عيدان في سيناء مع «تراجع الإرهاب»

«الحمد لله، فقد مر رمضان وأول أيام عيد الفطر بسلام، من دون هجمات كبرى للعناصر الإرهابية في مدينة الشيخ زويد»، بهذه الكلمات، بدأت الحاجة «مبروكة» المرأة السيناوية العجوز، من مدينة «الشيخ زويد» ـ تبعد 334 كم شمال شرق القاهرة و12 كم عن قطاع غزة ـ حديثها مع «الجريدة»، أثناء الاحتفال بأول عيد الفطر أمس الأول.

وقالت العجوز إنها عاشت في سيناء كل أنواع الصعوبات الأمنية، خلال الأعوام الخمسة السابقة، إلا أنها تشعر أن هذا العيد عيدان، رافضة التأكيد على استئصال شقفة الإرهاب تماماً، في ثاني أكبر المدن السيناوية، مضيفة، في حين أحفادها يلعبون بهدايا العيد، أن الإرهابيين معروفون للجميع، لكنهم مثل مادة «الزئبق»، لا يمكن الإمساك بهم أو الوشاية عليهم لقوات الأمن بسبب الاعتبارات القبلية.

المرأة العجوز التي تحدت الإرهاب مع كثير من أهالي شمال سيناء أمس الاول خلال احتفالهم الصاخب بالعيد في الحدائق العامة والمنتزهات، لم تنس أن تذكرنا بأنه أول رمضان بدون عمليات كبرى، منذ سنوات في سيناء، حيث دأب تنظيم ما يُعرف بـ»أنصار بيت المقدس» الفرع المصري لتنظيم «داعش»، على تنفيذ عمليات إرهابية كبرى خلال الشهر الكريم، كما دأب على تهديد الأهالي ليحذرهم من التعاون مع قوات الأمن، إذ نجحت قوات الجيش المصري في إحباط عملية كبرى للتنظيم الإرهابي، في شهر رمضان الماضي 1436هـــ، أطلق عليها وقتها «غزوة أبو صهيب الأنصاري»، والتي استهدفت احتلال مدينة الشيخ زويد الاستراتيجية.

وقبل أسبوع من حلول شهر رمضان الماضي، أطلقت قوات الجيش المرحلة الثالثة من عملية «حق الشهيد» – وهي عمليات أمنية عسكرية تشارك فيها عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية – مما ساعد على تفويت الفرصة على العناصر الإرهابية، وشل قدرتهم على تنفيذ أية عمليات، خاصة أن المرحلة الثالثة من «حق الشهيد» عملت على دعم الارتكازات الأمنية بمعدات وأجهزة حديثة.

المدينة التي تعتبر أحد المراكز الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء، شهدت هجمات من قبل جماعات إسلامية مسلحة، منذ رحيل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي يوليو 2013، في حين تقلّص عدد سكانها إلى أقل من 60 ألف نسمة، نتيجة موجات النزوح، خاصة في القرى الواقعة جنوب المدينة، التي تقع على الطريق الدولي الساحلي، بين رفح والعريش.

فقد عرفت «الشيخ زويد» عمليات نزوح واسعة أخيرا، فوفقا للإحصائية الرسمية التي صدرت على لسان السكرتير العام الثاني لمحافظة شمال سيناء، المختص بمتابعة أوضاع النازحين، اللواء محمد السعدني، فقد بلغت أعداد النازحين من الشيخ زويد نحو 3994 أسرة.