الدواعش.. وصلوا!
من المهم جداً التعامل مع الأحداث بمزيد من الحكمة ومراعاة المصلحة الوطنية، بل المصلحة الشرعية العامة، وألا تكون العاطفة والتعصّب من اسباب التراخي عن التعامل بحزم مع الإرهاب بقصد أو من دون قصد، مع التأكيد على الأبعاد القانونية وحفظ حقوق الجميع في الإجراءات الجزائية والعقابية.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
بالإضافة إلى ذلك يجاهر بعض الكويتيين بالقتال في سورية والعراق، والبعض الآخر يتشدق بتجنيد المتطوعين وإرسالهم للجهاد، في حين جمعت الأموال الطائلة لدعم هذه الجماعات وتمويلها، وقد قتل العديد من هؤلاء في الحرب السورية والعمليات الانتحارية في العراق وتم توثيق موتهم رسمياً.الإرهاب الداعشي الذي طال الآمنين والمسالمين في عموم العالم لم يسلم منه حتى حرم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة، في آخر دليل على أن هؤلاء لا دين لهم ولا ملة سوى السلطة والمال، ولن يقف شرهم عند منطقة الخليج برمتها، فقد فجروا مساجد السنّة والشيعة في السعودية والبحرين والكويت، وهي بلادهم التي آوتهم وربتهم وأنفقعت عليهم في العلم وفي كل ما يحتاجه أي إنسان، رغم المثالب والمشاكل الكثيرة التي تشهدها هذه الدول وتواجه بانتقادات واسعة بسببها.أحد نواقيس الخطر في إعلان وزارة الداخلية يتمثل بوجود عوائل يحرّض فيها أولياء الأمور أبناءهم، بل يصطحبونهم معهم للانتماء إلى الجماعات المتطرفة ومبايعتها والقتال في صفها، وأن الشباب الذين يتلقون تحصيلهم العلمي في أرقى الجامعات العالمية يهجرون مقاعد الدراسة ليفجروا أنفسهم في المساجد والأسواق وصولاً إلى أشرف بقع الأرض وأقدسها باسم الدين!لذلك من المهم جداً التعامل مع هذه الأحداث والتطورات بمزيد من الحكمة ومراعاة المصلحة الوطنية، بل المصلحة الشرعية العامة، وألا تكون العاطفة والتعصّب من أسباب التراخي عن التعامل بحزم مع الإرهاب بقصد أو من دون قصد، مع التأكيد على الأبعاد القانونية وحفظ حقوق الجميع في الإجراءات الجزائية والعقابية، فالدواعش قد وصلوا وحان وقت مواجهتهم سياسياً وأمنياً وفكرياً ومجتمعياً كجبهة واحدة!