تعلن اللجنة العليا للانتخابات في مصر النتائج النهائية للجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب اليوم، في وقت كشفت النتائج الأولية عن سيطرة المستقلين على معظم مقاعد الجولة الأولى، بينما حقق «المصريين الأحرار» الليبرالي مفاجأة بتفوقه، إذ تصدر الأحزاب الحاصلة على مقاعد في البرلمان.
كشفت النتائج الأوليَّة لجولة الإعادة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، أمس، التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وتنافس فيها 420 مرشحا على 209 مقاعد، عن مفاجآت عدة، كفيلة بتغيير شكل الحياة السياسية، عقب حصد مستقلين معظم مقاعد الفردي، نحو 109 مقاعد على الأقل، وفوز حزب "المصريين الأحرار" الليبرالي (تأسس في أبريل 2011)، بما لا يقل عن 41 مقعداً في المرحلة الأولى لأول برلمان منتخب في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.نتائج وتوجهاتوفي حين تعلن اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية النتائج النهائية للمرحلة الأولى اليوم، باستثناء الدوائر التي تم إيقاف الانتخابات فيها تنفيذاً لأحكام قضائية وهي 4 دوائر انتخابية، أشارت المؤشرات الأولية للنتائج إلى أن توجهات أغلبية المستقلين الفائزين في البرلمان، هي تأييد نظام السيسي، وهو نفسه توجه أعضاء قائمة ائتلاف "في حب مصر"، التي حصدت جميع مقاعد القوائم في الجولة الأولى.المتحدث باسم "المصريين الأحرار" شهاب وجيه، قال لـ"الجريدة": إن "الحزب حصد 36 مقعداً في البرلمان عبر مرشحي الفردي، و5 مقاعد في القائمة خلال المرحلة الأولى، وبذلك يكون في المركز اﻷول بمجموع 41 مِقعداً، قابلة للزيادة، لأن الحزب لديه مرشحان آخران في الدوائر المؤجل فيها الانتخابات بسبب الطعون"، معلناً رضاه عن نتائج الحزب في المرحلة الأولى.بدوره، قدم حزب "مستقبل وطن" الليبرالي أداء غير متوقع، فالحزب الذي تأسس في أغسطس 2014، حلَّ ثانياً في المرحلة الأولى بعد حزب "المصريين الأحرار"، وحقق ما لا يقل عن 30 مقعاً، ويُتهم الحزب ورئيسه محمد بدران بتلقي دعم من النظام المصري، ويجري حديث في الكواليس عن احتمالية تحالف بين حزبي "مستقبل وطن" و"المصريين الأحرار" داخل البرلمان.أما حزب "الوفد" أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر، فحل ثالثا بين أحزاب المرحلة الأولى، إذ حصد وفقاً للنتائج الأولية نحو 15 مقعداً، وحصل حزب "المؤتمر" على 5 مقاعد، وحصد الحزب "المصري الديمقراطي" على 3، لتحكم الأحزاب ذات الخلفية الليبرالية هيمنتها على مقاعد الأحزاب في مواجهة الكيانات السياسية ذات الخلفية الإسلامية أو القومية أو اليسارية.تراجع «النور»حزب "النور" السلفي، الذي حل ثانياً في انتخابات برلمان 2012، لم ينجح إلا في حصد 10 مقاعد فقط في المرحلة الأولى للبرلمان الجديد، وهي النتيجة التي اعتبرت من قبل مراقبين تاريخية، لأن الحزب يعد الممثل الوحيد لتيار الإسلام السياسي، وبدا غضب الحزب واضحاً على لسان رئيسه يونس مخيون، الذي كتب على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "أعتقد أن هذه من أسوأ الانتخابات في تاريخ البرلمان المصري، وستظل نقطة سوداء مظلمة في جبين هذا العهد".تداعيات الهزيمة على مستقبل "النور" السياسي، لخَّصها الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، قائلاً لـ"الجريدة": "السبب في الهزيمة يرجع إلى الانقسامات داخل التيار السلفي حول مسار ما بعد 30 يونيو، فضلاً عن مقاطعة جماعة "الإخوان" والقوى السلفية المتحالفة معها للانتخابات برمَّتها، بينما وصف الخبير في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، هزيمة النور بالزلزال الذي حطّم آمال قيادات الحزب في حصد ما لا يقل عن 50 مقعدا، متوقعاً أن يشهد الحزب صراعات داخلية في الفترة المقبلة.برلمان عاجزمن جهته، حلل نائب رئيس مركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية"، عمرو هاشم ربيع، النتائج الأولية للمرحلة الأولى، قائلا لـ"الجريدة": إن "أبرز نتيجة للنتائج هي صعود الأحزاب وسيطرتها على جزء لا يستهان به من مقاعد الجولة الأولى يقدر بنحو 45 في المئة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مدى قدرة الأحزاب على التعامل بشكل جماعي لفرض رؤيتها على البرلمان"، متوقعاً أن تحول الصراعات الحزبية واختلاف الرؤى بين ذلك، بما ينتج برلماناً بطيئاً غير فاعل يصل لمرحلة العجز عن الفعل لحل قضايا المجتمع.بدوره، أكد الخبير السياسي والبرلماني السابق جمال زهران، أن الانتخابات أنتجت برلمانا مشوها، وأضاف لـ"الجريدة": "مشكلة الانتخابات أنها تمت تحت ضغوط وبدون بوصلة واضحة، وغاب عنها العدالة الاجتماعية، لذلك عزف الشعب عن المشاركة، ليكون البرلمان المقبل فاقداً الشرعية الجماهيرية".زيارة البحرينخارجياً، بدأ الرئيس المصري زيارة رسمية لمملكة البحرين مساء أمس، في ختام جولته الآسيوية التي شملت الإمارات والهند، والتقى خلالها عدداً من الزعماء الأفارقة على هامش القمة، قبل أن يلقي كلمة بلاده في قمة "الهند- إفريقيا"، أمس، مشدداً خلالها على أن القاهرة تتطلع إلى تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين الهندي والإفريقي في جميع المجالات، في إطار خطة تمكين الدول النامية، خصوصا أن الشراكة بين الطرفين تتميز باعتبارها أحد أهم نماذج التعاون البناء بين دول الجنوب.وجدد السيسي دعوته لضرورة تجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تؤثر على الشباب، مثمناً دور الأزهر في ذلك، ومطالباً بتوفير فرص عمل وتوظيف طاقات هؤلاء الشباب بما يسهم في اثنائهم عن اعتناق مثل هذه الأفكار، وشدد على أهمية تعزيز التنسيق مع الهند في ما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التي تهدد السلم والأمن، وفي مقدمتها الإرهاب والقرصنة.
دوليات
المستقلون يهيمنون على البرلمان... و«الأحرار» يتصدَّر
30-10-2015