أليس ما يستدعي طرح أكثر من سؤال، بل ألف سؤال وسؤال أن إيران، التي تشارك روسيا ونظام بشار الأسد في التشديد على أن الأولوية بالنسبة لكل هذه الصراعات المحتدمة في هذه المنطقة هي لمواجهة "داعش" والقضاء عليه، لم تتعرض ولا لاستهداف واحد ولا لعملية واحدة، وإن استعراضية، من هذا التنظيم الإرهابي، وهذا ينطبق أيضاً على روسيا الاتحادية، وعلى هذا النظام السوري الذي أوصل سورية إلى ما هي عليه الآن من دمار وخراب وذبح وتقتيل وتشريد؟!ثم أليس ما يستدعي طرح ألف سؤال وسؤال أن هذا الـ"داعش" بقي لا يستهدف عملياً ومنذ أن ظهر كنبتة شيطانية في هذه المنطقة إلا الدول العربية المعتدلة، التي بادرت إلى مساندة الشعب السوري في انتفاضته ضد نظام عائلي – مذهبي ظالم لم يتورع عن تسليم مقاليد أمور سورية "القطر العربي السوري" للروس والإيرانيين؟ ألا يستحق هذا التوقف عنده والتساؤل عن أسبابه ومسبباته؟!
لماذا لم يستهدف هذا التنظيم الإرهابي إلا المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وبالطبع الكويت وبعض الدول الخليجية الأخرى...؟ لماذا لم يستهدف "داعش"، الذي انتحل اسم "الدولة الإسلامية" زوراً وبهتاناً، إسرائيل ولو بعميلة شكلية واستعراضية؟ لماذا بقي يتعايش كل هذا التعايش المريب مع الاحتلال الإيراني - الفارسي لدولتين عربيتين هما العراق وسورية...؟ ثم لماذا بقي يسكت كل هذا السكوت عن حزب الله وعن أكثر من أربعين تنظيماً مذهبياً تم استيرادها من كل حدب وصوب لتشارك حراس الثورة الإيرانية في قتل الشعب السوري ودفعه بقوة المتفجرات والسلاح لمغادرة بلده والهجرة إلى بلدان الآخرين عبر بحور الظلمات؟!ثم لماذا يتواصل استهداف هذا التنظيم لشوارع بغداد ومدن الوسط والشمال العراقية، ولم يلق ولو بحجر صغير واحد في اتجاه مقرات ومعسكرات "الحشد الشعبي" بقيادة قاسم سليماني وهادي العامري وباتجاه مراكز "عصائب أهل الحق"، وأي حق، وعشرات التنظيمات التي استوردتها إيران لبلاد الرافدين لتذبح وتنكل بالعراقيين من لون "معين" وعلى أسس مذهبية وطائفية بغيضة والمفترض أنها مرفوضة؟!وأيضا لماذا يا ترى بادر هذا التنظيم إلى استهداف بلجيكا وفرنسا بتلك التفجيرات الدموية المدمرة، بعدما رفض الأوروبيون "مقولة" إيران وروسيا بأن الأولوية ليس للتخلص من نظام بشار الأسد وإسقاطه لحل الأزمة السورية وإنما للقضاء على "داعش"؟! هناك مثل "بدوي" يقول: يبحث عن أثر الذئب والذئب واقف أمامه مكشراً عن أنيابه!إنها أسئلة وتساؤلات لا نهاية لها ومن بينها: هل فعلا "داعش" هو من نفذ عملية مطار مصطفى كمال (أتاتورك) الأخيرة؟ ثم لماذا هذا الـ"داعش" بقي يستهدف الشرعية اليمنية في اليمن ولم يستهدف جماعة علي عبدالله صالح و"الحوثيين" ولو مرة واحدة...؟ هل هذا كله مجرد مصادفات أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!
أخر كلام
«داعش»... وأسئلة كثيرة!
06-07-2016