في مثل هذا الشهر من العام الماضي طالب مجلس الوزراء المواطنين بترشيد الإنفاق وشد الأحزمة، بل قبلها قالوا انتهت دولة الرفاهية، وعلى المواطنين أن يستعدوا جيداً للقادم من الأيام، ورغم تلك التصريحات ومنذ إطلاقها والحكومة الرشيدة لم ترشد إنفاقها، بل زادت الإنفاق والتبذير غير المبرر واللامعقول، الأمر الذي يجزم معه المواطن بأن الحكومة لا تعي ما تقول، فكيف تطالب المواطن البسيط بترشيد الإنفاق، وهي تصرف الملايين بل المليارات في عقد صفقات وعقود وعمولات غير منطقية، كان آخرها برنامجاً تلفزيونياً عن الطبخ بما يعادل 300 ألف دينار، وبرنامجاً عن الأغاني الشعبية بنصف مليون، رغم وجود كل ذلك في أرشيف "الإعلام"، ويمكن عرضه دون الحاجة إلى صرف تلك المبالغ التي يمكن أن تذهب لمشاريع تنموية مفيدة.
حكومتنا الرشيدة تطالب المواطن الذي يعيش على راتبه الشهري أن يخفف إنفاقه وتحذره من زوال الرفاهية، وكأنه فعلاً يعيش تلك الرفاهية والبحبوحة التي تدعيها رغم أنها تعلم جيداً أن المواطن يأخذ راتبه آخر الشهر ليبدأ مشوار صرفه على حاجياته اليومية دون مراقبتها للمتاجرين بتلك الحاجيات بجشع وطمع، والغريب أن حكومتنا "الرشيدة المبذرة" تعترف بوجود فساد إداري ومالي بين مؤسساتها، وبشكل علني وصريح، وتنفق الأموال لبناء ومساعدة دول أخرى، بينما تعجز عن توفير مكيفات لمدارس أبنائها الطلبة، أو أسرَّة لمرضاها أو بناء مقرات لمؤسساتها، فكيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه؟!يعني بالعربي المشرمح:على حكومتنا الرشيدة أن تبدأ ترشيد إنفاقها، وتتوقف عن صرف ميزانيتها العامة على عوير وزوير، وتقنع المواطن بأنها فعلاً تعي ما تطالب المواطنين به حتى يمكن لحملتها أن تنجح، أما وحالها كما نراه اليوم فلا يمكن حتى لفاقد العقل أن يقتنع بما تقوله، لاسيما أنه مناقض لما تفعله على أرض الواقع من تبذير وصرف غير منطقي وغير مقبول، الأمر الذي يجعلنا نقول لحكومتنا الرشيدة ارشدي وترشدي فالترشيد يحتاج لإدارة رشيدة.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: ترشيد المواطن وإنفاق الحكومة!
14-11-2015