أكد نائب مفتي اليونان وممثل دار الإفتاء في الخارج الداعية الإسلامي الدكتور يشار شريف داماد أوغلو، أن المسلمين في اليونان، الذين يقدر عددهم بنحو مليون نسمة، يتمتعون بجميع حقوق المواطنة، مؤكدا في حوار مع "الجريدة" أنهم ملتزمون بأخلاق دينهم، وأخلاق النبي الكريم (ص) الذي قال الله له: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال عن نفسه (ص): "لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة للعالمين"، وأشار أوغلو إلى أن الإسلام بريء من كل الحماقات التي يرتكبها من ينتسبون إلى الإسلام زوراً وبهتاناً... وإلى نص الحوار.

Ad

• ماذا عن عدد المسلمين وأحوالهم في دولة اليونان؟

- المسلمون في اليونان يقتربون من المليون نسمة، جميعهم يعيشون في سلام، وملتزمون بأخلاق دينهم الحنيف وبأخلاق الرسول الكريم محمد (ص)، والحكومة اليونانية تتركنا نمارس شعائرنا في حرية تامة وفي سلام تام، وفي اليونان يوجد أكثر من 300 مسجد رسمي، فضلا عن وجود أكثر من 150 مكانا مخصصا للصلاة في محلات وأماكن البيع لبعض المسلمين هناك، فضلا عن وجود بعض المدارس الإسلامية التي يدرس أغلبها الدين الإسلامي باللغة التركية، هذا بجانب وجود مركز إسلامي وحيد في أثينا أنشئ خلال السنوات الماضية، يقوم بجهود كبيرة لخدمة ونشر الوعي بين مسلمي اليونان، وهناك تعاون كبير بين مسلمي اليونان في النهوض بأفكارهم ومسايرة التقدم في العالم كله، وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي يأمرنا بالتحلي بالأخلاق الحميدة، والأخذ بأسباب العلم والتقدم.

• هل هناك انعكاسات سلبية على المسلمين في اليونان في ضوء انتشار العمليات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام ستاراً؟

- تنظيم "داعش" الإرهابي على رأس الجماعات الإرهابية المتطرفة حول العالم، والذين ينتمون إليها لا تمت أفعالهم بصلة إلى الإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وأفعالهم المتمثلة في التدمير والقتل والحرق بعيدة كل البعد عن الإسلام وأخلاق وروح الإسلام، ونحن دائماً نراهن على أخلاق المسلمين في اليونان الذين يعرف عنهم حسن الأخلاق والمعاملة الحسنة، وهي الصورة المشرفة التي ينقلونها عن الإسلام، وإن كانت هناك بعض الأصوات التي لا تحب المسلمين متأثرين ببعض المحاولات التي تتعمد تشويه صورة الإسلام والمسلمين ووصفهم بالإرهابين والمجرمين، ولكن الأغلبية العظمى من الشعب اليوناني يعلمون تمام العلم أن الإسلام بريء من كل هذه الافتراءات، وهم على يقين أن الإسلام دين رحمة وسلام، وتكفي آية واحدة في القرآن لترد على هذه المحاولات: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم: 4)، فقضية الأخلاق جوهرية في بعثة النبي الكريم (ص)، وما نُشر الإسلام إلا بأخلاق المسلمين في كل أنحاء العالم.

• كيف تتعاملون مع بعض حماقات وجرائم الجماعات التي ترتدي ثوب الإسلام كذباً؟

- تكمن الكارثة في بعض الشرذمة الذين يحاولون الإساءة للإسلام والمسلمين، ليس في اليونان فقط، بل في جميع أنحاء العالم، ونحن في اليونان نربي ونعلم أبناءنا الفهم الحقيقي للإسلام الحنيف، لذا لا يمكن بأية حال أن أحداً من مسلمي اليونان يفكر في الانضمام أو حتى التعاطف مع هذه الجماعات المتطرفة التي تقودها قوة أكبر منها هدفها الإساءة للإسلام والنبي (ص)، الذي بعث للناس كافة، وبعث رحمة للعالمين والذي حثنا على الأخلاق وحسن المعاملة مع المسلمين وغير المسلمين، لذلك من يقرأ عن النبي محمد (ص) في كتب الغرب فسيدرك أنهم يقدرونه، وهو ما دفع الفيلسوف الأيرلندي برنارد شو أن يقول إن محمداً يستطيع أن يحل مشاكل العالم، والعالم الأميركي مايكل هارت الذي اختار 100 شخصية عالمية كأعظم العظماء الذين غيروا حياة العالم على مر التاريخ البشري قاطبة، وتم وضع النبي الكريم في المرتبة الأولى، رغم أن المؤلف مسيحي الديانة.

• هل هناك وسائل إعلامية تتحدث باسم مسلمي اليونان؟

- نعم هناك نشرات ومواقع إلكترونية تتحدث باسم مسلمي اليونان، وتحاول بشكل كبير إظهار الإسلام الحقيقي البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والإرهاب، ومن أشهر هذه المواقع التي تلعب دورا كبيرا في اليونان للتعريف بالإسلام وبعظمة نبيه (ص) موقع "الإسلام باليونانية"، الذي أصبح مقصداً لكل من يريد أن يتعرف عن الإسلام الحقيقي، وإن كانت هذه المحاولات الجيدة تحتاج إلى الكثير من التطوير.

• ماذا عن علاقات دار الإفتاء اليونانية بالأزهر الشريف؟

- الأزهر هو أكبر مؤسسة إسلامية سُنية في العالم، وهذه المؤسسة لها علاقة بكل الجاليات الإسلامية حول العالم، والأزهر دائما يرسل إلينا عدداً من الدعاة، خصوصا في شهر رمضان لتوعية المسلمين وتعليمهم الدين الحنيف، وإن كنا نطالب بزيادة الدعاة للجالية المسلمة في اليونان، فضلاً عن أن هناك عدداً من الطلاب اليونانيين يدرسون في الأزهر الشريف في مصر، وجميع مسلمي اليونان يحترمون ويقدسون الأزهر الشريف ويحترمون علماءه الأجلاء.

• حدثني عن عادات مسلمي اليونان خلال شهر رمضان المبارك؟

- شهر رمضان له مكانة خاصة وتعظيم مختلف في قلوب المسلمين في جميع دول العالم، وكل الشعوب الإسلامية لها طقوسها الخاصة في الاحتفال بشهر رمضان وإن كانت جميع الشعائر واحدة، وفي اليونان نقيم أحياناً حفلات إفطار نجمع فيها أكبر عدد من مسلمي اليونان، والحكومة اليونانية تقدر وتحترم الشعائر الإسلامية في مختلف المناسبات الخاصة بنا.