في أواخر شهر رمضان المبارك، وفي وقت العبادة، وفي أطهر البقاع عند المسلمين، يفجر نفسه مسلم فهم الإسلام كما أرادوا له أن يفهم، فيقتل نفسه ويقتل المسلمين مؤمناً بأن نهايته ستكون الجنة وحياته الآخرة ستجمعه مع الحور العين، وبسذاجة وغباء ودع أهله دون أن يفكر للحظة واحدة، في عدم قناعة من لقنه ودرسه تلك المفاهيم، أن يكون هو الفائز بتلك الملذات، حيث لا يمكن لشخص يعلم أن ما يفعله هذا الساذج ستكون جائزته الجنة والحور العين ويتركها لشاب في مقتبل العمر يفوز بها.

الكارثة أن أبناءنا ضحايا لمجموعة إرهابية تستغل عنفوانهم واندفاعهم وقلة معرفتهم بدينهم ليجعلوا منهم أدوات لقتل البشر وإرهابهم باسم الدين، وهذه المجموعة تم اختيارها بعناية ممن يمارسون الدين كمهنة لا عبادة، لا يهمهم سوى المال، فيجندوا هؤلاء الشباب المغرر بهم، والكارثة الأخرى أن الدولة بأجهزتها وقوتها تعمل أيضاً لمحاربة هؤلاء الشباب دون أن يفكر المسؤولون عنها كيف يمكن حماية هؤلاء الشباب من فكر هذه المجموعة الإرهابية، وهو الأمر الذي زاد من استفحال هذه الظاهرة وانتشارها.

Ad

لذلك أعتقد أن التفجيرات لن تتوقف ولا يمكن القضاء عليها ما لم تقم الدولة بكل مؤسساتها بدراسة هذه الظاهرة وتوفير كل السبل لعلاجها واستئصالها من مجتمعاتنا، وهذا الأمر لم نره ولا نلمسه من الدولة.

يعني بالعربي المشرمح:

التفجيرات التي طالت أطهر الأماكن عبادة وفي أفضل الأشهر عبادة ليست بتفجيرات إرهابية فقط، بل تفجيرات فكرية زرعت في عقول طرية لا تفقه الدين ولا العقيدة، وهو الأخطر إذا ما انتبهت الدول لكيفية علاج هذه الظاهرة الخطيرة، وإنقاذ أبنائها من هذا الفكر الإجرامي، وكل عام والجميع بأمن وأمان.