بعد أسبوعين على قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي خلف انقساماً غير مسبوق وتوتراً بالأسواق المالية وهبوطاً تاريخياً للجنيه الإسترليني، صوّت النواب البريطانيون لمصلحة اختيار وزيرة الداخلية تيريزا ماي ووزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسوم لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على رأس حزب «المحافظين»، لتنحصر رئاسة الحكومة المقرر حسمها في 9 سبتمبر المقبل في امرأة للمرة الثانية بعد مارغريت تاتشر، التي شغلت المنصب للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا بمدة حكم هي الأطول على الإطلاق.

وفي اليوم الأخير من عملية اختيار المرشحين، التي استُبعِد من جولتها الأولى وزير الدفاع السابق وليام فوكس وانسحب منها وزير الدولة ستيفن كراب، حصدت ماي 199 صوتاً مقابل 184 صوتوا لمصلحة ليدسوم.

Ad

وماي معروفة بتشكيكها في الوحدة الأوروبية رغم انضمامها إلى معسكر البقاء بـ«الاتحاد الأوروبي»، وتشكل شخصية توافقية قادرة على لملمة صفوف الحزب المنقسم بعد الحملة الشرسة قبل استفتاء 23 يونيو الماضي. أما ليدسوم ووزير العدل مايكل غوف فكانا من أبرز وجوه معسكر «بريكست».

وسيتم الاختيار بين ماي وليدسوم رسمياً في 9 سبتمبر المقبل، وسيتعين على الفائزة منهما القيام بالمفاوضات الشائكة للانفصال عن «الاتحاد» مع الحفاظ على استقرار الوضع في البلاد التي تواجه تداعيات الخروج الاقتصادية.

واستعادت البورصات الأوروبية بعض عافيتها صباح أمس بعد عدة جلسات تراجع، لكن الجنيه الاسترليني لا يزال ضعيفاً جداً، لاسيما أمام الدولار، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أكثر من 31 عاماً.

ولجأ بعض المرشحين لخلافة كاميرون، الذي استقال بعد يوم من الاستفتاء، الذي شكل أبرز حدث بعد الحرب العالمية الثانية، إلى ممارسات اضطرتهم للاعتذار علناً مثلما حصل مع مدير حملة مايكل غوف نيك بولس بعد أن دعا أنصار ماي إلى التصويت لمرشحه لإزاحة ليدسوم من السباق.