يحاول أكثر من تسعة آلاف رجل اطفاء اخماد نحو عشرين حريقاً منتشرة في كاليفورنيا وأدت إلى اجلاء السكان في هذه الولاية التي تشهد أخطر موجة جفاف في تاريخها.

Ad

ونجح أكثر من 9300 رجل اطفاء في اخماد النيران مخفضين بذلك عدد الحرائق الكبيرة التي ما زالت مشتعلة من 21 إلى 18 حريقاً.

وقد تمكنوا من اطفاء بعضها لكن جبهة جديدة فتحت خصوصاً الأحد في غابة لوس بادرس بالقرب من سانتا بربارا، حسبما قالت اليشا هيرينغ المتحدثة باسم هيئة الوقاية من الحرائق في كاليفورنيا، لكن هذا الحريق ما زال محدوداً ودمر ثلاثين هكتاراً فقط خلال 24 ساعة.

أما أخطر هذه الحرائق فما زال مشتعلاً في منطقة روكي ويمتد باتجاه مناطق كولوسا وليك ويولو شمال ساكرامنتو عاصمة الولاية.

ولم يعرف سبب هذا الحريق الذي يجري التحقيق بشأنه، لكنه أدى خلال ستة أيام إلى تدمير 242 كلم مربعاً ولم يتم تطويقه سوى بنسبة 12 بالمئة، وقد أدى إلى اجلاء أكثر من 13 ألف شخص وتدمير 24 منزلاً.

وكان حوالي ثلاثة آلاف جندي يعملون الأثنين لإخماده مستخدمين 385 آلية في أرض وعرة.

وكان الناطق باسم هيئة الوقاية من الحرائق دانيال برلنت تحدث عن انتشار هذا الحريق بسرعة -- 80 كلم مربع في ساعتين -- بدون أن تؤججه الرياح، وقال "إذا واصل حريق روكي التحرك بسرعة فسيشكل تحدياً كبيراً لنا".

والأحوال الجوية غير ملائمة إطلاقاً في كاليفورنيا حيث بلغت نسبة الرطوبة عشرة في المئة بينما سجل ارتفاع كبير في درجات الحرارة في الولاية التي تشهد موجة جفاف خطيرة منذ أربع سنوات.

وكان حاكم كاليفورينا ادموند براون أعلن الجمعة حالة الطوارئ واستدعى الحرس الوطني، وقال في بيان حينذاك أن الجفاف الحاد والأحوال الجوية "حولا كل الولاية تقريباً إلى برميل بارود".

وأكد مكتب حاكم الولاية أن ولايتي نيفادا وكولورادو قدمتا وسائل لمكافحة النيران أيضاً، واشتعلت معظم هذه الحرائق بسبب الصواعق الجافة في غياب المطر، لكن أسباب اندلاع العديد منها لم يعرف بعد وإن كانت السلطات لا تشتبه بأنها متعمدة.

ولقي رجل الإطفاء ديف رول "38 عاماً" من داكوتا الجنوبية مصرعه الخميس عندما كان يكافح الحريق في غابة مودوك بالقرب من التوراس.

وفي لقاء مع صحافيين أجري عبر خدمة الفيديو بيريسكوب مباشرة، قال برلنت الأثنين أن الوضع على جبهة العواصف الجافة التي لا ترافقها أمطار هدأ، وأضاف أن هذا النشاط "المهم" أدى إلى آلاف الصواعق الأسبوع الماضي في كاليفورنيا مما تسبب باندلاع حرائق متفرقة.

إلا أن برلنت أكد لشبكة سي ان ان أنه "نحقق تقدماً على عدة جبهات، في الواقع عدة حرائق على وشك أن يتم احتواؤها أم تم احتواؤها بالكامل".

وأكد في الوقت ذاته أنه لا مؤشر على تحسن في ظروف الجفاف والحر والرياح، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة يمكن أن تشهد اندلاع حرائق جديدة، وقال أن "الجفاف لن يتحسن لسوء الحظ وأمامنا عدة أشهر من موسم الحريق إلى أن تهطل أمطار".

وأدى واحد من أهم هذه الحرائق في منطقة ويلو إلى اخلاء مناطق للتخييم، وقد دمّر 23 كلم مربعاً منذ 25 يوليو وتمت السيطرة عليه بنسبة 70 في المئة الأثنين.

أما في منطقة مجمع فورك فقد دمر الحريق أكثر من مئة كلم مربع الأثنين ولم تتم السيطرة عليه سوى بنسبة 5 في المئة، وهو يتألف من مجموعة من الحرائق الصغيرة المتفرقة.

ودعا برلنت الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو مرتبطة بالحساسية إلى البقاء بعيدين لحماية أنفسهم من الدخان الكثيف الذي اجتاح المناطق التي تشهد حرائق.

من جهته، أصدر المكتب الوطني للأرصاد الجوية تحذيراً لشمال كاليفورنيا من "شروط تتجمع أو على وشك أن تتجمع ملائمة لاندلاع حرائق".