لم يعد خفياً على أحد أن هناك من يتآمر على هذه المنطقة ويسعى جاهداً لتفتيتها وتقسيمها وبث الفوضى والفتن فيها من خلال مخططات إرهابية وتخريبية تحرق الأخضر واليابس، ولم تعد هناك دولة بمنأى عن الإرهابيين الذين يعيثون في الأرض فساداً، حيث طالت أيدي التنظيمات المتطرفة والعدوانية كثيراً من الدول ونفذت عمليات إجرامية في أماكن كنا نظنها آمنة وغير مخترقة وتحت الحماية الكاملة ولا يمكن الاقتراب منها، ولكنها تعرضت لهجمات دموية مروعة راح ضحيتها الكثير من الأبرياء. وقد جاء إعلان وزارة الداخلية ضبط 3 خلايا إرهابية خلال الأيام القليلة الماضية وقبلها خلية العبدلي، ليؤكد أن الكويت مستهدفة من أهل الشر الذين يسعون إلى زعزعة أمنها واستقرارها وترويع أهلها وضرب وحدتها الوطنية، ولكن الكويت بعون الله تعالى وبفضل وعي شعبها والتفافه حول قيادته السياسية والدور البطولي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية ستظل عصية على الإرهاب ومقبرة للمتطرفين وسننتصر على كل من يريد الشر بنا، غير أن هذا لا يعني الاطمئنان التام والتواكل خصوصاً في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة والإرهاب الذي يحصد يومياً أرواح الأبرياء، لذا يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية في مواجهة أصحاب الأفكار الظلامية ويجب رفع درجة الاستعداد والتأهب القصوى لدحر الإرهابيين وكشف من يعاونهم ويقف وراءهم.
ويبعث الكشف عن الخلايا الإرهابية في الفترة الأخيرة وضبط القائمين عليها برسالتين مهمتين، الأولى مفادها أن هناك عناصر إرهابية وخارجين على القانون يتبنون أفكار الجماعات المتطرفة يعيشون وسطنا يأكلون ويشربون معنا وفي نفس الوقت يخططون لقتلنا، أما الثانية فتؤكد أن هناك عيوناً ساهرة تحمي هذا الوطن وتدافع عنه، حيث نجح رجال الداخلية في الفترة الماضية في توجيه ضربات استباقية للإرهابيين والتوجه إلى جحورهم وجعل كيدهم في نحورهم، دون الانتظار إلى حين ارتكابهم الجرائم، وهؤلاء نوجه لهم تحية إجلال وتقدير ونشد على أيديهم ونساندهم ونطالبهم باستمرار هذه الجهود وضبط كل من تسول لهم أنفسهم الإضرار بأمن واستقرار هذا الوطن. وعلى المشككين في الضربات الاستباقية التي توجهها الداخلية للإرهابيين، أن ينظروا بعين الحياد إلى التهديدات التي يبثها تنظيم داعش الإرهابي، واستهدافه أماكن حيوية في البلاد كالمساجد والمطار وكذلك ما حدث في السعودية الشقيقة من تفجيرات انتحارية طالت الحرم النبوي، وهذه نماذج لما يكنه الإرهابيون من حقد وكراهية لبلادنا وشعوبنا، وفي نفس الوقت يجب أن تبعث "الداخلية" برسالة طمأنة لمن يتخوفون من اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً خلال الفترة المقبلة تضر بسمعة الكويت في مجال حقوق الإنسان. وفي الختام أود التأكيد على ضرورة التحرك السريع لمواجهة سرطان الإرهاب الذي تفشي في مجتمعاتنا وأصبح يقلقنا، ويجب أن تكون محاربته على مختلف المستويات الفكرية والأمنية والمادية واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، وعلى علماء الدين أن يكون لهم دور أكثر إيجابية في تصحيح الأفكار المغلوطة التي يستخدمها الإرهابيون لتشويه صورة الإسلام دين الرحمة والسماحة، كما يجب أن يكون هناك مزيد من التعاون بين دول الخليج لوأد العناصر الإرهابية وشل حركتها وإضعاف قدرتها على التنقل وجمع الأموال، ويبقى الدور الأهم لوسائل الإعلام ومواقع التواصل هو بث التوعية لا التحريض، وذلك بنشر الأخبار الصادقة وعدم الترويج للشائعات والأفكار المتطرفة.. حفظ الله الكويت من كل مكروه.
مقالات - اضافات
مقبرة الإرهابيين
09-07-2016