تعتبر إسرائيل أحد اللاعبين الدوليين، من أصحاب الوزن الثقيل، في القارة الإفريقية، حيث تتشعب علاقاتها العسكرية والدبلوماسية بالدول الإفريقية ذات الأهمية الجيوسياسية، منذ بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث مرّت بفترة انقطاع في عقد السبعينيات، على خلفية تأجج الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1973، التي انتصر فيها الجيش المصري.

في النصف الثاني من عقد السبعينيات، عادت إسرائيل إلى ممارسة الهيمنة والنفوذ الاقتصادي والعسكري، بين عواصم مهمة في القارة السمراء، واستطاعت أن تملأ الفراغ المصري، الذي امتد إفريقياً خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، التي انتهت 2011، حيث أصبحت إسرائيل شريكاً اقتصادياً وعسكرياً وتجارياً في عدة دول إفريقية.

Ad

الشهر الماضي أعلن في إسرائيل، محاولة استعادة تل أبيب مكانتها كعضو مراقب في منظمة «الاتحاد الإفريقي»، وهو ما اقترحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال استقباله الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في إسرائيل، بتقديم اقتراح لمؤسسات الاتحاد الإفريقي، يدعو لمنح إسرائيل مكانة عضو «مراقب». وفي اليومين الأخيرين تلقى نتنياهو تعهدات من قادة دول افريقية زارها بتفعيل هذا الأمر.

وتتخوف مصر من وجود محتمل و»خبيث» لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي، بعدما اتخذت عدداً من الخطوات الدبلوماسية، لتعزيز تواجدها في القارة، وعينت مؤخراً ملحقاً عسكرياً مقيماً في كل من إثيوبيا وأوغندا ورواندا وكينيا، بعد سنوات كانت فيها إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية قوية ومتوازنة مع 41 دولة إفريقية من أصل 55 دولة عضوا في الاتحاد الإفريقي، ولديها سفارات في 11 دولة، وتحظى بوجود عسكري مكثف بها، في القواعد الجوية في كل من إثيوبيا وكينيا، خلافاً للوجود الجوي في غينيا، وإقامة قواعد جوية في تشاد على الأخص بالمنطقة المجاورة لحدود السودان، تمثلت في ثلاثة مطارات أحدها مطار بحيرة «ايرو «والثاني مطار «الزاكومة» والثالث مطار «مفور».

ويتغلغل المستشارون العسكريون الإسرائيليون في وحدات القوات المسلحة بإفريقيا، وصلوا إلى أكثر من 500 مستشار عسكري بأوغندا وحدها، حيث عمل بعضهم مستشارين لقياداتها، أو مشرفين على المعاهد العسكرية التي أقيمت بدعم إسرائيلي.