محمود ياسين: التكريم أفضل ما يحصده الفنان

نشر في 07-09-2015
آخر تحديث 07-09-2015 | 00:01
تحمل الدورة الـ31 من فعاليات مهرجان {الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط} اسم الفنان الكبير محمود ياسين الذى أكد لـ{الجريدة} امتنانه وتأثره الشديد بالتكريم، خصوصاً أنه جاء من {مهرجان الإسكندرية} الذي ساهم في تأسيسه مع الراحل الكبير كمال الملاخ.
ماذا يعني لك أن تحمل الدورة الـ31 لمهرجان الإسكندرية اسمك؟

سعيد بهذا التكريم لأكثر من سبب، أولاً لأن التكريم هو أفضل ما يحصل عليه الفنان وأسمى الأمور بالنسبة إلى المبدع.

 أما السبب الآخر والأهم فهو أنني شهدت فعاليات الدورة الأولى مع الراحل العظيم كمال الملاخ أثناء إعداده انطلاقة المهرجان الأولى واستعان بي في بعض الأمور.

لماذا بكيت أثناء تصفيق الجمهور والفنانين لحظة التكريم؟

لا يستطيع أحد أن يتمالك نفسه لحظة تكريمه، أو عند امتنان الجمهور واحتفائه به، خصوصاً بعد عمر طويل من العمل الفني الدؤوب، إذ تشعر أن ثمة من يقدر مجهودك وأعمالك التي أفنيت فيها عمرك وحياتك. تقدير الجمهور لا يساويه شيء في الدنيا كلها.

تحمل الدورة الحالية للمهرجان شعار «السينما في مواجهة الإرهاب»، كيف ترى دور الفن في مواجهة الإرهاب والأعداء سواء من الداخل أو الخارج؟

للسينما المصرية دور كبير في مناقشة قضايا الوطن التي تشكل خطراً كبيراً على أبنائه. على سبيل المثال، اهتم السينمائيون المصريون بحرب أكتوبر وتم تقديم أعمال كثيرة حققت صدى واسعاً ولا تزال تعرض حتى الآن تزامناً مع أية احتفالات متعلقة بهذه المناسبة، وأيضاً ناقشت الأفلام المصرية الإرهاب منذ سنوات طويلة. وأنا شخصياً، بدأت رحلتي مع الأفلام الوطنية بفيلم «أغنية على الممر» قبل حرب أكتوبر وتناولنا فيه حرب الاستنزاف، وبعد ذلك فيلم «الظلال في الجانب الآخر» لمخرج فلسطيني، وتناولنا الصراع العربي الإسرائيلي عن رواية المبدع العظيم  محمود دياب، ثم توالت الأعمال الوطنية.

هل ترى أن السينما نجحت في توثيق بطولات الشعب المصري سواء حفر قناة السويس أو الحروب أو الإرهاب؟

قدمت السينما أعمالاً كثيرة في هذا السياق، لكن قد تكون أقل مما يجب لأن الفيلم الحربي يحتاج إلى حشود ومجاميع كبيرة، وأعتبر أن فيلمي «الرصاصة لا تزال في جيبي»، و{حائط البطولات» يعدان من أهم الأفلام التي وثقت المعارك الوطنية المصرية.

 لكن ما زالنا في حاجة إلى تقديم أعمال أخرى حول البطولات العسكرية للجيش المصري كي تعرف الأجيال الجديدة مدى المجهود الجبار الذي قدمه أبناء مصر ليستعيدوا الأراضي المحتلة.

لكن فيلم «حائط البطولات» تأخر عرضه كثيراً مما جعل الجمهور لا يتفاعل معه بالشكل الكافي بسبب عدم جودته التكنولوجية مقارنة بالأعمال الجديدة التي تعرض حالياً. ما رأيك؟

من يشاهد الفيلم عليه أن يعرف الفترة الزمنية التي تم تصويره فيها وهي من نحو 15 عاماً، ومن الظلم مقارنته بالأعمال حديثة التصوير بسبب الطفرة الكبيرة التي حدثت في تقنية الصوت والصورة والخدع السينمائية.

وكل هذا حدث بسبب تأخر عرضه، لكن في جميع الأحوال الفيلم ينصف سلاح الدفاع الجوي الذي كان له دور بارز وحيوي في حرب أكتوبر بعد نجح السلاح في شل حركة العدو وصد كل الهجوم.

عاصرت أفضل فترات السينما المصرية فتواجدت في الفترة الأهم في تاريخها. هل أنت راض عن الأعمال التجارية الأخيرة؟

في كل زمن ثمة الجيد والرديء، لكنني أرى أن السينما طوال مسيرتها تجارية وتعمل أحياناً بهذا المنطق.

وللعلم، في مصر مواهب كثيرة تحتاج إلى من يأخذ بيدها ويخرجها إلى النور، وهذه المواهب الكثيرة متواجدة في الأقاليم والمحافظات البعيدة عن القاهرة، وللأسف كثير من الموهوبين لا يجدون من يقدمهم للجمهور.

لديك رصيد هائل من الأفلام السينمائية، فهل ثمة أعمال ندمت على مشاركتك بها أم أنك ما زلت مقتنعاً بكل ما قدمته؟

أعتز بأعمالي كافة التي قدمتها على مدار حياتي الفنية وأعتبرها جميعها مشرفة، ولله الحمد حظيت بتقديم أجمل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

أنت أحد أبناء محافظة بورسعيد البعيدة عن القاهرة، كيف وصلت إلى الجمهور؟

فعلاً، أنا من بورسعيد لكن في الوقت الذي كنت فيه طفلاً كانت هذه المحافظة هي الوحيدة في مصر التي تتضمن نادياً للمسرح آنذاك، وكنت أتردد عليه وأنا في الثامنة من عمري لذلك تشكل عقلي وتكويني على حب الفن والمسرح تحديداً، وعندما وصلت إلى القاهرة أثناء دراستي الجامعية كوَّنت أول شعبة للمسرح، وحين أعلن المسرح القومي عن مسابقة لاختيار ممثلين جدد تقدمت وكنت الأول في التصفيات التي أجريت على الأداء باللغة الفصحى ثم العامية. لكن اليوم لا تجد في المحافظات دور عرض سينمائية

أو مسرحية.

هل تتدخل في اختيارات ابنيك الفنية سواء عمرو أو رانيا؟

إطلاقاً، بل أرغب في أن تكون لكل واحد منهما شخصيته الفنية المستقلة والنوعية المختلفة التي يقدمها حسب رغبته لكن عندما يستشيراني في أمر أقول لهما رأيي بصراحة شديدة ولا أجبرهما على تنفيذ وجهة نظري.

back to top