سوار شعيب
بأسلوبه الجريء وقناته غير التلفزيونية (تبث على الإنترنت) تمكّن برنامج "سوار شعيب" من كسب شعبية ممتازة في الكويت والخليج والعالم العربي في وقت قصير نسبياً، وهو نجاح يحسب لمقدم البرنامج وفريقه. اللافت للنظر أن هذا البرنامج رغم أنه برنامج لمقابلة المشاهير فإنه استطاع أن يكون إطاراً فكرياً لكل حلقة، حيث يتناول فيها قضية تهم المجتمع، وهو أمر يستحق الإشادة، بموازاة ما نراه من كمية برامج تافهة تستهلكها القنوات صباح مساء.وقد قمت بمراسلة البرنامج والإشادة بإطاره الفكري، وقد سرني كثيراً أن أرى في الحلقة اللاحقة منه تأكيداً من مقدم البرنامج الأخ شعيب راشد على غلبة الجانب التثقيفي على الترفيهي فيه، معززاً ذلك بتوضيح توزيعة الوقت على فقرات البرنامج وبعض الإحصاءات التي قام بها فريق العمل.
وهذه مناسبة لتذكير إخواني وأخواتي الآباء والأمهات بأن قيم المجتمع بدأت تتغير والسبب عدم نقلها منهم إلى أبنائهم، فالوقت الذي يقضيه الأب والأم مع أطفالهما لا يعادل الوقت الذي يجلس فيه الطفل أمام التلفار، لينقل إليه قيماً وعادات وأخلاقاً قد تكون مخالفة لقيم وأخلاق مجتمعنا، ثم نفاجأ بتصرفات غريبة على المجتمع، ونتعجب من أين أتت هذه الأخلاق؟ وكلنا يعلم عن الحوادث الأخيرة التي وصلت إلى القتل داخل إطار الأسرة مع الأسف.وهي أيضاً دعوة لأصحاب القنوات والبرامج لاختيار المواد الهادفة إلى بث الأخلاق الكريمة والقيم الطيبة، فالترفيه لا يعني الإسفاف، والكوميديا لا تعني تدني مستوى الحوار، والإثارة لا تعني التعري والفساد الأخلاقي... وهذه دعوة للجميع لتحمل المسؤولية فيما يقدمونه للمجتمع من مواد إعلامية تسهم في صياغة عقل المشاهد وتؤثر في قراراته واختياراته.وبنظرة سريعة على حلقات برنامج "سوار شعيب" أرى أنه قد تناول بعض قضايا تربية المجتمع المهمة مثل: قبول الذات، والابتعاد عن الإشاعات، ونبذ الطائفية، ونبذ العنصرية، والاهتمام بالمبدعين وأصحاب الإنجازات، وتوعية المستهلك، والاهتمام بالعمل الخيري والإنساني، وغيرها من القضايا التي تهم مجتمعاتنا اليوم مما لا يتسع المجال لذكره.لذلك أوجه إلى فريق العمل، والذين لا أعرف أياً منهم بالمناسبة، وأشكرهم من خلال "الجريدة" على هذا الجهد المتميز وأدعوهم إلى إكمال هذه المسيرة، وأتمنى من الله لهم التوفيق.