بعد أن خرق النظام السوري الهدنة التي أعلنها خلال عيد الفطر بتصعيده الوضع العسكري في طريق "الكاستيلو"، المعبر الوحيد للمعارضة إلى أحياء حلب الشرقية، قتل 25 مدنياً على الأقل وأصيب أكثر من 40 أمس، في قصف جوي لطائرات سورية أو روسية استهدف بلدة دركوش الواقعة تحت سيطرة "جيش الفتح" بقيادة "جبهة النصرة" والقريبة من الحدود التركية.واستعادت فصائل معارضة، أمس الأول، السيطرة على ثلاث نقاط تقدمت إليها قوات الرئيس بشار الأسد وميليشياته صباحاً في منطقة الملاح.
منبج
إلى ذلك، تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من تحقيق تقدم جديد في إطار حملة طرد تنظيم "داعش" من المناطق القريبة من الحدود التركية.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقدم "قسد" إلى مسافة كيلومتر واحد من وسط منبج، في حين حذّرت صفحة "منبج مباشر" من أن الوضع في المدينة أصبح أكثر من كارثي، مع قطع المواد التموينية وندرة الغذاء وغياب الكهرباء والماء واستمرار القصف والقتل بشكل يومي.وأكدت صفحة "منبج مباشر" بأن "قسد" أحرزت تقدماً ملحوظاً على المحور الجنوبي في حي الحزاونة، وعلى المحور الشرقي عند الياسطي والمنكوبة، ودخلت حي الشرعية من المحور الغربي، مشيرة إلى أن تقدماً مماثلاً حصل عدة مرات خلال الأسابيع الماضية، واسترجع "داعش" ما خسره بالمفخخات والانتحاريين.محو من الخريطة
إلى ذلك، نبّه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أن "سورية على وشك أن تمحى من الخريطة، والمسرح التاريخي نتيجة ما آلت إليه الأوضاع هناك".وأشار إلى أن "الهجمات الإلكترونية والأمراض الوبائية، والاضطرابات الإقليمية، لها انعكاسات، حتى على الدول المعزولة جغرافياً عن مناطق الاضطراب"، لافتاً إلى أن "أزمة اللاجئين وحركات الهجرة تؤثر على العالم بأسره، وأن طبيعة مفهوم التهديد الأمني تشهد تغييراً مهماً"، مشدداً على "ضرورة أن يكون حلف شمال الأطلسي أكثر فاعلية ويحدث نفسه أمام هذه التهديدات الجديدة، خلال هذه المرحلة".وضع سيئ
واعتبر إردوغان، أنه "عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها إسطنبول والعراق والسعودية، خلال الأسابيع الماضية، أصبح الأمن الدولي في وضع أكثر هشاشة من ذي قبل، وهذه ليست مشكلة محلية تؤثر ببعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب، فهي على العكس تماماً، مسألة لها أبعاد عالمية، جعلت كل البلدان والمناطق تحت تأثيرها"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن استثناء أي دولة خلال هذه المرحلة، بغض النظر عن موقعها ودرجة تقدمها، وهذا ما كشفت عنه الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا وبلجيكا وتونس ومصر والولايات المتحدة".أسرى «حزب الله»
وبينما نشرت "جبهة النصرة" صوراً تظهر أسرى لميليشيا "حزب الله" اللبناني وقوات الأسد، والذين تم أسرهم بعد اقتحام أكبر حاجز عسكري في القلمون الغربي، اعتبر "جيش الفتح" المطالب الروسية بفصلها عن الفصائل العسكرية "فتنة" وغير ممكنة.ووفق وكالة "سمارت"، رأى مسؤول حركة "أحرار الشام" في "جيش الفتح" أبو البراء معرشمارين، أن مقاتلي "النصرة" أبناء الشعب السوري، وهي فصيل شامي تحوي عدداً قليلاً جداً من المهاجرين وعملهم داخل الأراضي السورية فقط، وليس لهم أي نشاطات خارجية.إدلب ودير الزور
وفي دير الزور، أفادت وكالة أعماق المقربة من "داعش" بأن مقاتلي التنظيم شنّوا هجوماً أمس على كتيبة المدفعية بجبل ثردة وعلى مواقع عسكرية في محيط مطار دير الزور. وأكدت حملة "دير الزور تذبح بصمت" الهجوم، مشيرة إلى مقتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام في حي الرشيدية وقرية الجفرة ومنطقة جبل ثردة.