وسط التطورات السياسية التي ألمت بلبنان، وجه زعيم «تيار المستقبل»، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، كلمة لأنصاره وخصومه على حد سواء، وذلك في إفطار أقامه «تيار المستقبل» بمجمع البيال في بيروت مساء أمس الأول.

Ad

واحتلت الأزمة الحكومية الأخيرة، والهجوم الذي شنه زعيم التيار الوطني الحر، العماد النائب ميشال عون، على موقع رئاسة الحكومة وهو الموقع السني الأول في البلاد، الحيز الأكبر من كلمة الحريري، والتي بدت هادئة ومتزنة وواضحة في ظل الظروف التي يعيشها لبنان والمنطقة.

وأرست كلمة الحريري أجواء من الهدوء، وأعادت قليلا من الشعور بالطمأنينة لدى اللبنانيين الذين توقعوا انفجارا وشيكا، وخصوصا أنها تقاطعت مع معلومات وتقارير أفادت بأن المظلة الإقليمية والدولية التي تحمي لبنان وتحول دون تفجر الأوضاع لم تنحسر ولاتزال فاعلة.

وإن كان الحريري جدد مواقفه الثابتة الرافضة لتورط حزب الله في الحرب السورية، والرافضة لربط أي ملف لبناني بالمفاوضات النووية الإيرانية أو بأي أزمة إقليمية، إلا أنه شدد على أن» مسألة حماية لبنان من الفتنة تتقدم على أي أولوية» بالنسبة لتيار المستقبل، في إشارة إلى أن الحوار الدائر بين التيار وحزب الله سيستمر.

أما في موضوع الأزمة الحكومية، فقد أشار الحريري إلى أن تياره لا يمثل الأكثرية داخل الحكومة، رافضا الانجرار إلى أي أزمة تتخذ طابعا مذهبيا أو طائفيا. وفي ما بدا أنه محاولة للتهدئة مع الجنرال عون، قال الحريري إن «حزب الله من أكثر المتحمسين لجعل المشكلة بيننا وبين التيار الوطني الحر، وهذا كلام صادر عن الجهة المتخصصة بالتفرد والتهميش، والتي تحمل الرقم القياسي بالخروج عن الإجماع الوطني من تاريخ تأسيس لبنان».

ولم تحل رسائل التهدئة لعون دون أن يشيد الحريري برئيس الحكومة تمام سلام، الذي «حسناً فعل بحماية الركن الأخير بالسلطة التنفيذية من الوقوع بالفراغ والشلل، وهو ما نتطلع أن يتكامل مع جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري بتفعيل العمل التشريعي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية».

وأوضح أن موضوع قيادة الجيش يُحكى به في وقته في سبتمبر، وأن تياره ليس في مواجهة طائفية مع أحد، كما شدد على أنه في الموضوع الرئاسي ليس لديه «فيتو» على أي اسم، بما في ذلك العماد عون، إلا أنه اشترط أن يكون الرئيس توافقيا، معتبرا أن الرهان على المتغيرات في سورية وانتظار المفاوضات النووية لن يصنع رئيس جمهورية.

وذكّر أنه «قبل أكثر من سنتين قلنا لحزب الله إن التورط العسكري في سورية لن يكون بمقدوره دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والأصح ان النظام يقف فوق صفيح من الدم والدمار، وأن الاهتراء يعتريه من كل الجهات، وأن مئات الشباب اللبنانيين الذي تمت التضحية بأرواحهم لم يحققوا ولن يستطيعوا أن يحققوا أهداف حزب الله بحماية النظام السوري، وأن هذا التورط سيدمر العلاقات بين الشعبين والبلدين». وأشار إلى أننا «لسنا في موقع الرفض المطلق للحرب الاستباقية ضد الإرهاب، وعاصفة الحزم يا عزيزي مازالت شوكة عالقة في حلق المشروع الإيراني في المنطقة، وطريق فلسطين لا تمر بالزبداني بل طريق بيروت إيران هي التي تمر بسورية والعراق».

وفي كلمته، أشار الحريري إلى أن «ما نسمعه من كلام عن الفيدرالية أمامنا خيار واحد لا ثاني له، هو أن نتضامن على إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية وحماية الفكرة التي قامت عليها دولة لبنان».