في إطار مواجهة مخاوف اثارها استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، وإدارتها نزاع الانفصاليين في شرق أوكرانيا، اتفقت دول الحلف الأطلسي الـ28 أمس على تعزيز الخاصرة الشرقية بنشر أربع كتائب متعددة الجنسيات، تضم كل منها 600 إلى ألف عنصر في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا.وفي إطار القرار، الأكثر أهمية بنظر بولندا التي تستضيف القمة وجيرانها من دول البلطيق القلقة على أمنها من الروس، ستتولى بريطانيا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة قيادة هذه الكتائب، وستؤمن القسم الأكبر من عناصرها.
وخلال اجتماع حضره عدد كبير من قادة العالم ينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، شددت دول الحلف على استمرار العلاقة الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي، وأعادت تأكيد تماسكها بعد قرار خروج بريطانيا منه (بريكست).وقبل اجتماع القادة، أكد الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيسعى إلى إجراء حوار بناء مع روسيا، ولا يريد تكرار الحرب الباردة، معبراً عن ثقته بأن تأييد بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي لن يضعف علاقات الحلف في أوروبا مع الولايات المتحدة، وبأن لندن ستظل عضوا "قوياً وملتزماً" في التحالف العسكري الغربي.وإذ أقر دبلوماسي فرنسي بأن باريس ولندن تجسدان معاً القسم الأعظم من القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي، وأنه سيخسر بعض قدراته، اعتبر أن بريطانيا كانت تشكل عقبة في وجه تطوير الدفاع الأوروبي.وفي حال شنت روسيا هجوماً، ستكون دول الغرب الكبرى مشاركة عمليا في المواجهة، وهو ما يدعو إلى التطبيق الفوري للمادة 5 من ميثاق الحلف الأطلسي التي تقر مبدأ "الواحد للجميع والجميع للواحد".وعشية القمة، شهدت العلاقات بين الروس والغربيين تطورات جديدة في سياق تزايد التوتر بين الطرفين. ومن المفترض أن تقوم هذه العلاقات على "الردع والحوار"، بحسب الصيغة الغربية الرسمية المعتمدة.وبينما نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسلوك روسيا في أوكرانيا، وتقويضها الثقة المتبادلة مع الغرب، حث أوباما قادة الحلف في آخر قمة له قبل أن يترك منصبه في يناير، على الوقوف بحزم أمامها، مبيناً أن "الريكسيت" يجب ألا يضعفهم.في المقابل، أمل الكرملين أن يسود "المنطق السليم" في قمة وارسو، ووصف حديث الحلف عن أي تهديد روسي بأنه "سخيف". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن موسكو كانت ولاتزال مستعدة للحوار والتعاون مع الحلف.
دوليات
«حلف الأطلسي» يعزز جناحه الشرقي
09-07-2016