متفائلة في الحياة، وتؤمن بأن من يصعد السلّم بثبات يحقق الاستمرار والنجاح، هذه الكلمات تختصر طموح وأحلام فنانة شابة تتعامل مع الواقع الفني بمنطق ولا تبني قصوراً فوق الرمال، لذلك تتأنى في خياراتها وتحرص ألا تغيب كثيراً عن الجمهور. حول أغنيتها الجديدة «فيك وفيها» المتمحورة حول تجربة شخصية عاشتها منذ سنوات، ومشاريعها المستقبلية والصعوبات التي تواجهها كانت الدردشة التالية معها.

Ad

أخبرينا عن «فيك وفيها».

الأغنية من كلماتي، ألحان وسام الأمير، توزيع مارك عبد النور، كتبت كلماتها منذ سنوات لكني لم أطرحها، وحين عرضتها على وسام شرتوني صاحب شركة «ميوزك إز ماي لايف» أعجب بها كون موضوعها جميل وجديد ومختلف عما هو موجود في السوق.

تجمع الأغنية بين الصداقة والحب والخيانة، لماذا هذا المزج؟

يقول مطلع الأغنية: «فيك وفيها تحلو عنّي، اتركوني بحالي حتى غنّي، شو بدي بحبيب يخون ريتو عمرو ما يكون، صديقة بتغار منّي، فيك وفيها تحلّو عنّي.

تعكس هذه الكلمات تجربة شخصية مررت بها حين شاهدت صديقي وصديقتي في موقف لم يرق لي، فأنهيت العلاقة مع الطرفين.

ليست التجربة الأولى لك في الكتابة!

صحيح فقد كتبت  كلمات أغنية «حيبية حبيبي» ولحنتها حين نجحت في برنامج «استديو الفن» وقدمتها على مسرحه، لكنها لم تطرح عبر الإذاعات، وانوي طرحها في ألبومي الاوّل الذي أحضّره.

هل كتابة تجربة شخصية تجعل الفنان  يؤدي الأغنية بطريقة أفضل؟

لا شك في أن المغني الذي يستوحي كلمات أغنية ما من  ظرف مر به، يتفاعل معها ويعيش الحالة إلى أقصى الحدود، فيكون الأداء تلقائياً، مميزاً ومختلفاً.

لا يعني ذلك أنه يتراجع في أدائه أغاني لشعراء آخرين، فالأغنية الجميلة والحساسة تفرض نفسها على الفنان وتخترق ذاته وتحرّك مشاعره وأحاسيسه حتى لو لم يعش التجربة في حياته.

تعرّض عنوان الأغنية لبعض الهجوم،  باعتبار أن مفرداته تحمل إيحاءات!

صحيح لكني بالتأكيد لم أقصد تسويق الأغنية أو إحداث بلبلة معينة. من اعترض على العنوان غيّر رأيه بعد الاستماع إلى الأغنية ومضمونها، وهذا ما لمسته من خلال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصّة بي.

يعني أنت راضية عن انتشار الأغنية!

طبعاً سمعت أصداء إيجابية من خلال شركة «ميوزك إز ماي لايف»، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن لأي عمل مكتمل وجميل إلا أن يصل إلى الناس بطريقة صحيحة.

هل سنستمع إلى أغانٍ جديدة ناجمة عن تجارب شخصية لك؟

ليس بالضرورة أن اكتب تجاربي الشخصية فحسب،  فثمة  تجارب أسمعها من أصدقائي أو أصادفها في حياتي، وتصلح لأن تكون مضمون  أغنية ناجحة. كذلك لدي مواضيع عن الخيانة والزواج والوطن وقد أغنيها في الوقت المناسب.

تعاملت مع المخرج جاد شويري في أكثر من كليب، هل ستصورين «فيك وفيها» معه أيضا؟

لا اعتقد ولم ندخل بعض في تفاصيل الكليب.

هل ثمة خلاف بينكما؟

أبدا، لكن التنويع ضروري، لا سيما أن لكل مخرج بصمة معينة ويستطيع تقديم الفنان بقالب جديد ومختلف. جاد من الأصدقاء المقربين إلي وستكون ثمة تعاونات أخرى بيننا في المستقبل.

تطرحين أغاني جديدة باستمرار، من يدعمك اليوم؟

أشكر في هذا الإطار شركة «ميوزك إز ماي لايف»، على إيمانها بموهبتي، ومساندتي في تحقيق طموحي الكبير في مجال الغناء وتعزيز قدراتي الفنيّة واجتهادي لتحقيق استمرارية ناجحة.

ما تأثير الظروف الأمنية والسياسية في لبنان والعالم العربي على المسيرة الفنية؟

تؤخر بعض المشاريع وبعض الإصدارات، لكن علينا التأقلم مع الوضع ومحاولة إثبات وجودنا رغم هذه الصعوبات، والحمد الله الأعمال التي قدمتها أخيرا لاقت الاستحسان.

هل تنوين تقديم أغنية خليجية؟

أبحث عن أغنية خليجية متكاملة وجديدة، لست متهورة وأدرس خطواتي جيداً، لا أريد خوض غمار أي لهجة أخرى لمجرّد إثبات قدرتي على التنويع على هذا الصعيد، أبحث عن العمل الجميل الذي يضيف إلى مسيرتي ويكون عند حسن ظنّ الجمهور.

أي من الفنانات اللبنانيات اللواتي أدَّين  الأغنية الخليجية أعجبت بها؟

تميّزت أكثر من نجمة لبنانية في أداء الأغنية الخليجية، لكني  معجبة بديانا حداد التي اعتبرها أكثر فنانة نجحت في هذا المجال، خصوصا أنني نشأت على أغانيها.

طرح زميلك في الشركة ناصيف زيتون أغنية جديدة أيضاً، هل هنأته عليها؟

طبعاً،  استمعت إلى الأغنية قبل ان يطرحها، فهو زميل وصديق وتجمعنا شركة واحدة، أحترمه على الصعيد الشخصي وأفتخر به على الصعيد الفنّي، وهو يستحق كل النجاحات التي  حققها والمستقبل واعد له.

هل أنت على اتصال مع زميلتك رحمة رياض التي هي من ضمن باقة فناني شركة «ميوزك إز ماي لايف»؟

لأنها  تتنقل بين لبنان وخارجه، فهذا الامر يمنعني من رؤيتها دائماً، لكننا على اتصال بين الحين والآخر ونبارك لبعضنا البعض عند طرح أي جديد واحترمها على الصعيد الشخصي.

هل ما زالت حماستك نفسها في الفن رغم الصعوبات التي تواجهك؟

 

لا شك  أن ثمة تعباً نفسياً جراء الظروف الراهنة، لكن حين أراجع ما انجزته حتى اليوم، أفتخر بنفسي، وحين أطرح أي عمل جديد وألمس تفاعل الناس معي، أشعر باندفاع أكبر نحو الأمام، ولو عاد الزمن بي إلى الوراء لاخترت مجال الفن. في النهاية الأوضاع الصعبة التي نمر بها لا تؤثر على الواقع الفنّي فحسب، بل عل قطاعات الحياة كافّة.

نشعر بأنك إنسانة متفائلة!

إلى حد كبير، وأؤمن بأن المستقبل يحمل الفرج، بالنسبة إلى الأوقات التي أشعر فيها بالتعب والخوف فهي نابعة من كوني إنسانة مسؤولة أمام نفسي وأمام الناس.

أنت خريجة برنامج «استوديو الفن»، اليوم حين تشاهدين برامج المواهب، كيف تنظرين إلى هؤلاء الهواة؟

أشعر ببعض الأسف، لأن الأضواء والأحلام التي يعيش فيها المشتركون أثناء وجودهم في البرنامج تتحول إلى صدمة بعد خروجهم منه، عندما يجدون أنفسهم وحيدين على طريق طويل وشاق. لكن في النهاية تسمح هذه البرامج لمن يمتلك موهبة بالظهور وإثبات نفسه، وعليه أن يثابر في ما بعد لتحقيق حلمه وأن يدرك  أن النجاح الحقيقي هو الذي يقوم على أسس متينة وصلبة، لأنها الوحيدة التي تؤمن الاستمرارية، فأسماء كثيرة لمع نجمها سريعاً ولم نعد نسمع بها بعد فترة وجيزة.

التمثيل

• ماذا عن التمثيل وهل ثمة عروض؟

درست الإخراج والتمثيل وأتمنى خوض هذا المجال، لكني لم أتلقَّ  حتى اليوم عرضاً مناسباً يقنعني، لا أريد خوض غمار التمثيل لمجرد التنويع أو كسب شهرة إضافية أو إثبات إمكانات معينة، بل أن تكون إطلالتي الأولى مدروسة بأدق تفاصيلها.

• أي الأدوار ترغبين في أدائها؟

الأدوار الكوميدية والتراجيدية، واجد نفسي في الشخصيات المركبة وليس التقليدية.

• ماذا عن السير الذاتية؟

لم أفكّر فيها لكنها جميلة في حال كانت متقنة.