آلاف المصلين أدوا صلاة العيد في المساجد بعد إلغاء المصليات

● الحيص: المساجد شهدت كثافة غير مسبوقة
● العتيبي: «الداخلية» حافظت على أمن المصلين

نشر في 07-07-2016
آخر تحديث 07-07-2016 | 00:07
أدى آلاف المصلين صباح أمس صلاة العيد في عدد من المساجد المنتشرة في محافظات البلاد، بحضور لافت من قوات الأمن التي حرصت على الوجود في محيط هذه المساجد، لحفظ الأمن وراحة المصلين.
وسط إجراءات أمنية مكثفة، أدى المصلون في البلاد صلاة العيد في عدد من المساجد والمراكز الرمضانية التي اعتمدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لاستقبال المصلين في صلاة العيد، بعد القرار التي اتخذته الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية بإلغاء مصليات العيد في مختلف المحافظات لدواع أمنية.

ولأن هذا القرار الصادر يمثل حالة نادرة تعيشها الكويت لأول مرة في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة التي تشهدها المنطقة، فقد اكتظت المساجد المنتشرة في البلاد بآلاف المصلين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى، لأداء صلاة العيد في وقتها عند الساعة الخامسة وثماني دقائق فجراً في جميع المساجد التي حددتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في وقت سابق.

كثافة المصلين

وأكد مدير إدارة مساجد محافظة حولي د. خالد الحيص، أن «المساجد يوم أمس شهدت كثافة غير مسبوقة من المصلين في صلاة العيد، وشخصيا لم أكن أتوقع أن تكتظ بهذه الأعداد الكبيرة، خصوصا أن الناس اعتادوا أداء صلاة العيد في الساحات المكشوفة خلال السنوات الماضية، إلا أن القرار الجديد لم يغير من الواقع الجميل شيئا يذكر».

وأضاف الحيص لـ»الجريدة»، أن «هذه المرة الأولى التي تُلغى فيها مصليات العيد الخارجية لدواع أمنية، وذلك بالتنسيق بين وزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية والداخلية، علماً بأن هذا القرار لا يقلل من دور المساجد، لاسيما أنها أو المصليات في الساحات الخارجية تكمل بعضها في أداء هذه الشعيرة».

ولفت إلى أن «المصلين ضربوا أروع الأمثلة في هذا اليوم المبارك، إذ أكدوا خلال التزامهم بالصلاة داخل المساجد أنه لا ضرر في التنازل عن إحدى السنن من الشعائر الدينية لحفظ البلاد والعباد بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الأجهزة الأمنية في بلدنا العزيز، إذ تسعى هذه الجهات جاهدة لحماية أرواح الناس من كل ما يعرضهم للخطر، وهذا الأمر لا يمكن الاعتراض عليه، لأنه يصب في المصلحة العام».

دور مميز

وأشار الحيص إلى أن «رجال وزارة الداخلية كان دورهم مميزا في ليالي شهر رمضان، وكذلك في صلاة العيد، إذ حرصوا على التواجد منذ الصباح الباكر لتأمين المساجد وحماية المصلين وتسهيل حركة الدخول والخروج، منعا لأي تزاحم أو تعثر الحركة المرورية في الطرق الداخلية والخارجية المجاورة للمساجد والمراكز الرمضانية»، مؤكدا أن «صلاة العيد لم تشهد أي حدث يعكر صفوها وأجواءها الإيمانية، الأمر الذي ساعد المصلين على أدائها بكل أريحية ودون مشاكل تذكر».

ظروف أمنية

بدوره، قال مدير إدارة مساجد الفروانية المهندس بدر العتيبي، إن «الوضع لم يتغير كثيراً في صلاة العيد التي أقيمت يوم أمس في مساجد المحافظة عن أدائها في المصليات، إذ تميزت بحضور كبير وتوافد المصلين بشكل لافت»، موضحا أن «أداء صلاة العيد في المصليات أفضل من الناحية الشرعية، لكن نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة فإن الصلاة في المساجد تؤدي الغرض نفسه».

وأضاف العتيبي أن «جموع المصلين عبروا عن ارتياحهم لأداء الصلاة في المساجد، نظرا للوجود الأمني الكبير في هذه المساجد، إضافة إلى أنها مجهزة بالكامل لإقامة الصلوات الخمس فيها»، مشيرا إلى «وجود تنسيق أمني مشترك بيننا وبين مديرية أمن محافظة الفروانية من خلال التواصل شبه اليومي بين الطرفين، حرصا على سلامة المصلين سواء في شهر رمضان أو خلال صلاة العيد».

تحديد المساجد

من جهته، قال مراقب إدارة مساجد محافظة الأحمدي د. أحمد العتيبي، إن «الأمور بفضل الله سارت على خير ما يرام في صلاة العيد، إذ امتلأت المساجد التي تم تحديدها لإقامة الصلاة بشكل كبير بعد الغاء الساحات الخارجية»، موضحا أن «الوزارة حددت حسب القرار المذكور ان صلاة العيد تكون في المساجد التي تؤدى فيها صلاة الجمعة».

وأضاف العتيبي لـ»الجريدة»، ان «مساجد محافظة الأحمدي اكتظت بالمصلين من الرجال والنساء منذ ساعات الصباح الأولى، ما يدل على حرص أبناء هذا البلد على إحياء هذه السنة العظيمة».

ولفت إلى أن «الإدارة بذلت خلال الأيام الماضية جهودا كبيرة في تأمين وتوفير كل ما يحتاج إليه المصلون، سواء في صلاة التراويح أو صلاة القيام في العشر الأواخر، وذلك لراحة المصلين لأداء صلاتهم في أجواء روحانية تناسب الشهر الفضيل».

ردود الأفعال

في نفس السياق، تباينت ردود أفعال عدد من المصلين الذين أدوا صلاة عيد الفطر صباح أمس حول إقامة الصلاة داخل المساجد، إذ اعتبر بعضهم أنه لا فرق بين أداء الصلاة في المسجد أو الساحات والمصليات الخارجية، في حين أكد آخرون أن الأجواء اختلفت نوعا ما واختفى أحد أهم مظاهر الفرح بالعيد.

من جهته، أكد فهد العنزي، ان «حماية المصلين واجب شرعي على الجهات المعنية، لذا إن كانت هذه الجهات الأمنية أو غيرها من وزارات الدولة قد استشعرت بأي خطر يهدد أرواح الأبرياء فيجب عليها اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع أي حدث يسبب الضرر للجميع».

نكهة خاصة

بدوره، قال مساعد الشمري إن «صلاة العيد هذا العام اختفت منها صفة الخصوصية والتميز التي اعتدنا عليها خلال السنوات الماضية»، موضحاً أن «الصلاة في المصليات الخارجية في الساحات المنتشرة في بعض المناطق تتميز بنكهة خاصة لا يعرف طعمها إلا من كان ملتزما بها، وهذا ما افتقدناه يوم أمس».

بيوت الله

من ناحيته، قال ناصر فالح «أحرص على أداء صلاة العيد كل عام في مصليات العيد الخارجية ولم أشهد في حياتي مثل هذه الإجراءات الأمنية»، موضحا اننا «نتفق مع وزارة الداخلية في ما تراه مناسبا لحماية المصلين، فلا أعتقد ان هناك من يقبل بتعريض الناس للخطر لمجرد تغيير مكان الصلاة».

back to top