شاب أميركي مسلح يقتل 5 شرطيين في دالاس

● أكبر خسارة للشرطة الأميركية منذ «11 سبتمبر» في الهجوم الذي تخلل تظاهرة احتجاجية على مقتل «أسودين»
● المهاجم أراد الانتقام من البيض وصُفّي برجل آلي مفخخ بعد فشل التفاوض معه
● أوباما: الاعتداء محسوب

نشر في 09-07-2016
آخر تحديث 09-07-2016 | 00:05
في دليل على ارتفاع حاد للتوتر العنصري بالولايات المتحدة، قتل 5 من عناصر الشرطة الأميركية في هجوم غير مسبوق، نفذه مسلح ضد الشرطة خلال تظاهرة احتجاجية بمدينة دالاس في ولاية تكساس، على مقتل رجلين أسودين بطريقة غير مبررة في حادثتين أثارتا الغضب.
في أكبر خسارة للشرطة الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، قتل خمسة شرطيين أميركيين، وجرح تسعة آخرون، بينهم سبعة شرطيين، مساء أمس الأول، في دالاس بولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة، بعد تعرضهم لـ«كمين» نفذه شاب أميركي مسلح، في هجوم منسق أشاع الفوضى والخوف، إثر تجمع احتجاجي على مقتل رجلين أسودين برصاص شرطيين في لويزيانا ومينيسوتا.

وقال رئيس بلدية المدينة مايك رولينغز إن خمسة شرطيين قتلوا وجرح تسعة أشخاص آخرين، هم سبعة شرطيين ومدنيان، وأضاف أن المشتبه به قتل في اشتباك مع الشرطة، بينما أوقف 3 مشتبه بهم، بينهم رجل أسود وسيدة سوداء.

وتجمع المئات في هذه المدينة الكبيرة، في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق السود، بعد مقتل رجلين في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين، ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين.

وكان التجمع انتهى للتو عندما سمع أزيز الرصاص في حوالي التاسعة مساء الخميس (2.00 ت غ الجمعة). وأشاع إطلاق النار الذعر والفوضى، وراح الناس يجرون في كل اتجاه.

وقال شاهد: «كان هناك سود وبيض ولاتينيون، الجميع كان هنا للاحتجاج، ثم سمع إطلاق نار. شعرنا وكأن إطلاق النار موجه نحونا. سادت الفوضى، كان الوضع أشبه بالجنون».

وقالت المصادر إن المسلح بدأ بإطلاق النار على رجال الشرطة من موقع مرتفع، وفق ما أكد رئيس شرطة دالاس ديفيد براون، إلا أن أحد أشرطة الفيديو اظهر أحد المسلح وهو يقتل رجل شرطة، بعد أن اقترب منه إلى مسافة صفر، بما يشبه الإعدام.

وبعد ساعات، مع تقدم الليل، استمر تبادل إطلاق النار بين الشرطة والمشتبه به اختبأ في مرآب وسط المدينة، وتمكنت قوات النخبة في الشرطة في النهاية من قتله، باستخدام رجل آلي مخصص للمتفجرات تم تفخيخه.

وقال الشاب قبل مقتله إنه زرع قنابل في كل أنحاء المدينة، فتم استدعاء خبراء المتفجرات للبحث عنها، وتبين انه لا توجد متفجرات.

وكشف قائد الشرطة ديفيد براون ان المشتبه به قال انه لا ينتمي إلى أي مجموعة، وانه اراد قتل أي رجال شرطة بيض. ودعا براون إلى الوحدة بين الشرطة والمواطنين.

ونشرت فرق من شرطة التدخل السريع في المدينة بعد بدء اطلاق النار، وقال المسؤول في شرطة دالاس ماكس جيرون: «هناك عدة عمليات تفتيش جارية، بحثا عن متفجرات في وسط المدينة، سيستغرق الأمر بعض الوقت». وتحدث رئيس البلدية مايك رولنغس عن «صباح حزين»، وقال: «علينا ان نتحد كمدينة، وكبلد، وان نشبك أيدينا ونضمد جراحنا».

ونشرت شرطة دالاس صورة لرجل أسود يحمل سلاحا خلال التظاهرة وهو يرتدي ملابس عسكرية ويطلق النار من بندقية على كتفه. وتبين في وقت لاحق أن الرجل كان يحمل سلاحا بطريقة شرعية، وأنه سلم سلاحه للشرطة، بعد ان تبين ان لا علاقة له بالحادث.

واصطف عدد من رجال الشرطة لتأدية التحية أو واضعين أيديهم على صدورهم خارج المستشفى الذي نقلت اليه جثث رفاقهم في دالاس. وقالت الشرطة إن أحد المهاجمين قال إنه يريد أي شرطي أبيض، مؤكدة أن المسلحين عملوا بطريقة منفردة، وانه لا شبهة بمخطط إرهابي خارجي في الهجوم.

أوباما

ووصف أوباما الهجوم بأنه «اعتداء آثم محسوب وخسيس»، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البولندية (وارسو).

وقال الرئيس الأميركي: «نحن نعرف أيضا أنه عندما يتسلح الناس بأسلحة قوية، فبكل أسف تصبح الهجمات أكثر دموية ومأساوية، ويتعين علينا خلال الأيام المقبلة مواجهة هذه الحقائق أيضا»، في إشارة إلى الحاجة لإجراء مزيد من الحوار بشأن حيازة الأسلحة.

وأضاف: «سوف نعرف من دون شك دوافعهم الملتوية» في إشارة إلى منفذي الهجمات، مضيفا: «لكن دعوني أوضح أنه لا يوجد مبرر لهذه الهجمات الحمقاء»، معلنا تضامنه مع الشرطة.

وكان أوباما علق على مقتل الرجلين الأسودين قبل أحداث دالاس، متحدثا عن «مشكلة خطيرة» تعانيها أميركا، داعيا إلى البدء بإصلاح سلك الشرطة.

وقال أوباما إنه من الواضح ان اعمال القتل ليست «احداثا معزولة»، إنما تشكل «اعراضا للتحديات الاكبر في نظامنا القضائي»، متحدثا عن «فروقات عنصرية» وعن «انعدام الثقة بين قوى الأمن ومجموعات كبيرة من السكان».

وكانت صديقة فيلاندو كاستيلي (32 عاما) الموظف في مقصف في مدرسة نشرت على «فيسبوك لايف» عملية قتله من قبل رجل شرطة بأربع رصاصات داخل سيارتهما وابنته الجالسة في المقعد الخلفي.

وقالت المرأة، إن الشرطي الذي كان يقوم بالتدقيق في الهويات اطلق النار على صديقها عندما كان يبحث عن أوراقه الثبوتية، مضيفة أن صديقها أبلغ الشرطي انه يملك سلاحا مرخصا له.

وقبلها نشر فيديو يظهر مقتل التون سترلينغ (37 عاما) وهو بائع متجول برصاص الشرطة لرفضه الانصياع لأوامر الشرطيين اللذين طلبا منه التمدد على الأرض. وطرحه شرطي أرضا وساعده زميله للسيطرة عليه. وصرخ أحدهما «انه مسلح!»، عندها شهر الشرطيان سلاحهما وسمعت عدة طلقات نارية.

(واشنطن، دالاس وكالات)

back to top