طوى مجلس الوزراء نهائياً في اجتماعه الأخير ملف مجمع الصوابر، بما تضمنه من عثرات، وطلب من وزارة المالية و«الرعاية السكنية» استرداد جميع الوحدات السكنية بالمجمع في مدة أقصاها نهاية مارس المقبل.
وإزاء هذا القرار الحكومي الذي يُنهي 40 عاماً من تجربة الصوابر الإسكانية، تعيد «السكنية» من جديد خيار الشقق إلى التداول في عدد من المشاريع الجديدة، وهو خيار أعاد انقسام المواقف حياله بين رافض بالمطلق للفكرة، باعتبارها لا تتلاءم مع «استقلالية» السكن التي دأب عليها المواطنون، ومؤيد لها، باعتبارها حلاً لتجاوز فترة الانتظار الطويلة، للحصول على سكن من بين 106 آلاف طلب إسكاني.يتكرر خيار الشقق كوحدات سكنية للمواطنين مرة أخرى اليوم، لكن وفق مسؤولي "السكنية" بشكل مختلف عن تجربة الصوابر، ونظرة مغايرة تؤكدها مشاريع الشقق في شمال غرب الصليبيخات ومدينة جابر الأحمد، وتوزيعها بالكامل في السنة المالية الماضية، في الوقت الذي تعكف المؤسسة على طرح المزيد منها في مشروع توسعة الوفرة، كما أعلنت عن ذلك في خطتها المعتمدة الخمسية التاسعة خلال العام الجديد."الجريدة" نزلت للشارع، وطرحت الأسئلة على عدد من المواطنين، لمعرفة آرائهم تجاه طرح المزيد من السكن العمودي في البلاد، والتي جاءت متباينة، بين قبول لتجاوز تجربة "الصوابر" بكل نجاح، والرفض لعدم تناسبها مع الأسر الكويتية وصغر حجمها، مع دعوات لإيقاف طرح المزيد منها، في حين دعا البعض إلى توفيرها، أسوة بالبيوت والقسائم، كخيار أمام المواطنين، وخاصة حديثي الطلبات الإسكانية، للحصول على سكن، بعيداً عن عناء الانتظار. وكانت مجريات التحقيق، كالتالي:من جهته، رفض المواطن عبدالرحمن الضبيبي استمرار المؤسسة العامة للرعاية السكنية في طرح السكن العمودي في البلاد، مبيناً أن الشقق لا تتناسب مع المواطنين، متسائلاً: لماذا يتم طرح الشقق للمواطنين في الوقت الذي تمتلئ فيه البلاد بالشقق؟وفي حال عُرض عليه السكن العمودي، قال الضبيبي: "أكيد، لن آخذ الشقق، ولماذا أنتظر أكثر من 15 عاماً للحصول على دور سكني في شقة فقط، حتى لو كانت بمدة سكنية أقل؟"، مضيفا: "غيري مو أحسن مني".غير مجدٍبدوره، قال المواطن حامد العنزي إن السكن العمودي في البلاد لا يصلح للمواطنين وغير مجدٍ، مبينا: "القسائم والبيوت السكنية هي الخيار الأفضل، بعيداً عن طرح الشقق".وعن سبب الرفض، أوضح أن الشقة صغيرة الحجم، ولا تقارن بالبيت أو القسيمة الإسكانية، مبيناً أنه سيرفض الحصول على الشقق في حال تم عرضها عليه، لعدم اقتناعه بها.بيوت الطينوعبَّر المواطن حمد الحربي عن رأيه بالرفض، مشيرا إلى أنه لا يؤيد الشقق والسكن العمودي في البلاد، لأن الكويتيين تربوا في بيوت من الطين وهم في بيت مستقل، وهذه الشقق لا تصلح لطبيعة المواطنين.وأضاف: "مساحة البيوت والقسائم الحالية 400 م2 غير كافية وقليلة لكبر حجم الأسر"، مبيناً أنه سيرفض هذا الأمر في حال عرضه عليه، داعياً في الوقت ذاته إلى إيقاف طرح المزيد من الشقق، ولاسيما أن الكويت فيها مساحات كبيرة.مساحات شاسعةوذكر المواطن سعد العجمي، أن الكويت تضم أراضي شاسعة، وعدد المواطنين قليل، وحصول المواطن على القسائم والبيوت أفضل بكثير من الشقة، وخاصة أن هناك مساحات كثيرة وشاسعة يفترض توفيرها للمواطنين، مبينا: "بيت العُمر يفضَّل أن يكون فيه استقلالية، عكس الشقة، حيث إن صغر مساحتها وكثرة الأبناء والعمالة المنزلية سيسبب أزمة للمواطن في مرافقها".العادات الكويتيةوعارض بشدة المواطن نايف الماجدي أمر الشقق، قائلا: "الشقق لا تتناسب مع عاداتنا في الكويت"، مضيفا: "نحن غير متعودين عليها، وشي جديد وأرفضها بشدة"، مشيرا إلى أن المجتمع الكويتي بحاجة إلى المزيد من الوقت، لكي يتقبل فكرة الشقق، بدلاً عن البيوت، "هذا الموضوع بحاجة إلى تسويق حكومي أكثر ذلك".من جانبه، رفض المواطن محمد العتيبي فكرة السكن في شقة، مبررا ذلك أن "هناك فرقا كبيرا بين الشقة والبيت، في ما يتعلق بالمساحة"، مؤكداً أنه سيرفض الشقق، في حال عرضت عليه، لأفضلية البيت بالنسبة له، داعياً في الوقت ذاته إلى إيقاف طرح المزيد من الشقق في البلاد، مع توفير البيوت والقسائم.شريحة الشبابمن جانب آخر، دعا المواطن أيمن العثمان إلى طرح المزيد من الشقق، كبدائل سكنية في البلاد، مبيناً أن المؤسسة العامة للرعاية السكنية استفادت كثيراً من تجربة الصوابر السابقة، وتجاوزتها الآن في السكن العمودي الحديث، لافتا إلى أن نجاح مشاريعها في السكن العمودي مبني على تجاوز الأخطاء السابقة.وأضاف أن الشريحة الأكبر من المواطنين في البلاد من الشباب، حيث يمثلون أكثر من 70 في المئة من المجتمع الكويتي، ونظرتهم اختلفت عن الجيل القديم، مضيفا: "وصول طابور الانتظار الإسكاني إلى أكثر من 100 ألف أكبر محفز للجميع للحصول على أي سكن متوافر، بعيداً عن الانتظار".وتابع العثمان: "المواطن أصبح عمليا وواقعيا أكثر، ولا سيما أن مساحة الشقق الجديدة في "السكنية" كبيرة وأفضل من فكرة مجمع الصوابر بكثير، إضافة إلى فكرة اتحاد الملاك الحديث، من ثم الأمور متشابكة، وستعزز من فكرة السكن العمودي".رأي مختلفوعكسهم تماماً، طالب المواطن عادل البطي بطرح المزيد من الوحدات السكنية، أياً كانت، سواء شقة أو بيتا أو قسيمة، مضيفا: "وجود الخيارات أمام المواطنين أمر ضروري".وأشار إلى أن كل مواطن لديه وجهة نظر خاصة به، مبيناً: أفضِّل البيت عن الشقة، وأيضا "الحوش العربي"، لأسباب خاصة.خيار رائعبدوره، ذكر المواطن أحمد بولند، أن طرح الشقق في السكن العمودي قد يكون خيارا رائعا للمتزوجين الجدد من أصحاب الطلبات الإسكانية الحديثة، بدلا من عناء الانتظار لسنوات طويلة للحصول على بيت العمر.السكن في جزيرةمن جهته، قال محمد الرشيدي إن المواطن الكويتي يرضى بجميع البدائل السكنية، سواء كانت شققا أو بيوتا، في حال توافره، بعيداً عن عناء دفع الإيجارات التي ترهقه، حتى لو كان البناء بمنطقة السالمي الحدودية أو جزيرة، داعياً الحكومية إلى البناء، حتى وإن كان في مناطق بعيدة، لتوفير المزيد من الوحدات السكنية للمواطنين.
ألبومات
استرداد «الصوابر» يعيد الجدل حول جدوى السكن العمودي
10-01-2016