حرصت مؤسسات القطاع الخاص، ومنها البنوك، أن يكون لديها إدارات متخصصة قادرة على التعامل مع ما تشهده الأعمال الخيرية من مستجدات من حيث المفهوم والحجم والأدوات، لتعمل وفق أسس علمية لتنفيذ البرامج في مجال المسؤولية الاجتماعية بشتى مجالاتها.

Ad

أكد نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الكويت، ورئيس مجلس إدارة بنك برقان ماجد العجيل، أن القطاع المصرفي والبنوك المحلية لن تتأثر بالانخفاض المتوقع للإنفاق الحكومي نتيجة الانخفاض المستمر لأسعار النفط عالمياً.

وقال العجيل، في تصريحات صحافية على هامش افتتاح الدورة الثانية لملتقى الكويت الثاني للمسؤولية الاجتماعية، الذي أقيم بعنوان «دور المشاركة المجتمعية في تنمية العلاقات الدولية»، إن البنوك الكويتية ملتزمة بمسؤولياتها الاجتماعية نحو القضايا ذات البعد الإنساني سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

وأضاف أن ما تبذله الدولة من جهود إنسانية على المستوى الرسمي انعكس على العديد من المؤسسات الكويتية الخاصة سواء الهادفة أو غير الهادفة للربح ليترسخ في قناعاتها المعنى الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية، وأنها تعمل في منظومة اقتصادية واجتماعية تشكل مفرداتها بيئة أعمالها. وأشار إلى حرص مؤسسات القطاع الخاص، ومنها البنوك على أن يكون لديها إدارات متخصصة قادرة على التعامل مع ما تشهده الأعمال الخيرية من مستجدات، من حيث المفهوم والحجم والأدوات، لتعمل وفق أسس علمية لتنفيذ البرامج في مجال المسؤولية الاجتماعية بشتى مجالاتها. وبين أن السنوات الماضية برهنت مدى حرص مؤسسات القطاع الخاص على ممارسة دورها في الأعمال الإنسانية بشكل ممتاز جسد أعلى درجات التفاعل والنجاح في تقديم المساعدات الانسانية والإغاثية مما ساهم في تحسين صورة الكويت الخارجية إقليمياً وعالمياً وتعزيز علاقاتها الدولية.

القطاع الخاص

وذكر أن الدراسات تظهر أن القطاع الخاص هو المصدر التمويلي الأكبر للعمل الخيري العالمي، مما أثر بشدة على التمويل المتاح لهذه الأعمال في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي نشبت في عام 2008 وتداعياتها التي أثرت على الأوضاع المالية للشركات العالمية، وأدت إلى تراجع أولوية التبرعات لديها في ظل ما تعانيه من أزمة سيولة.

وأوضح العجيل أنه على الرغم من هذه التأثيرات لكن القطاع المصرفي الكويتي حرص دائماً على تعزيز قدرته لمواصلة دوره الاجتماعي وتوفير التمويل اللازم لبرامجه المختلفة واستطاع أن يلعب دوراً أكبر في خارطة المسؤولية الاجتماعية من خلال التزايد المستمر في حجم مساهمته الاجتماعية سواء في الداخل أو الخارج، ليستمر عطاؤه خلال السنوات الماضية ومشاركته المجتمعية الفاعلة لتعزيز التأثيرات الإيجابية على المجتمع بما يتسق ومبادئ التكافل الاجتماعي سواء من خلال ما يقوم به كل بنك على حده من أنشطة في مجال المسؤولية الاجتماعية أو من خلال أنشطة اتحاد مصارف الكويت لتصبح المسؤولية الاجتماعية إحد السمات المميزة لدور البنوك الاقتصادي والاجتماعي القائم على المزج بين مهنية العمل المصرفي ومراعاة القيمية الإنسانية وبعيداً عن أي اعتبارات سياسية في توجيه العمل الخيري.

وأشار إلى تبرع اتحاد المصارف ممثلاً عن البنوك الكويتية خلال هذا العام بمبلغ مليوني دولار استجابة لنداء سمو أمير البلاد للمشاركة في الحملة الوطنية لإغاثة اللاجئين والمشردين السوريين داخل سورية وخارجها، وذلك للعام الثاني على التوالي، حيث سبق للاتحاد أن تبرع العام الماضي بمبلغ مليوني دولار أيضاً ليبلغ إجمالي تبرعاته لذات الغرض 4 ملايين دولار.

الدورة الثانية للملتقى

وأوضحن أن اتحاد المصارف حرص في ملتقى هذا العام على إبراز دور الكويت في التفاعل مع المشكلات الإنسانية على المستوى الدولي من خلال مؤسساتها الحكومية والخاصة، مما يؤكد جدارتها بقرار الأمم المتحدة أن تكون «مركزاً إنسانياً عالمياً» وبتكريم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، «قائداً للعمل الإنساني» تقديراً لجهوده في العمل الخيري والإنساني.

وأشار إلى المواقف المضيئة للكويت وتواصل عطائها في العمل الإنساني والخيري، وحرص القيادات السياسية المتعاقبة للكويت على تعزيز دورها في مجال الأعمال الخيرية والعمل انتشارها على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأضاف العجيل أن الدبلوماسية الكويتية الحكيمة التي أرسى قواعدها سمو أمير البلاد مضت بخطوات ثابتة لتصبح نهجاً متكاملاً لإعلاء مكانة الكويت دولياً، يرتكز إلى ثلاث ركائز سياسية واقتصادية وإنسانية، حيث كانت الكويت، وما تزال من الدول الداعمة للإنسانية والسباقة في عمل الخير دون تحيز لأي عرق أو دين أو جنس، ولا شك أن تعاون 32 دولة في تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، كان إحدى ثمار هذه الدبلوماسية.

وبين أن الكويت لم تبخل ولم تدخر جهداً للمساهمة في إغاثة أي دولة منكوبة للتخفيف مما تعانيه بعض شعوب العالم من الأضرار والكوارث، مشيداً بمبادرة الكويت باستضافة مؤتمرات المانحين للشعب السوري والتي جسدت إحدى الحلقات في سلسلة متصلة من الأعمال الإنسانية التي تقوم بها من أجل أشقائها العرب والمسلمين، ونجاح مؤتمر المانحين الثالث في تجميع تعهدات قيمتها 3.8 مليارات دولار بما يفوق إجمالي ما سجله من تعهدات بلغت في المؤتمر الأول 1.5 مليار دولار وفي الثاني 2.4 مليار دولار. وزاد أنه من بداية الأزمة السورية والمساعدات الكويتية على الصعيدين الرسمي والشعبي لم تنقطع إيماناً من القيادة السياسية بأهمية إيصال رسالة إلى الشعب السوري بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته.

ضوابط رقابية

من جانبها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح، أن ما اتخذته الكويت في الفترة الأخيرة من تدابير وإجراءات وضوابط جاء في إطار قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بممارسة دورها الرقابي والتنظيمي في مجال المسؤولية الاجتماعية لم تكن إطلاقاً لتحجيم العمل الخيري الكويتي الذي يعتبر تناميه هدفاً استراتيجياً للكويت للحفاظ على ما حققته من مكانة على المستوى الدولي، لكنها استهدفت بشكل أساسي تنظيمه وحمايته من أي تشويه محلي ودولي للنأي بالكويت عن العودة لقائمة الدول المشتبه فيها.

«التقدم العلمي»: نشر الثقافة العملية ودعم المبدعين أهم محاور استراتيجيتنا

قال المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي عدنان شهاب الدين، إن المؤسسة تمتلك سجلاً حافلاً قارب الأربعين عاماً في دعم وتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي في الكويت، حيث تم تأسيسها ودعم ميزانياتها من خلال ممارسات الشركات المساهمة لدورها في مجال المسؤولية الاجتماعية من خلال ما تقدمه سنوياً من استقطاعات بلغت نسبتها عند التأسيس 5 في المئة، ووصلت حالياً 1 في المئة من صافي أرباحها. وأضاف شهاب الدين أن استراتيجية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ترتكز على أربعة محاور أساسية تتمثل في الاهتمام بنشر الثقافة العلمية بتشجيع الكتب العلمية وأمهات الكتب وبناء قدرات بحثية وطنية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات ودعم ورعاية الموهوبين والمبدعين المتمثل في إنشاء مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، ودعم بناء القدارات العلمية والتقنية والإدارية في الشركات المساهمة التي تقوم بدعم المؤسسة.

وزاد أن المؤسسة ترجمت علاقاتها الإنسانية بالمجتمع من خلال العديد من المساهمات التي استهدفت الكثير من المشروعات والمبادرات التي تصب في النهاية في خدمة المجتمع سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الخارجي.