6/6 : رفقاً بالكويت

نشر في 08-07-2016
آخر تحديث 08-07-2016 | 00:20
 يوسف الجاسم عيدكم مبارك، وعساكم من عواده.

في خواتيم أيام شهر رمضان المبارك، أنبأتنا وزارة الداخلية بإحباط ثلاثة مخططات إرهابية من مفاعيل تنظيم داعش الدموي الذي كان ولا يزال يضع الكويت في دوائره الإرهابية الخبيثة، حيث لم يكتف بما تلطخت به يداه في رمضان قبل الفائت مِن مجزرة "مسجد الإمام الصادق" حيث لا تزال دماء شهدائها وجرحاها لم تجف بعد، فهداه شبَقُه الشيطاني للدماء إلى التدبير لمجزرة أخرى في الكويت مع نهاية شهر رمضان الماضي أو بدايات أيام العيد، ليريق فيها المزيد من الدماء في مسجد "الإمام زين العابدين" في بيان. وإنه لولا لطف الله وعنايته بالكويت وأهلها، ولولا يقظة أجهزة الأمن ورجاله المخلصين، لعشنا مأساة وطنية أخرى نتيجة لما كانت ستخلفه العملية الإرهابية من إزهاق للأرواح البريئة العابدة في بيت آخر من بيوت الله، وفي العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

وفي الوقت الذي التأمت قلوب أغلبية أهل الكويت على شكر رجال الأمن ومسؤوليه على هذا الإنجاز الوطني المشرّف، فاجأتنا حملة مضادة من البعض اشتعلت في وسائل التواصل الاجتماعي، وقامت على الاستخفاف والاستهزاء والتشكيك ببيان وزارة الداخلية واستصغار الحدث، بل وتأويله على أنه محاولة لتلميع صورة القائمين على أجهزة الأمن لدينا كبيرهم وصغيرهم، وتوغلت بالتفسيرات المضادة؛ سعياً لتبرئة المتهمين من الخلايا التخريبية، وصوّر أصحاب الحملة أنفسهم بأنهم هم من يمتلك مفاتيح الحقائق حول هذا الملف، وأن أجهزة الأمن كانت تعبث بها وتضلل الرأي العام بشأنها!

هكذا صدمتنا الحملة التشكيكية في هذه القضية التي حسمتها وزارة الداخلية بالحزم المضاد، والتنبيه إلى خطورة العبث بالأمن الوطني الذي هو مستقرنا الأخير، في عالم يموج بالدمار والتخريب الإرهابي والذي يخوض حرباً لا هوادة فيها مع «داعش» وغيره مِن التنظيمات والشبكات الإرهابية التي تضمر الشرور بالمجتمعات كافة، ولم تستثن حتى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، بعد أن استباحت في كل مكان حرمات بيوت الله والأرواح البريئة من المسلمين وغيرهم دونما تمييز بين دين أو مذهب أو طائفة.

نقول للأصوات العابثة والمشككة، إن هذه المسألة تخص الوطن بأسره أمناً واستقراراً وكياناً، ولا مجال فيها للترف الفكري أو المنازلات والعنتريات وتصفية الحسابات السياسية وتحقيق المكاسب الانتخابية والذاتية، فالكارثة حين تحل بِنَا، لا قدر الله، فإنها ستشملنا جميعاً، ولن ينفعنا حينها لغة الاستخفاف والازدراء التي قامت عليها حملة التشكيك والتي وأدها الوعي المجتمعي في مهدها، وتمثل الدليل على ذلك بافتتاحية الزميلة "القبس" في عددها الصادر أول أيام العيد.

تحية كبيرة لرجال الأمن فيما بذلوه واكتشفوه وأفشلوا به تدبير قوى الشر ضد بلدنا الآمن، ونقول لفريق المشككين والمستخفّين: رفقاً يا سادة بالكويت، ولا يجوز للبعض منكم أن يأخذ من ساحة أمننا واستقرارنا الوطني ملعباً لآماله وتطلعاته بالاستئثار السياسي، فالكويت لكل الكويتيين، وليست للبعض منهم.

***

ملحوظة: أستأذن القارئ الكريم في التوقف لأسابيع قليلة في إجازة صيفية... وإلى اللقاء.

back to top