في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وتجنيده عناصر غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية لتنفيذ مخططاته الإجرامية، علمت "الجريدة" من مصادر أمنية مطلعة أن هناك إجراءات مشددة وغير مسبوقة لإحكام الرقابة على المنافذ الحدودية وإخضاعها للتفتيش الذاتي، فضلاً عن الاستعانة بكلاب الأثر المدربة.

وقالت المصادر إن تلك الإجراءات تشمل تأمين المؤسسات الأمنية والحيوية في البلاد والمنافذ والمطارات من أي عمليات قد تقع خصوصاً بعد الضبطيات الأمنية التي أعلنتها وزارة الداخلية مؤخراً، والأحداث التي وقعت في السعودية، مشيرة إلى أن هناك اتصالات بين الأجهزة الأمنية في الكويت والمملكة وعدد من دول الخليج، لتعزيز التنسيق وتبادل المعلومات حول الخلايا الموجودة في البلدين.

Ad

وأضافت أن ذلك التشديد يأتي خشية إدخال مواد متفجرة أو أحزمة ناسفة إلى البلاد وتسليمها لأي انتحاري، وتجنباً لتكرار إدخال الحزام الناسف الذي استخدم في تفجير مسجد الإمام الصادق العام الماضي، مؤكدة أن الخلايا الإرهابية في الكويت تحت الرصد والمتابعة، سواء ممن لديهم سوابق جنائية وقضائية مع التنظيم الإرهابي أو المتعاطفين معه.

ولفتت إلى أن التنظيم الإرهابي بات يختار عناصر مجهولة أمنياً في الكويت والسعودية، وهو ما ظهر في تفجير مسجد الصادق الذي نفذه فهد القباع الذي حضر إلى الكويت قبل التفجير بيوم، وكذلك المتهم طلال رجا الذي خضع للرقابة الأمنية 72 يوماً قبل إلقاء القبض عليه، ومحاولة إتمام جريمته بتفجير مسجد الإمام زين العابدين.

وعن التهديدات التي أطلقها مجهول بتفجير مخفر الجهراء ومطالبته بإطلاق والي "داعش" فهد نصار المحكوم عليه بالسجن 30 عاماً، أوضحت المصادر أن هذه التهديدات للمطالبة بإطلاقه ليست الأولى، إذ إنه شخصية مهمة للتنظيم الإرهابي على مستوى الخليج، إذ يعد بمنزلة أميره الإقليمي في الكويت، ومن يريد الالتحاق بداعش عليه الحصول أولاً على تزكيته.

وأضافت أن هناك رقابة على نصار وعدد من المحكوم عليهم من تنظيم داعش القابعين في السجن للتأكد من مسؤوليتهم عما يحدث خارجه، لافتة إلى أن نصار كان زوج ابنتيه للمتهم صباح عيدان قائد المركبة التي أقلت انتحاري تفجير الصادق فهد القباع، وشقيقه سالم، فضلاً عن توزيعه الحلوى داخل السجن فرحاً عندما علم بمقتل ابنه في سورية.

قضائياً، واصلت النيابة العامة تحقيقاتها لليوم الثالث مع المتهم طلال رجا، ناسبة إليه الشروع في تفجير مسجد الإمام زين العابدين بالسالمية باستخدام حزام ناسف، والشروع في قتل المصلين والانضمام إلى "داعش" ومبايعة أميره، كما أمرت باستمرار حجزه على ذمة القضية لاستكمال التحقيق معه اليوم.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن المتهم رجا (البالغ 18 عاماً) اعترف بارتكابه جميع التهم المنسوبة إليه، مقراً بأنه كان ينتظر استلام الحزام الناسف لإتمام التفجير غير أن الأمن ألقى القبض عليه قبل إتمام مهمته.

وأضافت أن المتهم الآخر علي عمر، العائد مع والدته من سورية، اعترف خلال تحقيقات النيابة بأنه تدرب على حمل السلاح للقيام بعمل عدائي ضد دولة أجنبية، والانضمام إلى "داعش"، بينما وجهت النيابة إلى والدته تهمة الانضمام إلى التنظيم الإرهابي، مبينة أن النيابة كلفت المباحث تقديم باقي التحريات والصحف الجنائية للمتهمين، تمهيداً لإحالة القضية إلى محكمة الجنايات.