في شهر رمضان، وقال: أردت أن أوّجه رسالة بضرورة تقبّل الآخر واحترامه}.