خرج ملايين المصريين لأداء صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس الأربعاء، في حين توجه البعض منهم للاحتفال بالعيد وسط المتنزهات والحدائق العامة، وأدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صلاة العيد في مسجد محمد كريم بمقر قيادة القوات البحرية في مدينة الإسكندرية الساحلية، بصحبة رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وتبادل السيسي التهاني مع عدد من الزعماء العرب في مقدمتهم أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد بمناسبة حلول العيد.

الأجهزة الأمنية أعلنت الاستنفار، وعززت من انتشار قواتها لتأمين ساحات الصلاة الرئيسية في القاهرة والمحافظات، تحسبا لأية عملية إرهابية تستهدف أمن البلاد، أو خروج تظاهرات من جماعات تخريبية تعكر على المصريين فرحتهم بالعيد المبارك، في حين دفعت وزارة الصحة بـ2867 سيارة إسعاف و10 لنشات ومروحيتين لتأمين تجمعات المحتفلين.

Ad

في الأثناء، غرق مركب نيلي بالقرب من منطقة بولاق بالقاهرة، فجر أمس، مما أسفر عن وفاة 4 باكستانيين، وتم إنقاذ 6 آخرين، وتم نقلهم إلى مشفى قريب من موقع الحادث.

وقال مصدر أمني إن المركب النيلي، الذي كان يقل مجموعة من السائحين، غرق بسبب اصطدامه بجسم جسر "15 مايو"، في حين تم القبض على صاحب المركب بعدما حاول الهرب، موضحا أن قوات الإنقاذ السريع تواصل البحث للتأكد من عدم وجود جثث أخرى.

تلاسن

وفي أول تعقيب لوزارة الخارجية المصرية على التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء الماضي، التي تضمنت تصريحه برفض المصالحة مع النظام المصري الحالي، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، إن مصر لديها تحفظات على التعامل مع القيادة التركية التي تصر على تبني سياسات متخبطة إقليميا.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، في بيان له أمس الأول، أنه من المهم التذكير دائما بأن احترام إرادة الشعوب هو نقطة الانطلاق لإقامة علاقات طبيعية بين الدول، وهي الحقيقة التي لا تزال غائبة عن البعض، مذكرا الجانب التركي بضرورة ألا يغيب عن ذهنه أن الشعب المصري هو الذي اختار قيادته في انتخابات حرة وديمقراطية.

وكان الرئيس التركي قد صرح بأن تركيا ليس لديها مشكلة مع الشعب المصري بل مع النظام الحاكم في مصر، منتقدا الأحكام القضائية التي شملت الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعددا من قيادات جماعة "الإخوان"، واصفا الأحكام بـ"المثيرة للجدل"، مستبعدا أي تقارب مع مصر على غرار تطبيع أنقرة العلاقات مع تل أبيب وتقديم إردوغان اعتذارا لموسكو، مما أدى إلى استئناف العلاقات مع إسرائيل وروسيا.

في المقابل، قال مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" إن الرئيس التركي "مازال على ضلاله القديم"، الداعم لجماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر، مؤكداً أن الرئيس التركي داعم فعلي للإرهاب والإرهابيين، بخلاف تدخله في الشؤون الداخلية للدول الأخرى الذي تجاوزه إلى دعم جماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء لبث الفوضى والإضرار بمصالح شعوب المنطقة، مشددا على أن "الشعب المصري كله لديه مشكلة وإشكالية مع إردوغان".

ودخلت العلاقات المصرية التركية مرحلة من التوتر منذ تأييد إردوغان غير المشروط لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، لكن ثورة "30 يونيو" سرعان ما أنهت حكم الجماعة وأطاحت نظامها في 3 يوليو 2013، ليرفض بعدها إردوغان الاعتراف بشرعية النظام المصري، واصفا ما جرى بـ"الانقلاب"، وبعد تلاسن متبادل، تم تبادل سحب السفراء بين البلدين.

اتفاقية الرورو

في السياق، قال مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى لــ"الجريدة"، إن الرئيس التركي يهاجم مصر في العلن، ويتفاوض معها سراً، مشيراً إلى أن أنقرة قدمت طلباً لكي يتمكن وزير الخارجية التركي من زيارة القاهرة برفقة وزير اقتصاد بلاده، إلا أن السلطات المصرية ردت بتأجيل البت في الطلب إلى ما بعد تقديم تركيا اعتذارا رسميا عن هجوم إردوغان المستمر على النظام المصري وتدخله في شؤون القضاء المصري، فضلا عن الاعتراف بشرعية ثورة "30 يونيو".

وكشف المصدر أن أنقرة تسعى إلى إعادة العمل باتفاقية الملاحة البحرية بين البلدين "الرورو"، التي كانت تسمح للسلع التركية بالدخول إلى الموانئ المصرية على البحر المتوسط ومنها برا إلى الموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر دون المرور بمجرى قنال السويس، وهي الاتفاقية التي ألغتها مصر العام الماضي، وأكد المصدر أن تركيا أرسلت عدة وفود اقتصادية لهذا الهدف، إلا أن القاهرة متمسكة بوقف التعاون مع أنقرة.

خبير العلاقات الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، ذهب إلى أن تصريحات إردوغان تأتي كرد فعل متأخر على تصريحات سابقة للرئيس السيسي بأن خلاف مصر ليس مع الشعب التركي ولكن مع نظامه، وأكد اللاوندي لـ"الجريدة" أن "لا جديد في ملف الأزمة منذ قطعت مصر العلاقات اعتراضا على احتواء النظام التركي عناصر الإخوان الهاربة من مصر، فالأخيرة لن تغير موقفها إلا بعد تغير الموقف التركي واعترافه بشرعية نظام 30 يونيو".

مقتل راهبة

وفي حادث جنائي لا يحمل أية شبهة طائفية، قُتلت راهبة ورجل أعمال وأصيب نجل الثاني، أمس الأول، في حادث إطلاق نيران على سيارة رجل الأعمال بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بسبب خلافات ثأرية بين عائلتي النايض وحسونة بمنطقة منشأة القناطر التابعة لمحافظة الجيزة.

وقال دير مصر القديمة، في بيان له، إن رصاصة طائشة أنهت حياة الراهبة أثناسيا، أثناء استقلالها سيارة بصحبة بعض الراهبات متوجهات إلى دير بمحافظة المنوفية.وأوضح مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة أن أحد أفراد عائلة حسونة قُتل منذ فترة، وأنها تربصت للثأر له، وأطلقت النيران على سيارة رجل الأعمال أثناء سيره بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، مما أسفر عن مقتله وإصابة نجله، في الوقت الذي تصادف مرور سيارة ميكروباص تابعة لدير مارجرجس بمصر القديمة في طريقها لمحافظة المنوفية، الأمر الذي أدى إلى مقتل راهبة ونجاة اثنتين وطبيبة وقائد السيارة، في حين أكد المتحدث الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية، القس بولس حليم، أن الحادث لم يستهدف الراهبة.