تكنولوجيا المصارف الحديثة تفك عقد العطلات الطويلة وتحل أزماتها
دور البنوك متغلغل في شتى مناحي الحياة عبر «الكاش» أو بطاقات الائتمان
تراقب المصارف مكائن السحب الآلي، ولديها اتصال مباشر يمكنها من خلاله التعرف على حجم السيولة وحالة «المكينة» مهما كانت.
في مثل هذه العطلات الطويلة، التي تتوقف الحياة فيها بالجهات الرسمية والقطاع الخاص، ومنها القطاع المصرفي، تثبت منهجية البنوك، التي اتخذت قراراً بالتوجه للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مهما كلفها ذلك من نفقات، أنها على حق، وأنها الوجهة، والمستقبل معها، ولن يكون هناك مكان للمنافسات التقليدية أو اعتراف بالأفرع والتواجد المباشر. ففي حين تطمئن فيه البنوك عملاءها بأنه لن يكون هناك أي نقص في السيولة أو "جفاف" في مكائن السحب الآلي، إذ يتم في مثل هذه العطلات الطويلة الاتفاق مع شركات نقل الأموال، وبعض القطاعات الخدمية في البنوك على تزويد مكائن السحب الآلي بشكل مستمر بالنقد اللازم. ويقول مصرفي، إن المصارف تراقب مكائن السحب الآلي، ولديها اتصال مباشر يمكنها من خلاله التعرف على حجم السيولة وحالة "المكينة" مهما كانت، وبناء عليه يتم التعامل معها. لكن ماذا عن الخدمات الأبعد من مجرد عملية سب نقدي تقليدي؟ ماذا عن إصدار بطاقة مصرفية أو صرف شيك رغم حالة العطلة، ربما يكاد يكون البنك الوحيد في سوق الكويت، حتى الآن الذي يمكنك من إصدار بطاقة ائتمان هو بنك "بوبيان" المملوك للبنك الوطني بنسبة 58.3 في المئة.
أوساط السوق المصرفية تقول، إن خدمة هكذا تحل الكثير من المشاكل والعقبات، حيث لك أن تتخيل ملكيتك لشيك مصرفي وفي في حاجة ماسة للأموال، ويمكنك صرفه خلال العطلة، وفي أي وقت كان صباحاً أو مساء، خارج أي إطار تقليدي أورسمي لمواقيت الدوام المتعارف عليها. واقعياً، يمكن التعامل مع البنك المتطور تكنولوجيا في فترة العطلات، وكأنك خارج الإجازات الرسمية القسرية غير المألوفة، التي تمتد أسبوعاً تعطل فيه بل تُشل، كل محركات الاقتصاد، من إنتاج وعمل وأسواق مال. يقول مصرفي معني بعمليات التطوير التكنولوجي في أحد البنوك، إن ثمة فلسفة جديدة، باتت تفرض نفسها، على طبيعة عمل البنوك وآليات تخصصها، ففي حين باتت البنوك تشكل محوراً أساسياً في شتى مناحي الحياة لإنجاز المعاملات الحياتية يومياً، من طبابة وصحة وتعليم وكساء وغذاء واتصالات ونقل وغيرها من مناحٍ، والتي لا يمكن إنجازها إلا باستخدام النقد "الكاش" تارة أو بطاقات الائتمان تارة أخرى، فإنه أمر كافٍ ليحث المصارف على الإبداع، وتقديم حلول تقنية وتكنولوجية تجعل الحياة أسهل وتمضي بمرونة، وفي المقابل يستفيد البنك من تعظيم إيراداته وأرباحه. الأكثر من ذلك، أن هكذا خدمات لها أبعاد اقتصادية أخرى للمصرف المتقدم تكنولوجيا، وهو تعزيز ولاء العميل للبنك والارتباط به، كيف لا وبمقارنة واقعية أن ثمة ماكينة سحب تقليدية لا يمكنها منحك سوى ما بين 500 إلى 1000 دينار، في حين تكنولوجيا أخرى تمنحك حتى خمسة آلاف دينار، ويمكنك صرف شيك نقداً أو تحويله إلى حسابك المصرفي، والأكثر من ذلك خلال العطلة.ولم يعد سراً أن البنوك ستحول حلبة المنافسة من إنشاء أفرع وانتشار في كل المناطق، لتكون قرب العميل والسعي إلى تشيد مقرات وتأهيل موظفين لاستقبال العملاء، إلى الملعب التكنولوجي الواسع الخيال، والآفاق والأقل كلفة على البنوك، والأعلى ربحاً، وأكثر إبداعاً، في خدمة العميل وتلبية كل متطلباته وطموحاته.يمكن قراءة بوادر تلك المنافسة المقبلة في تصرفات مصرفيين، ربما طرقا الباب مبكراً، هما البنك التجاري، عندما همّ بإغلاق نحو أربعة أفرع دفعة واحدة في عدد من المناطق، وبعضهم في مواقع مهمة والإشارة، الأخرى من بنك "بوبيان" صريحة، عندما أطلق أكثر من عشر خدمات تكنولوجية، يتفرد بها عن غيره في المجال التقني، وشهرياً يبتعد خطوات عن منافسية في هذا المجال ويعمق هوة المنافسة. لكن بحسب مصادر مصرفية، فإن هناك بنوكاً تحضر للولوج في هذه الحلبة قبل فوات الأوان والتخلي عن تقليديتها في الخدمات، التي تقدمها للجمهور لاسيما في أدنى الخدمات كإصدار بطاقة ائتمان بعد ثلاثة أيام عمل.