أعلنت وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش أمس الأول، إنهاء التحقيق في قضية استخدام المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، بريداً إلكترونياً خاصاً في مراسلاتها المهنية، عندما كانت وزيرة للخارجية، في قرار انتقده الجمهوريون ودانه على الفور خصمها دونالد ترامب.

وأعلنت لينش هذا القرار في أعقاب لقائها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي، والمدعين العامين والمحققين الذين اشرفوا على التحقيقات.

Ad

وقالت لينش في البيان: "وافقت على التوصية التي اجمعوا عليها وهي اغلاق التحقيق المعمق الذي استمر عاما وعدم توجيه اي اتهام الى اي شخص شمله التحقيق".

وكان مدير الـ "اف بي آي" اوصى الثلاثاء بعدم توجيه أي اتهام الى كلينتون، مؤكداً أن نتائج التحقيق لا تسمح بملاحقة جنائية، مضيفاً أن المحققين لم يعثروا على أي دليل بـ "سوء سلوك مقصود" قامت به كلينتون.

لكن كشف كومي أن كلينتون وفريقها كانوا "مهملين بدرجة كبيرة في تعاملهم مع معلومات حساسة جدا وسرية"، وهو ما يتناقض مع تأكيداتها المتكررة بأنها لم ترسل أبداً أي معلومات سرية عبر بريدها الالكتروني الخاص او خادم (سيرفر) خاص.

وأوضح كومي أنه من اصل ثلاثين الف رسالة الكترونية دقق فيها مكتب التحقيقات الفدرالي، كانت هناك 110 رسائل تحوي معلومات سرية.

وقال رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري بول راين إن أعضاء المجلس يمكن أن يسألوا كومي كيف يستطيع تصنيف رسائل سرية لكلينتون بدون أن يعتبر أنها خالفت القانون.

وصرح راين: "سنعقد جلسة استماع"، مشيرا الى أن "هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الاجابة عنها"، وطالب بمعاقبة كلينتون عبر منعها من الاطلاع على المعلومات السرية.

من ناحيته، قال ترامب: "هيلاري ادلت بهذا الكم الكبير من التصريحات الكاذبة، فهل ستمثل أمام الكونغرس؟ هل سيحدث أي شيء؟ هذا عار". وأضاف أن "هيلاري مخادعة. هذا كل ما عليكم ان تعرفوه"، مكررا حملته على التناقض بين ما خلص اليه التحقيق من أخطاء ارتكبتها كلينتون وبين التوصية التي اصدرها مدير "اف بي آي".

6 ولايات

الى ذلك، أبلغت حملة كلينتون مؤيديها أمس الأول أنها ستركز مواردها على ست ولايات من المرجح أن تكون حاسمة في تقرير نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية، وهي: أوهايو ونورث كارولينا وفرجينيا وفلوريدا وكولورادو ونيفادا.

وتؤكد المذكرة التي اصدرها روبي موك مدير حملة كلينتون أهمية تعزيز الاقبال على التصويت بين الناخبين من الأقليات.

وكتب: "إذا فشلنا في حشد الناخبين من الأميركيين من أصول إفريقية في أوهايو أو نورث كارولينا أو فرجينيا فإننا سنخسر. وإذا فشلنا في حشد الناخبين من أصول لاتينية في فلوريدا أو كولورادو أو نيفادا فإننا سنخسر". وأضاف: "إذا فشلنا في حشد الناخبين الاميركيين من أصول آسيوية ومن جزر المحيط الهادئ في نيفادا أو فرجينيا فإننا سنخسر. هكذا بوضوح وبساطة".

وحددت المذكرة هدفاً لجمع أربعة ملايين دولار يومياً من الآن وحتى الانتخابات في 8 نوفمبر أو حوالي 500 مليون دولار إجمالا.

تبرعات

في سياق آخر، أعلنت حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب انها جمعت في يونيو الفائت تبرعات بقيمة 51 مليون دولار وهو مبلغ يقل كثيراً عن التبرعات التي جمعتها كلينتون والتي بلغت 68.5 مليون دولار. وأوضحت حملة الملياردير المثير للجدل ان نصف التبرعات تقريبا (26 مليون دولار) مصدرها 400 الف متبرع 94% منهم تبرعوا بمبالغ تقل عن 200 دولار، في حين ان النصف الثاني (25 مليون دولار) جمعته الحملة من 22 حفلا نظمتها لجمع تبرعات.

تدمير الآخرين

وشنت كلينتون هجوما عنيفا على منافسها، متهمة الملياردير المثير للجدل بأنه بنى ثروته "عبر تدمير اناس آخرين". واختارت كلينتون أن تشن هجومها من مدينة اتلانتيك سيتي حيث تقع فنادق "ترامب بلازا" التي اغلقت في سبتمبر 2014 و"ترامب مارينا" الذي بيع قبل 5 سنوات بخسارة و"ترامب تاج محل" الذي بيع ايضا.

وقالت كلينتون "لن ندعه يفعل ببلدنا ما فعله في اعماله"، متهمة منافسها الجمهوري بانه "راكم عمدا الديون (...) واقترض بفوائد عالية جدا" ومن ثم عجز عن السداد فأشهر افلاسه "ليس مرة واحدة فحسب أو مرتين بل اربع مرات".