كاميرون في لبنان... دَعَمَ الحكومة ودعا إلى انتخاب رئيس
زار مخيماً للاجئين السوريين بالبقاع ومدرسة في برج حمود
سبق رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في حضوره الى بيروت لتفقد مخيمات للاجئين السوريين في البقاع ومدرسة لأطفال في برج حمود، والاجتماع الى رئيس الوزراء تمام سلام وإجراء محادثات معه تناولت وضع اللاجئين وما يحتاجون إليه.وأكد كاميرون لسلام بعد لقائهما بالسراي الحكومي في بيروت: "إننا ندعمك ونقف خلفك بما تقوم به، ويجب انتخاب رئيس للجمهورية"، وأوضح أن "بريطانيا قدمت المساعدة والمساهمة لتخفيف الأعباء عن الدولة اللبنانية في ملف اللاجئين السوريين".
وشدد كاميرون على أن "بريطانيا تريد أن ترى لبنان مستقرا، وتؤكد الحاجة الى رئيس يمثل البلاد على المستوى الدولي".وأشار الى أن "وجود داعش على بعد كيلومترات قليلة من حدود لبنان أمر خطير، ونحن هنا لدعم القوى الأمنية والجيش اللبناني لمحاربة الخطر". وأعلن أن "بريطانيا ستقدم مساعدات تربوية إلى لبنان بقيمة 20 مليون جنيه استرليني".من جهته، أشار سلام الى أنهما أجريا مباحثات "صريحة ومثمرة"، وقال: "سررت بالاستماع الى تأكيد رئيس الوزراء لموقف بلاده الداعم للبنان والحريص على وحدته وسيادته، ومساندتها بكل ما يعزز أمن بلادنا واستقرارها في ظل الأزمة السياسية التي نواجهها، والمتمثلة في الشغور الرئاسي، وفي ظل الأحداث المأسوية الجسيمة التي تجري في هذه المنطقة من العالم".عبء هائلوأضاف: "اغتنمت هذه المناسبة لأشيد بالجهود التي تقوم بها حكومة السيد كاميرون لمساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، من أجل تعزيز قدراتها في المعركة التي تخوضها مع الإرهاب. كذلك أعربت عن شكري للحكومة البريطانية على تقديماتها لقطاع التعليم في لبنان". ولفت الى أنه "عرضت لرئيس الوزراء العبء الهائل الذي يتحمله لبنان من جراء وجود مليون ونصف المليون نازح سوري على أراضيه، خصوصا في ظل تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبدا الى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة".وأشار سلام الى "أننا نعتقد أن مشكلة النزوح، التي وصلت اليوم الى قلب أوروبا، هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل الى حل سياسي يوقف الحرب في سورية. ونحن نرى أن بريطانيا العظمى، باعتبارها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبما لها من صداقات ووزن في العالم، وعلى وجه الخصوص في منطقتنا، قادرة على لعب دور فاعل في هذا الاتجاه".وختم: "اتفقنا، السيد كاميرون وأنا، على أن نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة، يكمن في تقوية نهج الاعتدال والمعتدلين، وفي العمل من أجل إحلال سلام شامل".خطة سريةوكان المسؤول البريطاني قد وصل الى بيروت عند السادسة من صباح أمس بتوقيت بيروت إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وسط خطة أمنية بالغة السرية. ثم انتقل الى مطار رياق العسكري على متن طوافة عسكرية وواكبته قوة من النخبة في الجيش اللبناني الى مخيم للاجئين السوريين.وزار كاميرون تربل البقاعية التي تبعد من رياق حوالي 8 كيلومترات. ودار حديث بينه وبين لاجئة سورية في الخيمة التي تقطن فيها مع أسرتها. وتولت فتاة الترجمة الى الإنكليزية والعربية. وكان كاميرون يرتدي لباس "سبور". وجلس على الأرض في خيمة العائلة. وسأل السيدة فيها التي كانت محاطة بأطفالها: "هل ستبقون في هذه الخيمة في فصل الشتاء في البرد القارس؟ وهل يكفيك ما تحصلين عليه من مبلغ مالي؟"، فأجابت: "أنا باقية مع أسرتي في هذه الخيمة والمبلغ المالي غير كاف وأستدين المال". وسألها أيضا كيف تعيشين من الناحية الغذائية؟ فردت: "لا يكفينا ما يقدم لنا، ولديّ 10 أولاد وابنتي الصغيرة مريضة، ولا أملك ثمن الدواء لها".وانتقل كاميرون بعدها الى بيروت، وزار مدرسة رسمية في برج حمود يدرس فيها أولاد سوريون. وكان في استقباله وزير التربية إلياس بوصعب. وقال كاميرون للطلاب إن "بريطانيا ترسل لكم مساعدات وسترسل أكثر وأكثر بغية أن تتعلموا أكثر، وكي تتاح الفرصة لإخوانكم في البيت ليدخلوا المدرسة أيضا". وقال بوصعب للتلامذة: "شو منقول لعمو بالإنكليزي فأجابوا ثانك يو".