بدأ النواب المحافظون في بريطانيا أمس التصويت لاختيار زعيم جديد يخلف رئيس الحكومة ديفيد كاميرون، الذي أعلن أنه سيستقيل من منصبه بعد الاستفتاء الذي نظمه ونتج عنه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.ويتنافس خمسة مرشحين، أبرزهم وزير الخارجية تريزا ماي، ووزير العدل مايكل غوف، ووزيرة الطاقة انديرا ليدسوم، في هذا السباق الذي سيؤدي الى استبعاد المرشح الذي نال أقل عدد من أصوات النواب المحافظين.
ومن المقرر إجراء جولتين أخريين غدا والثلاثاء المقبل للتوصل الى مرشحين اثنين سيختار 150 ألف ناشط أحدهما خلال الصيف، على أن يتم إعلان اسم الفائز رسميا في 9 سبتمبر.في هذا السياق، هددت وزيرة الداخلية تيريزا ماي، المرشحة الأوفر حظا لخلافة كاميرون في زعامة حزب المحافظين، ورئاسة الوزراء القادمة، بإبعاد جميع المهاجرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي، من بريطانيا.ورجحت ماي ومؤيدوها في وزارة الداخلية أن بقاء مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا بعد خروجها منه ليس أمرا متفقا عليه. ويعد هذا الكلام مناقضا لما قاله مؤيدو خروج بريطانيا قبل الاستفتاء الذي جرى 23 يونيو الماضي، إنهم لا يريدون طرد مواطني دول الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء إجراءات الخروج.من جهته، قال وزير الهجرة البريطاني جيمس بروكنشير إن منح مواطني الاتحاد الأوروبي، المقيمين حاليا في المملكة المتحدة، حق البقاء فيها، وفي الوقت نفسه حرمان مواطني بريطانيا من حق البقاء في دول الاتحاد الأوروبي، سيكون أمرا "غير عادل".وأعرب بروكنشير عن تأييده لموقف ماي، قائلا: "لقد افتُرض أن الحكومة البريطانية ستقدم لمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة الحق في البقاء فيها".في شأن متصل، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس الأول إن المحادثات غير الرسمية مع الاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا من التكتل قد تبدأ أوائل الأسبوع المقبل.ودعا هاموند بروكسل إلى التنازل عن إصرارها على عدم إجراء محادثات ما لم تفعل بريطانيا رسميا المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تحدد القواعد لدولة ما تنسحب من الاتحاد الأوروبي. وقد يساعد الانخراط المبكر في المحادثات في التخفيف من حالة الغموض لدى مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا.من جانبه، وصف رئيس المفوضية الأوروبية جانكلود يونكر قادة معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنهم غير وطنيين بسبب تركهم مواقعهم بعد نتيجة الاستفتاء، في إشارة إلى عمدة لندن السابق بوريس جونسون وزعيم حزب يوكيب (استقلال المملكة المتحدة) المستقيل نايجل فاراج.وقال يونكر أمس، خلال جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، "قادة الخروج البريطاني المبتهجون بالأمس هم الأبطال المأساويون اليوم". وحول رفض جونسون الترشح لرئاسة الحكومة واستقالة فاراج من زعامة الحزب للتفرغ لحياته الخاصة، أشار يونكر إلى أن "الوطنيين لا يغادرون السفينة عندما تصبح الأمور صعبة. هذا هو الوقت الذي يستلزم البقاء".
دوليات
محافظو بريطانيا يبدأون اختيار خليفة كاميرون
06-07-2016